لا تزال متلازمة نقص المناعة المكتسبة تفتك بحياة أعدادٍ كبيرةٍ من الناس بصورة غير مقبولة في مستشفيات كينيا وملاوي وجمهورية الكونغو الديمقراطية في زمنٍ تتوفر فيه مضادات الفيروسات المنقذة للحياة أكثر من أي وقت مضى.
غير أن وجه هذه المتلازمة يتغير، حيث أن أكثر من 50 بالمئة من المصابين يخضعون في الأساس للعلاج بمضادات الفيروسات، إلا أن الكثير منهم تظهر عليه علامات فشل العلاج أو الإنهاك. ولهذا دعت منظمة أطباء بلا حدود إلى تعزيز الاهتمام بالوقاية من هذا الوجه المتغير لهذه المتلازمة وعلاجها.
هوما باي، كينيا: الطاقم الطبي في جناح السل التابع لمستشفى هوما باي الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود، والذي تشكّل فيه نسبة المصابين بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة 50 بالمئة من مجمل القبولات.
فلا يزال السل السبب الأول للوفيات بين مرضى متلازمة نقص المناعة المكتسبة، يتبعه التهاب السحايا بالمستخفيات وداء المقوّسات، وهي جميعها أمراضٌ يصعب علاجها بدون توفر أدوية فعالة ورعاية طبية مدرَّبة.
هوما باي، كينيا: موسى البالغ من العمل 46 عاماً مصاب بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة وبشلل دماغي وهو بحاجةٍ إلى تغذية عبر أنبوب أنفي معدي لأنه غير قادر على تناول الطعام. أُخضع للعلاج بأدوية الخط الثاني من مضادات الفيروسات وتدعمه زوجته في مستشفى هوما باي.
يمثل كل مريض مصاب بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة شبكةً متداخلةً من نقاط الضعف على مستوى فردي ومجتمعي وعلى مستوى النفقات ونظام الصحة، أعاقت أو عرقلت تقديم علاج فاعل مدى الحياة للمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
هوما باي، كينيا: تبين إصابة ويني البالغة من العمر 25 عاماً بفيروس نقص المناعة البشرية عام 2015 ووُصفت لها مضادات الفيروسات. أحيلت على مدى عامين إلى العديد من المرافق الصحية التي صعّبت من عملية التشخيص والعلاج. أُدخلت مؤخراً إلى المستشفى وهي تعاني من الإقياء والإسهال. كانت متزوجة لكنها تعيش الآن مع والدتها.
تظهر الدراسات بأن 25 بالمئة ممن يخضعون لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية سينقطعون عن علاجهم يوماً ما ولسببٍ ما لمدة تتراوح بين أيام إلى أشهر عدة.
نسانجي، ملاوي: يخضع سيمبازاكو البالغ من العمر 19 عاماً لتصوير شعاعي لكشف السل في مستشفى مقاطعة نسانجي في ملاوي. ويقول: "أشعر بألمٍ شديد في أضلاعي. أتناول مضادات الفيروسات دون أن أنقطع عنها حتى يوماً واحداً لكن صحتي لا تتحسن كما كنت أتوقع".
تعمل منظمة أطباء بلا حدود مع الفرق الطبية المتواجدة في مستشفى مقاطعة نسانجي لتحسين تشخيص متلازمة نقص المناعة المكتسبة ورعايتها سريرياً، وهذا يتضمن دعم خدمات التصوير والمخبر والصيدلية.
هوما باي، كينيا: تم تشخيص إصابة جون البالغ من العمر 56 عاماً بفيروس نقص المناعة البشرية عام 2015 وهو يتناول مضادات الفيروسات منذ ذلك الحين. أُدخل جون إلى مستشفى هوما باي في يوليو/تموز 2017 حين أصيب بألمٍ في الظهر والصدر، وهو بحاجةٍ إلى المساعدة ليقوم بمعظم أعماله اليومية.
يشار إلى أن 65 بالمئة من المرضى المقبولين في المستشفى يخضعون في الأساس للعلاج بالمضادات الفيروسية، كما أن 50 بالمئة منهم يظهر عليهم شكل من أشكال فشل العلاج.
هوما باي، كينيا: تبينت إصابة جون البالغ من العمر 40 عاماً بفيروس نقص المناعة البشرية عام 2009 حيث بدأ بتناول مضادات الفيروسات على الفور. يعاني منذ ثلاثة أسابيع من الإسهال وقد فقد الكثير من الوزن قبل أن يأتي إلى مستشفى هوما باي.
وفي تقرير صادر عن منظمة أطباء بلا حدود في يوليو/حزيران 2017 بعنوان "الانتظار ليس خياراً: الوقاية من الإصابة المتقدمة بفيروس نقص المناعة البشرية والنجاة منها"، دعت المنظمة إلى تطبيقٍ عاجلٍ لإرشادات منظمة الصحة العالمية الخاصة بعلاج متلازمة نقص المناعة المكتسبة في السياقات التي تفتقر إلى الموارد الكافية، مترافقةً بإجراءات إضافية لمواجهة المقاومة المحتملة للأدوية وفشل العلاجات.
نسانجي، ملاوي: قدم ميشيك البالغ من العمر 29 عاماً من موزمبيق إلى ملاوي للعمل، لكنه أصيب بعد شهر بهجمة ملاريا. وخلال إقامته في مستشفى مقاطعة نسانجي تم تشخيص إصابته بفيروس نقص المناعة البشرية المترافق بفشل مناعي شديد.
يقول ميشيك: "أشعر بحالٍ أفضل قليلاً لكنني لا زلت غير قادر على الحركة. إلا أنني أخطط للبقاء في ملاوي عندما أتحسن لأن وصمة العار في المكان الذي أتيت منه لا ترحم المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أمثالي. أما هنا في ملاوي فالناس يدعمون بعضهم بعضاً".
هوما باي، كينيا: صفورة البالغة من العمر 33 عاماً خضعت لفحص فيروس نقص المناعة البشرية عام 2016 وتبين إصابتها به، لكنها بدأت بتناول مضادات الفيروسات في فبراير/شباط 2017 لأنها كانت خائفة من العلاج. تعاني من ساركوما كابوزي، وهو سرطان يصيب المرضى في مراحل متقدمة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وسوف تبدأ علاجها الكيماوي قريباً.
تدعم منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى هوما باي وزارة الصحة الكينية في توفير خدمات متكاملة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية بما فيها الرعاية التخصصية في المستشفى للمصابين بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة.
كينشاسا، جمهورية الكونغو الديمقراطية: طبيبة تابعة للمنظمة تفحص رئتي مريضة بحثاً عن أي مشاكل في وحدة علاج فيروس نقص المناعة البشرية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود والتي توفر خدمات الرعاية المجانية الوحيدة في المستشفى لمرضى متلازمة نقص المناعة المكتسبة في بلدٍ يؤثر فيها الفيروس على ما يقرب من 2 بالمئة من السكان ويعاني المصابون به من وصمة عار مستفحلة. كما يواجه المصابون بالفيروس نقصاً متكرراً في الأدوية وارتفاع تكاليف الفحوصات والعلاج.
نسانجي، ملاوي: قدم سليمان البالغ من العمر 62 عاماً من قرية نائية وهو ليس في حال جيدة من الناحية السريرية. يقول: "أتيت لأخضع لفحص فيروس نقص المناعة البشرية في المركز الصحي لأنني كنت أمرض بشكل متكرر، وقد تبينت إصابتي بالفيروس، لكنني لا أعتقد بأن النتائج صحيحة. لهذا أتيت إلى المستشفى حيث أعتقد بأنهم سيخبرونني بالحقيقة".
أكد فحص ثانٍ إصابة سليمان بالفيروس لكنه لا يزال غير مقتنع بالنتائج.
كينشاسا، جمهورية الكونغو الديمقراطية: مريضٌ* أُدخل إلى وحدة متلازمة نقص المناعة المكتسبة التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود وتوفي بسبب السل بعد أيام من التقاط هذه الصورة.
يصل الناس إلى المركز وهم يعانون من فشل مناعي شديد لدرجة أن 36 بالمئة لا ينجون خلال الساعات الثمانية والأربعين الأولى من العلاج. وتتطلب رعاية هذه الحالات في المستشفى السرعة التي تتطلبها حالات الإصابات البليغة.
* سمحت عائلته باستخدام هذه الصورة.
نسانجي، ملاوي: كريستي البالغة من العمر 37 عاماً أمٌّ لثلاثة أطفال، كانت قد أُحيلت إلى مستشفى مقاطعة نسانجي وهي تعاني من المرحلة المتقدمة للمرض والتي تعرف بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة. لم تكن تقو على الكلام أو السير لكنها تشعر بحالٍ أفضل اليوم، علماً أنها تخضع للعلاج بمضادات الفيروسات منذ خمسة أعوام.
لا تزال متلازمة نقص المناعة المكتسبة تفتك بحياة الناس في المستشفيات وخارجها في أرجاء إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك رغم انتشار العلاج بمضادات الفيروسات أكثر من أي وقت مضى. ففي مستشفى مقاطعة نسانجي، لا يزال فيروس نقص المناعة البشرية يشكل نسبة 26 بالمئة من مجمل القبولات و54 بالمئة من مجمل الوفيات.