تمرير

جمهورية إفريقيا الوسطى: حملة تلقيح غير مسبوقة تشمل 73,000 طفل

11 مايو 2017
آخر
الدول ذات الصلة
جمهورية إفريقيا الوسطى
شارك
طباعة:

3 أبريل/نيسان 2016: تقوم منظمة أطباء بلا حدود حالياً بحملة تلقيحٍ غير مسبوقة في جمهورية إفريقيا الوسطى. وحسب الإحصاءات الرسمية في عام 2013، فإن رضيعاً من بين كل 10 رضّع دون سن العام لم يتلقّ اللقاحات بشكلٍ كامل. وفيما يلي رؤية تيري دومونت رئيس بعثة أطباء بلا حدود في جمهورية إفريقيا الوسطى للوضع هناك.

ما هي مكونات حملة التلقيح "بمولدات المضادات" في جمهورية إفريقيا الوسطى بشكل محدد؟

يعتبر برنامج التلقيح الوقائي من أهمّ الحملات التي قامت بها منظمة أطباء بلا حدود في جمهورية إفريقيا الوسطى، وهي تهدف إلى حماية الأطفال دون سنّ الخامسة من مجموعة من الأمراض التي تشمل شلل الأطفال، والكزاز، والخناق، والسعال الديكي، والتهاب الكبد "ب"، والحصبة إضافة إلى بعض أنواع الالتهاب الرئوي والسحايا. وتتطب هذه الحملة موارد بشريّة ومالية وميدانية ضخمة، حيث تقوم المنظمة بجولات تلقيحٍ مختلفة لأنّ بعض القاحات تتطلّب جرعاتٍ متعددة لكي تصبح فعّالة بشكلٍ كامل. ففي مدينة بيربيراتي والمناطق المجاورة جنوب غرب البلاد، نشرت المنظمة 16 فريقاً متنقّلاً يتألف من حوالي 370 فرداً من الطاقم الطبي وعمال تعزيز الصحة وعشرات السيارات والدراجات النارية في 43 موقعٍ للتلقيح. وقد عالجت المنظمة 14,000 طفل في خمسة أيام فقط. وما تزال الحملة مستمرة في المناطق الريفية النائية التي لا يوجد فيها وسائل نقل يستخدمها السكان.

لماذا تقوم منظة أطباء بلا حدود بحملة التلقيح الواسعة هذه في جمهورية إفريقيا الوسطى؟

منذ بدء الأزمة في عام 2013، واجهت البلاد نقصاً حادّاً في الخدمات الصحيّة، حيث يعيش نصف السكان تقريباً في حاجة مستمرة إلى الإغاثة الإنسانية الطارئة، كما أن التغطية اللقاحية ضعيفة جداً، إذ لا يحصل سوى 13 بالمئة من الأطفال على التغطية اللقاحية الكاملة. كما انخفض عدد الأطفال الذين حصلوا على تلقيحٍ كامل ضد الحصبة بنسبة تتجاوز الثلث في عام 2012 ، ليصل إلى 25 بالمئة بعد أن كان 64 بالمئة في عام 2014. وتعتبر مخاطر انتشار الأوبئة عالية جداً في بلدٍ مثل جمهورية إفريقيا الوسطى، وكذلك معدّل الوفيات الذي يرتبط بالأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، ولذلك يجب حماية أكبر عددٍ ممكن من الأطفال.

يعاني برنامج التلقيح الوطني من عدّة مصاعب فهناك الكثير من المراكز الصحية التي لا تعمل بفعالية كاملة، كما أن الحصول على إمدادات الأدوية في بعض المناطق أمرٌ في غاية التعقيد بسبب الأوضاع الأمنية ومصاعب الإمداد، ناهيك عن أنّ العائلات الأكثر فقراً لا تستيطع أن تدفع تكاليف الرعاية الصحية.

ولذلك أطلقت منظمة أطباء بلا حدود بالتعاون مع وزارة الصحة حملة التلقيح الاستثنائية هذه لحماية الأطفال الذين تأخّر حصولهم على اللقاحات، وقد شملت هذه الحملة حتّى الآن أكثر من 73,000 طفل في مختلف مناطق البلاد وهي مستمرة في بقية المناطق.

ما هي التحديات التي واجهتموها في هذا البرنامج؟

لقد كان تحديّ الإمداد الميداني هو الأكبر، حيث كان علينا أن نضمن وجود سلسلة تبريد في المنطقة التي تتجاوز الحرارة فيها 40 درجة مئوية، لذلك كان من الجوهري أن نجد الحلول المناسبة لكي تكون اللقاحات التي نقدمها للأطفال كاملة الفعالية. وكذلك عملية نقل معداتنا وموادنا إلى مناطق نائية وبعيدة جداً. وقد أصبح العمل أكثر صعوبة مع هطول الأمطار الموسمية التي أغلقت معظم الطرقات تقريباً.

أما التحدي الآخر فهو الوضع الأمني، فبينما تتمتع منطقة بيربيراتي بالهدوء، تشهد غيرها من المناطق اشتباكاتٍ متقطّعة، كما أن انتشار قطّاع الطرق يعيق وصول أنشطتنا إلى المدن الرئيسية. ولذلك تعمل المنظمة في ظل هذه الظروف على تقوية برنامج التوعية العائلي بالتعاون الوثيق مع قادة المجتمعات المحليّة، إضافة إلى استمرار أنشطة التلقيح الاعتيادية في المراكز الصحية التي تعمل فيها أصلاً. ويهدف برنامجنا بشكل جوهري إلى ضمان حماية الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات لعدّة سنوات قادمة.

تعمل منظمة أطباء بلا حدود في جمهوية إفريقيا الوسطى منذ عام 1996، وهي تملك اليوم طاقماً يضم أكثر من 2,400 موظف محليّ و230 موظَف دولي في البلاد. وقد ضاعفت المنظمة منذ عام 2013 مستوى الدعم الطبيّ استجابةً للأزمة، وهي تدير اليوم حوالي 20 مشروعاً في البلاد. ويقدم فريق المنظمة الطبي الرعاية الصحية المجانية التي تشمل رعاية الأطفال، واللقاحات الدورية، ورعاية الأمهات والجراحة، إضافة إلى علاج بعض الأمراض كالعوز المناعي البشري والسلّ.