كابوس الحرب يطاردنا": قصص من ود مدني في السودان

Fadsai Camp 2
تمرير
17 يناير 2024
قصّة مصوّرة
الدول ذات الصلة
السودان
شارك
طباعة:

 

يقول البكري الطاهر مالك، الذي كان يعيش في حي الإنقاذ جنوب الخرطوم، "لم تجلب الحرب سوى الدمار وتفرّق الأسر. لقد فقدنا بيتنا، وخسرنا مدينتنا الخرطوم.

لقد نجوتُ من الموت مرتَيْن. أصبتُ في المرة الأولى برصاصة وفي المرة الثانية بشظايا نتيجة قصف الطائرات. قررتُ مغادرة الخرطوم لتلقي العلاج بسبب تحديات الوصول إلى أقرب مركز [صحي]".

 

Fadsai Camp
الصورة: مخيم فداسي

 

ويضيف، "لقد فقدتُ ابن أخي. توفي بقذيفة في أول أيام عيد الفطر. تقطّع جسده إلى ثلاثة أجزاء. كان يتوضأ للذهاب إلى المسجد عندما توفي أمام باب منزله، فضلًا عن وفاة ثلاثة جيران آخرين أمام المسجد.

لدي ثلاثة أطفال، وأنا قلق بشأن تعليمهم الذي توقف بسبب الحرب. وأنا غير قادر على تلبية احتياجاتهم بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة".

عندما التُقطتْ الصور، في أوائل ديسمبر/كانون الأول، لم يستطع البكري الانتظار للعودة إلى موطنه في الخرطوم.

ويتابع، "أنا بانتظار اليوم الذي يُعلَن فيه انتهاء الحرب. فحتى لو لم يبقَ لي شيء هناك سأعود، ولو اضطررت إلى المشي على قدمَي".

وفي 17 ديسمبر/كانون الأول، اندلع النزاع في مدينة ود مدني واضطر البكري إلى المغادرة مرّة أخرى. استغرقت رحلة العودة إلى الخرطوم ثلاثة أيام. يشعر البكري بالألم من إصاباته، خاصة في فصل الشتاء.

 

Al Zahra Camp
الصورة: مخيم الزهراء

 

شاركتنا سعاد عبد الله قصة شَجاعة.

"قطعتُ الطريق من مايو في جنوب الخرطوم، إلى مدينة ود مدني. [استغرقت] الرحلة ثلاثة أيام على متن الكارو [عربة خشبية يجرها حمار] وكنتُ برفقة أطفالي الستة وحبلى في شهري الخامس في ذلك الوقت.

عندما وصلنا إلى هنا عانينا كثيرًا. فلم تكن هناك حمامات أو مياه أو طعام أو مياه صالحة للشرب. بعد ذلك وصلت المنظمات وتدخلت وزودتنا بالماء والصابون والدلاء، فتحسنت أحوالنا قليلاً.

تدخلت أطباء بلا حدود واعتنت بنا منذ البداية عندما أصيب الأطفال بضربة شمس. وكانت المنظمة حاضرة طوال الأسبوع. لقد ساعدوني أيضًا في ولادة طفلتي وبذلوا قصارى جهدهم.

ليس لدي أيّ أمل في العودة إلى الخرطوم بسبب الدمار الهائل الذي حدث هناك، فضلاً عن هدم المؤسسات والمستشفيات".

 

Alsafat Camp
الصورة: مخيم الصافات

 

وصلت ماري مونجا في 15 مايو/أيار من السامراب، بحري.

"هذه هي المرة الأولى التي أخطو فيها مدينة ود مدني. عشتُ حياتي كلها في الخرطوم، منذ ولادتي إلى حين زواجي، وأنجبتُ أطفالي هناك.

الوضع هنا فوضوي للغاية. طفلي يبلغ من العمر شهرًا، لكنه يبدو أصغر من ذلك لأنني لا أملكُ أيّ حليب لإطعامه.

لا يوجد تعليم أو غذاء صحي هنا، ولا توجد بيئة خاضعة للرقابة لرعاية الأطفال، كما لا توجد بيئة صحية [بسبب] الازدحام والاختلاط بين الناس.

تسبب هذه البيئة الأمراض مثل الأمراض المعدية والكوليرا.

نحن بحاجة إلى المساعدات، مثل الصابون، حتى لا يتسخ الأطفال. منذ مجيئنا إلى هنا ونحن نعاني من شح المساعدات والموارد. في الخرطوم، كنا ننعم بحياة ]و[نعمل ونوفر احتياجاتنا ] بأنفسنا[.

لا يوجد دعم أو حتى ما يكفي من المال لشراء وجبة [هنا]. طفلي مريض حاليًا، ولا أستطيع علاجه إلا بمساعدة المنظمات.

عندما أفكر في المستقبل، أريد أن يحصل أطفالي على التعليم. لا أريد أن يمر أطفالي بما مررنا به. في الخرطوم، تمكنا من رعاية أطفالنا وتأمين علمهم في بيئة صحية. أمّا في الوقت الحاضر، فنعيش في الشارع، ويمكن أن يأكلوا طعامًا غير آمن ويصابوا بالتسمم".

 

قصة ملاك سعيد

تقول ملاك سيد، التي تسكن في مخيم فداسي في مدينة ود مدني، "كنتُ في السوق عندما أصبتُ بشظايا قنبلة نتيجة الاشتباكات التي تصاعدت في قرية جبل أولياء. كل يوم، كان الوضع يزداد سوءًا بسرعة، وقررنا الانتقال إلى مكان أكثر أمانًا".

عندما التقطت هذه الصور في أوائل ديسمبر/كانون الأول، كانت ملاك تحنّ إلى منزلها. وتضيف، "أشعر أنني مشرّدة لذا أنتظر بفارغ الصبر العودة إلى المنزل. أتمنى أن تتحسن الأمور وأن تنتهي الحرب قريبًا".

وفي 17 ديسمبر/كانون الأول، وقعت معركة ود مدني وتمكنت ملاك من العودة إلى الخرطوم. وقالت، "نحن نعاني من نقص الخدمات، حيث إنّ معظم المحلات التجارية مغلقة. كان الوضع في مدينة ود مدني أفضل من هنا".