تمرير

تمكين النساء لإدارة صحتهنّ بنفسهنّ

8 مارس 2021
قصة
شارك
طباعة:

كلّنا متفقون على أن في عافيتنا ورفاهنا على رأس أولوياتنا التي نريد الاستثمار فيها، كي نكون قادرين على الاعتناء بصحتنا العاطفية والبدنية والنفسية. لكن هذا لا يتحقق دائماً إذا ما انتفت المعلومات الموثوقة والأدوات المناسبة والخيارات المنطقية وغاب الدعم الكافي.

لكن الرعاية الذاتية باتت تغير اليوم شكل الرعاية الصحية، حيث تركز على تزويد الناس بما يلزم وتأتمنهم على أداء دور محوري في صحتهم. وهذا قد يعني بالنسبة للنساء تحولاً هاماً يُمكّنُهُنّ من اتخاذ القرارات المتعلقة برعايتهم، مما يمنحهنّ استقلاليةً لم يكنّ يحظين بها من ذي قبل ربما.

وقد رأت أطباء بلا حدود في برامجها أيضاً كيف تعزز الرعاية الذاتية إمكانية الحصول على الرعاية الصحية وتحسّن جودتها.

ونود أن نطلعكم بمناسبة يوم المرأة العالمي على ما يمكن للرعاية الذاتية أن تحققه لتمكين النساء والفتيات في المجتمعات المتضررة بالنزاعات، كي يتمتعن بحياة أفضل كغيرهن من النساء في باقي أنحاء العالم.

ما هي الرعاية الذاتية؟

تُعرّف منظمة الصحة العالمية الرعاية الذاتية على أنها "قدرة الأفراد والأسر والمجتمعات المحلية على تعزيز الصحة والوقاية من المرض والحفاظ على الصحة الجيدة والتدبير العلاجي للأمراض والإعاقة بدعم من عامل صحي أو من دونه".

وتعمل أطباء بلا حدود باعتبارها منظمة إنسانية طبية على تبني الرعاية الذاتية في إطار مقاربة تركز على المرضى بحيث تدعم الناس بالمعرفة والمهارات للاضطلاع بمهام الرعاية الذاتية بأمان لكن دون إهمال خدمات الرعاية الصحية الرسمية التي ينبغي أن تتوفر لهم حين يحتاجون إليها أو يرغبون بها.

وتشمل الرعاية الذاتية ما يلي:

  • التدبير الذاتي للأدوية والعلاجات والفحوصات والحقن والأمور الإدارية.
  • الفحوصات الذاتية التي تبدأ بجمع العينات، مروراً بإجراء فحوصات الكشف والتشخيص، وانتهاءً باستلام الأدوية والمراقبة الصحية.
  • التوعية الذاتية التي تشمل المساعدة الذاتية والتثقيف الذاتي والتنظيم الذاتي والكفاءة الذاتية واتخاذ القرارات ذاتياً.

لا تطلب الرعاية الذاتية من الناس الاعتناء بصحتهم بأنفسهم ودون أي دعم، إنما تأتمنهن على تدبير بعض جوانب رعايتهم الصحية إذا ما رغبوا بذلك.

وقد عززت الفحوصات والعلاجات المبسّطة والأجهزة صغيرة الحجم والتكنولوجيا المتنقلة من إمكانيات توفر الرعاية الذاتية خلال الأعوام الأخيرة، وهذا من شأنه أن يعود بفوائد جمّة على النساء والفتيات.

ما أهمية الرعاية الذاتية بالنسبة للنساء؟

الكثير من النساء حول العالم لا يحصلن على خدمات الرعاية الصحية الأساسية ويعانين لتدبير مشاكلهن الصحية الجنسية والإنجابية التي قد تحمل وصمة عار.

فامرأة من أصل كل أربع نساء بعمر الإنجاب تقريباً لا تزال محرومةً من مانعات الحمل الحديثة التي يمكن أن تساعدها على التخطيط لحملها أو التحكم به. كما أن أكثر من نصف المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاماً نساء. وفوق هذا لا يزال الإجهاض غير الآمن سبباً رئيسياً للوفيات حول العالم بين النساء الحوامل اللواتي لا تتوفر أمامهن بدائل آمنة.

يشار إلى أن العراقيل الاجتماعية والاقتصادية واللوجستية وغيرها من العقبات التي تقف أمام تأمين الرعاية الصحية قد تتفاقم في أضرارها في ظل العنف والتمييز. كما أن الأزمات الإنسانية الحادة قد تؤدي هي الأخرى إلى استفحال الأوضاع. وقد قاد كوفيد-19 اليوم إلى تفاقم التفاوتات في الخدمات الصحية في هذه السياقات، مُلحقاً الأضرار بنتائج الصحة الجنسية والإنجابية. وصحيحٌ أن عمليات الإغلاق مفروضة لحمايتنا، إلا أنها زادت كذلك من الأخطار التي تواجهها بعض النساء في البيوت.

ويمكن للعقبات التي تنطوي عليها هذه الظروف أن تكون كبيرة جداً لدرجة تدفع النساء إلى تجنّب الذهاب للحصول على الرعاية أو طلبها من الأساس، حتى وإن كنّ بحاجةٍ إليها.

وهنا تقدم الرعاية الذاتية فرصةً للتصدي لهذه المشكلة كما أشارت منظمة الصحة العالمية في أول نسخة على الإطلاق من المبادئ التوجيهية بشأن تدخلات الرعاية الذاتية التي صدرت عام 2019 وأعدتها خصيصاً لتعنى بالصحة الجنسية والإنجابية.

تود قرأءة المزيد؟ زور موقعنا الدولي وتصفح التغطية الخاصة في يوم المرأة العالمي