أربعة أمور ينبغي معرفتها حول تفشي الإيبولا في أوغندا

Ebola in Uganda
11 أكتوبر 2022
قصة
الدول ذات الصلة
أوغندا
شارك
طباعة:

منذ الإعلان عن تفشي فيروس الإيبولا في أوغندا في 20 سبتمبر/أيلول، أكدت وزارة الصحة الأوغندية إصابة 43 شخصًا بالإيبولا وأبلغت عن وفاة 29 شخصًا حتى 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022، من بينهم تسع حالات وفاة مؤكدة بالمرض و20 حالة وفاة يُحتمل أن تكون بسببه. وفي هذا السياق، تعمل منظمة أطباء بلا حدود مع وزارة الصحة لإعداد استجابة أولية طارئة بهدف وقف انتشار المرض.

واليوم، تكافح أوغندا تفشي متحور نادر نسبيًا من فيروس الإيبولا يُعرف باسم السلالة السودانية، ما يفرض عددًا من التحديات الطبية والعملياتية على الفرق في الميدان. في ما يلي، نعرض أربعة أمور ينبغي معرفتها حول هذا التفشي.

1. هل تتوفر لقاحات مضادة لهذا الوباء؟
لا يتوفر أي لقاح مضاد للسلالة السودانية للفيروس، علمًا أنها السلالة المسؤولة عن تفشي المرض في أوغندا. وفي الوقت الحالي، تُجرى مناقشات في منظمة الصحة العالمية لتحديد اللقاح الأنسب في سبيل إخضاعه لتجربة سريرية جديدة، وذلك بهدف الحصول على ترخيص يخوّل استعماله بصورة محتملة. وفي ظل غياب أي لقاح مُثبَت الفعالية في الوقت الحالي، لا بد من إعادة النظر في الاستجابة المعتادة بصورة كبيرة. 

وكان لقاح rVSV الذي تصنّعه شركة ميرك قد مُنح ترخيصًا يسمح باستعماله للتصدي للسلالة الزائيرية من فيروس الإيبولا. وفي حال انتشار أوبئة مرتبطة بهذه السلالة، يُستعمل اللقاح للحد من انتشار المرض عبر اعتماد استراتيجية تلقيح تُسمى "الحزام" وتطعيم جميع الأشخاص الذين خالطوا المرضى ومخالطي المخالطين ومقدمي الرعاية الصحية. 

وأثناء التفشي، يمكن استعمال لقاح ثانٍ من إنتاج شركة جونسون آند جونسون لحماية الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس. كما يمكن استعماله كإجراء وقائي قبل الإعلان عن انتشار المرض عبر تطعيم الأشخاص الذين يعملون على الخطوط الأمامية للاستجابة أو سكان المناطق التي لم يلمّ بها الوباء بعد.

وفي ظل التفشي الحالي لفيروس الإيبولا في أوغندا، تضطر جميع المنظمات الصحية المشارِكة في الاستجابة لأن تؤدي عملها من دون توفر أداة بالغة الأهمية، وذلك إلى حين انتهاء التجارب والعثور على لقاح فعال.

2. هل يتوفر علاج طبي للسلالة السودانية من الإيبولا؟
أثبتت التجارب السريرية التي أجريت في جمهورية كونغو الديموقراطية بين عامي 2018 و2019 فعاليتها عند اعتماد علاجات تقوم على استعمال الأجسام المضادة وحيدة النسيلة الخاصة بسلالة الفيروس (Mab114 وregn-eb3). وتبين أن استعمال هذه الأخيرة يحسن من فرص بقاء المريض على قيد الحياة بصورة كبيرة. 

ومع ذلك، لم تثبت هذه الأجسام المضادة فعاليةً في التصدي للسلالة السودانية من المرض. وفي ظل غياب هذه الأداة، يقتصر العلاج على إدارة أعراض المرض وتوفير العناية المركزة (كتعويض فقدان السوائل وتزويد المريض بالأوكسجين ومراقبة الدم ومؤشرات القلب، إلخ) من أجل تحسين فرص بقاء المرضى على قيد الحياة.

3. ما هي أنواع من مرافق علاج الإيبولا المتوفرة في أوغندا؟
 خلال تفشي فيروس الإيبولا، تحظى الاستجابة الطبية في المناطق المجاورة للمجتمعات المتضررة بأهمية بالغة.

وفي هذا السياق، توصي أطباء بلا حدود بإنشاء مراكز أو وحدات عزل صغيرة تتيح للمرضى تلقي الإسعافات الأولية في أقرب موقع ممكن لمكان إقامتهم. في المقابل، توفر مراكز الإحالة الأكبر مجموعة أوسع من خدمات الرعاية للمرضى الذين يعانون من المرض في مراحله المتقدمة.

وخلال موجات التفشي السابقة، غالبًا ما كان المرضى يُنقلون مباشرة إلى مراكز إدارة الحالات الكبيرة التي تقع خارج مجتمعاتهم المحلية. وأدت هذه الخطوة آنذاك إلى انتشار الشائعات داخل المجتمع، وترسيخ العداوة تجاه العاملين في المجال الصحي ورفض الاستجابة.

في هذا السياق، تخطط أطباء بلا حدود لدعم الاستجابة في أوغندا من خلال إنشاء مراكز صغيرة في المناطق الفرعية المتضررة على غرار مادودو، التي تشكل بؤرة تفشي المرض وتبعد عشرين كيلومترًا عن عاصمة المقاطعة موبيندي. كما تسعى إلى إنشاء وحدة عزل أكبر بسعة 36 سريرًا تشمل وحدة عناية مركزة للمرضى الذين يعانون من حالات مؤكدة أو مشتبه بها في موبيندي.

وتسعى فرق أطباء بلا حدود أيضًا إلى العمل مع المستشفيات لكي تصبح مراكز إحالة تستقبل العاملين في المجال الصحي الذين أصيبوا بالمرض.

4. ماذا يُعرف عن انتشار الوباء حتى الآن؟
في سبيل السيطرة على تفشي فيروس الإيبولا، لا بدّ من تحديد الأشخاص المصابين بالمرض بصورة سريعة ورصد المخالطين الذين يُحتمل أنهم ابتعدوا عن بؤرة تفشي المرض. وخلال التفشي الحالي، أُكدت إصابة أشخاص في خمس مقاطعات في أوغندا، ما يعني أن عملية تحديد المرضى ورصد المخالطين والمتابعة ينبغي أن تُجرى على نطاق كبير نسبيًا.

وعلى الرغم من الإعلان رسميًا عن تفشي المرض في 20 سبتمبر/ أيلول، إلا أن عددًا من الوفيات التي يشتبه في ارتباطها بالمرض قد سُجلت في أغسطس/آب في المنطقة المتضررة. وكما هو الحال غالبًا في بداية تفشي فيروس الإيبولا، تصعب مواكبة الانتشار السريع للمرض أثناء عملية تحديد المرضى وتعقب المخالطين. وعليه، لا بد من إعادة تكييف المراحل الأولى من الاستجابة بأكبر قدر ممكن من الدقة في سبيل رصد المصابين بالمرض وتوفير الرعاية الطبية في المواقع الصحيحة.

وفي سبيل معالجة تفشي المرض بشكل فعال، لا بدّ من أن يكون سكان المناطق المتضررة مطلعين على المعلومات المرتبطة بالمرض ومدركين لها. كما أنّه من الضروري أن يبدوا تعاونًا في هذا السياق وأن يشاركوا في الاستجابة للوضع. وفي هذا الصدد، تبرز حاجة أساسية إلى إطلاق أنشطة مراقبة مجتمعية وتعقب للمخالطين لتحديد الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالمرض بصورة سريعة. وبمجرد رصد هؤلاء الأشخاص، لا بد لهم من أن يتلقوا الرعاية الصحية المناسبة مع أسرهم أو أن يعزلوا أنفسهم لمدة 21 يومًا.

ولتسهيل هذه الإجراءات، تبرز حاجة ملحة إلى إزالة الحواجز الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الناس في هذا السياق كتكاليف التنقل إلى المراكز الصحية، أو التكاليف التي يتكبدها المرضى بسبب عدم قدرتهم على الذهاب إلى العمل. ويمكن إنجاز ذلك عن طريق المساعدة في تغطية تكاليف النقل، وتوزيع الطعام أو مجموعات اللوازم على الأشخاص الذين يعزلون أنفسهم في المنزل، كما من خلال تقديم الدعم النفسي للمرضى وعائلاتهم.

هذا ويمكن للأدوات المعلوماتية والتقنية أن تسهل بدورها الرصد الآني للوباء. فخلال تفشي فيروس الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية بين عامي 2018 و2020، طور الجناح الوبائي التابع لمنظمة أطباء بلا حدود Epicentre أدوات جديدة لتسهيل تنسيق الأنشطة الوبائية. ويشمل ذلك أدوات للمراقبة المنهجية ولجمع بيانات المرضى وتقارير آلية ومنصة إلكترونية لعرض البيانات المرتبطة بإدارة الحالات وتطور الوباء.

وقد تمّ اعتماد أداة مراقبة واحدة في جميع المواقع التي تستقبل المرضى للمرة الأولى خلال تفشٍ بمثل هذا الحجم، وهو ما يسمح بإنشاء مجموعة بيانات مجمعة وشاملة حول المرافق الصحية التي تشارك في الاستجابة للإيبولا. وتجدر الإشارة إلى أن أطباء بلا حدود مستعدة لتوفير هذه الأدوات للسلطات الصحية الأوغندية.

يسبب فيروس الإيبولا مرضًا حادًا وخطيرًا يودي بحياة المصابين به في أغلب الأحيان، إذ يصل معدل الوفيات التي يسببها إلى 90 في المئة. وتتشابه الأعراض الأولية لهذا المرض مع أعراض أمراض أخرى تشمل الإصابة المفاجئة بالحمى والتعب وآلام العضلات والصداع والتهاب الحلق. وقد يتبع هذه الأعراض الأولية القيء والإسهال والطفح الجلدي وأعراض الفشل الكلوي والكبد، أو حتى نزيف داخلي وخارجي في بعض الحالات.

واليوم، تكافح أوغندا تفشي السلالة السودانية من الفيروس، علمًا أن هذه السلالة قد تفشت سبع مرات منذ اكتشاف المرض، أربعة منها في أوغندا وثلاثة في السودان. وكان آخر تفشي للإيبولا في أوغندا قد وقع في عام 2019.

استجابت أطباء بلا حدود لموجات تفشي الإيبولا مرات عديدة خلال العقد الماضي، إذ عملت في غينيا وليبيريا وسيراليون عندما تفشى المرض في غرب إفريقيا بين عامي 2014 و2016 واستجابت لتفشيه في جمهورية الكونغو الديمقراطية بين عامي 2018 و2020 من بين استجابات عديدة أخرى. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأوبئة كانت من سلالة الفيروس الزائيرية وتبعها إقرار لبعض التطورات العلمية، منها منح الموافقة على اعتماد لقاحين وتبني العلاج بالأجسام المضادة.