مستشفى الجنينة التعليمي، غرب دارفور: 5 نقاط رئيسة حول أعمال العنف الأخيرة والاحتياجات الإنسانيّة

Awareness messages promoting safety and protection for patients and staff on the entrance of El Geneina Teaching Hospital, MSF-supported hospital in West Darfur.
تمرير
14 مايو 2023
آخر
الدول ذات الصلة
السودان
شارك
طباعة:

تصدر نهب مستشفى الجنينة التعليمي، الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود منذ العام 2021، عناوين الأخبار في الأسبوع الأخير من شهر أبريل/نيسان.

تشير التقارير إلى حدوث نهب وتدمير وحرق لِلممتلكات على نطاق واسع في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، بما في ذلك المواقع التي يقيم فيها النازحون.

في خمس حقائق، تقوم المنسقة السابقة لمشاريع منظمة أطباء بلا حدود في الجنينة، فلور بيالو، بإلقاء الضوء على حالة المستشفى والاحتياجات الإنسانيّة المتزايدة، والتزام أطباء بلا حدود بدعم المستشفى والمجتمعات خلال هذه الأوقات الصعبة.

1. تدعم منظمة أطباء بلا حدود مستشفى الجنينة التعليميّ، من خلال خطة لتوسيع نطاق دعمها ليشمل خدمات طب حديثي الولادة والأمومة. ولكن منذ اندلاع النزاع الحاليّ، فرّ جميع المرضى والكوادر من المستشفى، وعُلّق التوسيع المخطّط بسبب الوضع الأمنيّ.

تدعم أطباء بلا حدود وزارة الصحة في قسم طب الأطفال في مستشفى الجنينة التعليميّ في غرب دارفور في السودان منذ العام 2021، حيث تقدّم خدمات مثل غرفة الطوارئ/الاستقرار، وقسم المرضى الداخليين، ومركز التغذية العلاجيّة المركّزة. كانت أنشطة الاستعداد للطوارئ والاستجابة لها جزءًا آخر من عملنا. وفي العام 2022، قدّمت الفرق أكثر من 82 ألف استشارة خارجية، بما في ذلك لعلاج الملاريا والإسهال المائي الحاد والتهابات الجهاز التنفسيّ.

على مرّ السنين، شهدنا تدفقًا مستمرًا للمرضى القادمين ليس فقط من مدينة الجنينة وأقرب المواقع للعائلات النازحة، ولكن من جميع أنحاء غرب دارفور.

ولكن منذ 20 أبريل/نيسان 2023، أُغلق المستشفى بسبب أعمال العنف، مما جعل من المستحيل على أطباء بلا حدود مواصلة عملها في طب الأطفال أو البدء في دعم أقسام حديثي الولادة والأمومة بالمستشفى.

Inside the inpatients departments supported by MSF in El Geneina Teaching Hospital, in West Darfur. The hospital was partially looted on April 27. The hospital is out of services at the moment.

 

2. كان لِنهب المستشفى وأعمال العنف المستمرة أثر كبير على خدمات الرعاية الصحيّة في غرب دارفور.

للأسف لا يوجد أيّ احترام لمفهوم حماية المستشفى، إذ أننا قد شهدنا أعمال العنف والدمار والأضرار التي طالت المستشفى. ونتيجة لذلك، فرّ جميع المرضى والعاملين في المجال الطبي من المبنى بالرغم من الاحتياجات المتزايدة.

كانت مدينة الجنينة، على غرار غيرها من مناطق أخرى في السودان ودارفور، ضحية لأعمال النهب على نطاق واسع منذ بداية النزاع الحاليّ. واستُهدفت المنازل الخاصة والمتاجر والصيدليات والعديد من المنظمات غير الحكوميّة الدوليّة، فضلاً عن مباني وزارة الصحّة والسوق التجاري.

في 26 أبريل/نيسان 2023، نُهب مستشفى الجنينة التعليميّ، بما في ذلك صيدلية المستشفى وقسم الأشعة السينيّة وبنك الدم. وهذا يخلق تحديات إضافية أمام الطاقم الطبي لاستئناف الأنشطة حتى بعد تحسن الوضع الأمنيّ. كذلك تضرر قسم طب الأطفال الذي تدعمه أطباء بلا حدود من عمليات النهب.

Awareness messages promoting safety and protection for patients and staff on the entrance of El Geneina Teaching Hospital, MSF-supported hospital in West Darfur.

 

 

3. واجهت أطباء بلا حدود تحديات هائلة في تقديم المساعدة الطبية لسكان غرب دارفور حتى قبل اندلاع هذا النزاع.

حتى قبل اندلاع النزاع الحاليّ، واجه السكان في غرب دارفور، بما في ذلك أكثر من 100 ألف نازح في الجنينة ونصف مليون في غرب دارفور، تحديات كبيرة، مع الاحتياجات الإنسانيّة الحادة، ونقص أنظمة الإحالة الفعالة، وارتفاع أسعار الخدمات الطبيّة. كان على المرضى إنفاق مبالغ كبيرة للوصول إلى مستشفى الجنينة التعليميّ، وغالبًا ما يصلون في وقت متأخّر مما يؤثر سلبًا على حالتهم الصحيّة.

كانت الإضرابات متكرّرة كما كانت معظم الهياكل الصحيّة تفتقر إلى الكوادر المؤهلة والأدوية والمعدات. كان للتغطية المحدودة للمرافق عالية الجودة لعلاج سوء التغذية وكذلك المساعدات النقديّة والغذائيّة المتأخرة والمقلّصة وسط تدهور حالة الأمن الغذائيّ وسوء التغذيّة تأثير كبير على عدد حالات سوء التغذية المُدخلة. في العام 2022، عانى 31.1 في المئة من الأطفال الخاضعين للفحص في مستشفى الجنينة التعليميّ من سوء التغذية.

تمّ الإعلان عن تفشي مرض الحصبة في أوائل العام 2023 مع عدم توفر القدرة على عزل المرضى خارج نطاق خدمات طب الأطفال التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى الجنينة التعليميّ. وهكذا استمر الوضع الاقتصاديّ القاتم، بينما بقيَ التمويل الإنسانيّ غير كافٍ.

بالعودة إلى أبريل/نيسان 2022، تسبّب هجوم وحشي على بلدة كرينيك في مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة الكثيرين وتشريد عشرات الآلاف من الأشخاص. كذلك هوجم المستشفى في البلدة، والذي كانت تباشر أطباء بلا حدود بدعمه، مما أسفر عن مقتل عضوَيْن من طاقم عمل وزارة الصحة وثمانية مرضى، فضلاً عن نهب الصيدليّة. لم تتمكن أطباء بلا حدود من العودة إلى كرينيك إلا في ديسمبر/كانون الأول 2022 لإعادة إطلاق أنشطتها في المستشفى. وفي غضون ذلك، أعادت منظمة أطباء بلا حدود تشغيل العيادات المتنقلة لتوفير الرعاية الصحيّة للمجتمعات في المنطقة التي تفتقر إلى إمكانية الوصول إلى الخدمات الطبيّة.

منذ اندلاع النزاع الحاليّ، لم يتمكن المرضى من الحصول على الرعاية الطبيّة بسبب الخوف من أعمال العنف خارج المباني الطبية وداخلها، كما يخشى المرضى أن يُستَهدفوا على أساس عرقهم أو انتمائهم.

بالرغم من الظروف الخطيرة، استمر الطاقم الطبي في أطباء بلا حدود في تقديم الرعاية الأساسيّة للمرضى في حالات حرجة في الأسبوع الأول من النزاع. ولكن بعد أن تدهور الوضع بشكل كبير في الجنينة، فرّ الأطباء من منازلهم خوفا من النهب أو الأذى.

 

4. بسبب الافتقار إلى مرافق الرعاية الصحيّة العاملة في الجنينة، واجه المرضى صعوبات في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة، بما في ذلك الحصول على المواد الطبيّة والأدوية.

ومن أحد الأمثلة المفجعة هو وفاة مريض شاب لم يتمكن من الحصول على عمليّة نقل الدم قبل بدء النهب. كذلك أبلغ زملاؤنا في أطباء بلا حدود على الأرض عن مقتل أو إصابة أصدقائهم وأفراد عائلاتهم وعدم تمكنهم من الحصول على الرعاية التي يحتاجونها. وفي بعض الأيام، لم تكن هناك مرافق رعاية صحيّة عاملة في جميع أنحاء الجنينة. وبالرغم من أن عددًا ضئيلًا من العيادات كانت تفتح من حين لآخر في أحياء مختلفة، بفضل مساعدة المساعدين الطبيين والأطباء أحيانًا، إلّا أنّهم لم يكونوا قادرين سوى على تقديم خدمات التضميد الأولي الجروح. ولا يزال الوصول إلى المواد الطبيّة والأدويّة أمرًا صعبًا للغاية في هذه البيئة الصعبة أساسًا.

في مواقع أخرى في غرب دارفور، لم تتمكن فرقنا من تشغيل العيادة المتنقلة في مجتمعات البدو الرحل في جلالا، ومقشاشة، ووادي راتي، وجيلشك. وبالرغم من تمكننا من مواصلة تقديم الخدمات في مستشفى كرينيك، شهدنا انخفاضًا في عدد المرضى القادمين من خارج المدينة.

 

5. أظهر الكوادر المحليون الذي يعملون مع أطباء بلا حدود في غرب دارفور تفانيهم في توفير رعاية صحيّة مجانيّة عالية الجودة للأطفال وعملوا على جعل المستشفى بيئة أكثر أمانًا للمرضى ومرافقيهم وطاقم العمل. ومع ذلك، فإنّ بقاءهم وسط النزاع العنيف قد عرّض سلامتهم للخطر.

منذ بداية هذا المشروع لدعم مستشفى الجنينة التعليميّ في العام 2021، بذلت أطباء بلا حدود جهودًا كبيرة نحو بناء قدرات طاقم عمل وزارة الصحة، بما في ذلك التدريب بحضور المرضى، والتعاون المشترك في إدارة أجنحة الأطفال. كذلك أظهر طاقم العمل والمسؤولون الأساسيون في وزارة الصحة تفانيهم الراسخ في تقديم رعاية صحيّة أساسية ومتخصصة بشكل مجاني وجودة عالية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهر واحد و15 عامًا.

كذلك دعم الكوادر أطباء بلا حدود في تأمين بيئة آمنة في المستشفى للمرضى ومرافقي المرضى وطاقم العمل قبل اندلاع النزاع. وطوال فترة النزاع، دافعوا بنشاط للحفاظ على سلامة المباني إلى جانب أطباء بلا حدود. حتى أنّ بعض أعضاء طاقم العمل المحليين عرّضوا حياتهم للخطر من خلال القدوم إلى المستشفى قبل إغلاقه، بينما يخاطر آخرون بحياتهم وسلامتهم من خلال الاستمرار في العمل كعاملين في المجال الطبي وسط النزاع.

لا تزال منظمة أطباء بلا حدود ملتزمة بشدّة بدعم سكان غرب دارفور، لا سيما في ضوء التدهور الأخير للوضع الأمنيّ والإنسانيّ. لقد قدمنا دعمًا تقنيًا مكثفًا لتدريب طاقم العمل الأساسي في وزارة الصحة على إدارة حوادث الإصابات الجماعيّة، بما في ذلك معدات التخزين المُسبق والتبرع بالأدوية. وبالرغم من الظروف الصعبة، تواصل منظمة أطباء بلا حدود مراقبة الوضع على الأرض عن كثب وقد نشرت فرق الطوارئ على الحدود للاستجابة لحالات النزوح المحتملة ولتوسيع نطاق استجابتنا داخل غرب دارفور عندما يسمح الوضع الأمنيّ بذلك.

سنواصل العمل بلا كلل لضمان حصول سكان غرب دارفور ومناطق أخرى في السودان، حيث بإمكاننا تقديم الدعم، على الرعاية الطبيّة المنقذة للحياة التي يحتاجون إليها.