المشاركة الصحية المجتمعية في إندونيسيا

Indonesia Youth
17 فبراير 2022
قصة
الدول ذات الصلة
إندونيسيا
شارك
طباعة:

دعمت منظمة أطباء بلا حدود وزارة الصحة الإندونيسية في تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية لليافعين في إندونيسيا منذ عام 2017. ويأتي هذا البرنامج ضمن مشاريع أخرى (مثل بناء القدرات في الاستجابة الطارئة للكوارث الطبيعية والطوارئ، وأنشطة كوفيد-19) قائمة في منطقتين تتبعان مقاطعة بانتين، وهما لابوان وكاريتا. وفي عام 2019، افتتحت منظمة أطباء بلا حدود ركناً للشباب في لابوان - وهو مكان يمكن لليافعين القدوم إليه بعد المدرسة والمشاركة في مجموعة من الأنشطة مثل الرسم والحرف اليدوية وغيرها، مع تلقي معلومات في نفس الوقت حول ممارسات النظافة الجيدة والحياة الصحية والصحة الجنسية والإنجابية من فريق التثقيف الصحي. كما أجرى الفريق أنشطة في المدارس والمجموعات المجتمعية.

تقع قرية تمبونغ على بعد حوالي 25 دقيقة بالسيارة من مكتب مشروع منظمة أطباء بلا حدود في منطقة لابوان - وهي واحدة من 19 قرية تساعدها فرق أطباء بلا حدود في مقاطعة بانتين، في أقصى الطرف الغربي من جزيرة جاوة في إندونيسيا. وغير بعيد عن مكتب السلطة المحلية لقرية تمبونغ التابعة لمنطقة كاريتا، يوجد مكان مظلل فيه خزان لغسل اليدين في المقدمة. هناك بعض الأطفال في ساحة المبنى. وتوجد علامة تقول "بوسياندو ريماجا" ومعناها "مركز صحي مدمج لليافعين".

لكن في ذلك المساء عندما زار فريق منظمة أطباء بلا حدود المرفق، لم يكن ذلك نشاطاً صحياً مدمجاً. بل كان الشباب الذين يديرون المركز يجهزون أنشطة ركن الشباب لأقرانهم الأصغر سناً في القرية. إنه مكان آمن لتجمع الأطفال، حيث يمكنهم القيام بالأنشطة وتلقي المعلومات الصحية.

في عام 2019، وبالتعاون مع المجتمع المحلي والمركز الصحي، افتتح فريق أطباء بلا حدود ركناً للشباب في مبنى المكاتب. ويقول جوني، منسق مشروع أطباء بلا حدود في بانتين: "لسوء الحظ، اضطرت أطباء بلا حدود في عام 2020 إلى إغلاق ركن الشباب بسبب جائحة كوفيد-19". لكن الفريق واصل أنشطة تعزيز الصحة عبر الإنترنت. كما قمنا بدعم العاملين الصحيين المجتمعيين وشيوخ القرى لتجديد المرافق العامة وإدارة مراكز صحة اليافعين. وقد قمنا الآن بدمج برنامج ركن الشباب في هذه المرافق".

كيف بدَأَت؟

بعد مناقشة بين مكتب الصحة في منطقة كاريتا، ومركز الصحة العام في كاريتا ومنظمة أطباء بلا حدود، تم الاتفاق على إنشاء مركز صحي مدمج لليافعين على مستوى القرية. وحددت فرق منظمة أطباء بلا حدود ومركز الصحة العام أفضل القرى لتجريب البرنامج، وتم اختيار قريتي تمبونغ وتيلوك في كاريتا ولابوان على التوالي. استمرت العملية من خلال إشراك المزيد من أصحاب المصلحة مثل سلطات القرية، ومكاتب الصحة، ومكاتب التعليم، ومكاتب المقاطعات الفرعية، والولاية، ومجتمعات المدارس الداخلية الإسلامية، وجمعية الحي، وجمعية المواطنين وحكومات القرى وموظفي المركز الصحي العام، وكذلك "الكوادر" - وهم مجموعة صغيرة من البالغين أو الشباب المنظَّمين لتعليم أو قيادة الآخرين - الذين يقودون البرنامج.

في تمبونغ، اتصل فريق منظمة أطباء بلا حدود برئيس القرية، أدانغ كوساسيه، لعرض إطلاق برنامج مركز صحة اليافعين التجريبي في القرية. كان حريصاً، لأن القرية بها منتدى للأطفال وأرادوا إضافة المزيد من الأنشطة لأفراد مجتمعهم الشباب.

ويقول كوساسيه: "لقد تعاونا مع المدارس الابتدائية والمدارس الداخلية الإسلامية". "نشجع أيضاً إدارات المدارس على الحرص على زيارة الطلاب للموقع الصحي الذي يُعقد مرة واحدة في الشهر، حتى يتمكنوا من الاستفادة من الفحص الصحي الأساسي بشكل منتظم".

ركن الشباب في الحي

بالنسبة لتيني بيبريانتي، رئيسة قسم الخدمات في تمبونغ، فإن وجود ركن للشباب في قريتها هو أمر جيد.

وتقول بيبريانتي: "يمكن لليافعين قضاء وقتهم في القيام بأشياء إيجابية". "فهم لا يلعبون على هواتفهم المحمولة كثيراً ولا يحتاجون إلى السفر بعيداً للوصول إلى المرفق. لذلك، هناك الكثير من الفوائد".

في فترة بعد الظهر بعد المدرسة، يمكن لأفراد المجتمع الشباب القيام بأنشطة في ركن الشباب، والذي يفتح أبوابه من الإثنين إلى الجمعة. حيث يمكنهم تجربة الفن والرسم والخط والحرف اليدوية. والأهم من ذلك، أنهم يتعلمون أيضاً عن الصحة.

قال أحمد إن أحد أسباب اختيار منظمة أطباء بلا حدود لتلك القرى هو وجود رغبة قوية من رئيس القرية.

وقالت أول مارديه، وهي من كوادر مركز الشباب، إنها استفادت من المشاركة مع أطباء بلا حدود والكوادر الصحية في هذه الأنشطة. وقد قام طاقم منظمة أطباء بلا حدود بتدريب الكوادر الشابة على إجراء الفحوصات الصحية الأساسية، والقيام بأنشطة التثقيف الصحي، والتحدث على الملأ، وتعليم اللغة الإنكليزية.

وتقول مارديه: "في البداية، لم يكن عندي الثقة الكافية للتحدث أمام الناس". "بعد أن انضممت إلى التدريب والأنشطة في مركز الصحة وركن الشباب، تعلمت التحدث أمام الجمهور، وأصبحت أعرف المزيد عن الصحة".

بدأت أنشطة ركن الشباب في تمبونغ في منتصف سبتمبر/أيلول 2021 وكان يرتادها في ذلك الوقت ما بين 10 إلى 20 يافعاً. بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2021، كان ركن الشباب يستقبل حوالي 600 زيارة. ويعتقد كل من بيبريانتي ومارديه أن المركز الصحي وركن الشباب سيستمران في العمل بدون منظمة أطباء بلا حدود، حيث تدعم حكومة القرية تمويلهما من خلال إدراجهما في الميزانية السنوية للقرية.

هناك تحديات، مثل المعدل المرتفع لمغادرة الكوادر الشابة حيث يذهبون لمتابعة الدراسة أو للعمل، لكن البرنامج مستمر. والمشاركة المستمرة وتدريب الكوادر الشابة الجديدة أمر ضروري لضمان سير برنامج ركن الشباب في أحيائهم. إن الإحساس العالي بالملكية من المجتمع أمر ضروري لمساعدة هذا البرنامج على الاستمرار.

المستقبل

أعاقت الجائحة البرنامج، حيث لم يتمكن الناس من التجمع في المرافق العامة. ولكن مع تضاؤل الموجة الثانية من كوفيد-19، بدأ الشباب في زيارة المراكز والاستمتاع بركن الشباب مجدداً.

في عام 2022، ستسلم منظمة أطباء بلا حدود مواقع ركن الشباب في لابوان وكاريتا إلى سلطات القرية، فهي تسير الآن بشكل جيد. وسينتقل فريق دعم أطباء بلا حدود إلى موقع جديد مع جميع الدروس المستفادة حتى الآن.