إثيوبيا: لم يتم تحديد أية مسؤولية حتى الآن بعد مرور ستة أشهر على مقتل ماريا وتيدروس ويوهانس في تيغراي

Ethiopia Tigray incident
تمرير
17 يناير 2022
آخر
الدول ذات الصلة
إثيوبيا
شارك
طباعة:

بعد مرور ستة أشهر على مقتل زملائنا الثلاثة ماريا وتيدروس ويوهانس، لا تزال الظروف الكاملة المحيطة بمقتلهم والمسؤولية عنه غير واضحة.

في 24 يونيو/حزيران 2021، كان ثلاثة من موظفينا: ماريا هيرنانديز البالغة من العمر 35 عامًا، منسقة الطوارئ؛ ويوهانس هاليفوم رضا البالغ من العمر 32 عامًا، مساعد المنسق؛ وسائقنا تيدروس جبريماريام البالغ من العمر 31 عامًا، يسافرون في منطقة تيغراي في شمال إثيوبيا عندما فقدنا الاتصال بهم. وفي 25 يونيو/حزيران، عُثر على سيارتهم فارغة وعُثر على جثثهم الهامدة على بعد 100 إلى 400 متر منها.

وفيما يلي توضح رئيسة منظمة أطباء بلا حدود في إسبانيا، بولا جيل، ما نعرفه حتى الآن عن ظروف مقتلهم وما قامت به منظمة أطباء بلا حدود لفهم ما حدث بشكل أفضل.

ما الذي تعرفه منظمة أطباء بلا حدود حتى الآن عن ملابسات مقتل ماريا وتيدروس ويوهانس؟

على مدى الأشهر الستة الماضية، بذلنا قصارى جهدنا لفهم ما حدث لهم من خلال التواصل المستمر مع أطراف النزاع. وقد التقينا عدة مرات مع وزارات مختلفة في جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية لضمان إجراء تحقيق في مقتلهم وإطلاعنا على النتائج. وقدمنا الطلبات نفسها إلى جبهة تحرير شعب تيغراي.

وكجزء من إجراءاتنا الداخلية المعيارية بعد الحوادث الأمنية الخطيرة، قمنا كذلك بجمع وتحليل معلومات مكّنتنا من إعادة بناء صورة مفصلة للمسار الذي سلكته سيارة منظمة أطباء بلا حدود، بالإضافة إلى موقع الحادث ووقته وبعض من الملابسات المادية لحادث القتل.

ما نعرفه حتى الآن بناءً على النتائج الأولية لهذه المراجعة الداخلية هو أنه في 24 يونيو/حزيران، كانت ماريا وتيدروس ويوهانس متجهين على طريق جنوب أبي أدي للبحث عن الجرحى ونقلهم وذلك في المناطق المتضررة من القتال العنيف بين القوات المسلحة الإثيوبية وحلفائها وبين جبهة تحرير شعب تيغراي. 

وكان فريق أطباء بلا حدود المتمركز في أبي أدي قد تلقى معلومات مسبقة عن وجود عدد كبير من الجرحى في قرية شوات إيغوم القريبة من مكان الحادث. وبعد مرور ما يزيد قليلاً على ساعة من الرحلة توقفت سيارتهم. وعُثر على جثثهم في وقت لاحق على مسافة 100 إلى 400 متر من السيارة وتبيَّن من إصاباتهم أن كلاً منهم قد أصيب بعدة طلقات نارية من مسافة قريبة.

تؤكّد هذه المعلومات أن الهجوم الذي تعرّضوا له لا يبدو أنه قد حدث ضمن تبادل إطلاق نار، بل كان قتلاً متعمّدًا لثلاثة عاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، إذ كان واضحًا أنهم جميعًا مدنيون وعاملون في مجال الإغاثة في وقت وقوع الحادث. كما أصيبت السيارة بعدة عيارات نارية واحترق جزء كبير منها، رغم أنها كانت مُعرَّفة جيدًا بشعار أطباء بلا حدود وعلمين.

ما الذي تطلبه منظمة أطباء بلا حدود من أطراف النزاع لفهم ما حدث بشكل أفضل وضمان عدم تكرار ذلك؟

لا تزال مناقشاتنا جارية، لكن بناءً على اجتماعاتنا في أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2021، أكّد ممثلو جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية أن التحقيق في الهجوم جار. كما طلبت منظمة أطباء بلا حدود من جبهة تحرير شعب تيغراي إجراء تحقيق ومشاركة النتائج. ولم تَرِد بعد أي نتائج نهائية لهذه التحقيقات.

كما تمت مشاركة النتائج الأولية لمراجعتنا الداخلية على المستويات الوزارية مع جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية. وفي المقابل، طلبنا توضيحات حول وجود قواتهم المسلحة ونشاطها في ذلك الوقت وفي المكان المحدد الذي وقع فيه الحادث. وبينَّا أن هذه الإيضاحات جزء من واجبنا تجاه عائلات زملائنا الذين قُتلوا وتجاه موظفينا لتزويدهم بالإجابات حول ما حدث لأحبائهم. وقد قدمنا الطلب نفسه إلى جبهة تحرير شعب تيغراي.

كما طلبنا قناة اتصال مباشرة بين منظمة أطباء بلا حدود والقوات المسلحة الإثيوبية وحلفائها على المستويين الاتحادي والإقليمي. إذ سيسمح لنا ذلك بمشاركة تفاصيل المرافق الطبية الإنسانية والتحركات ذات الصلة بها لضمان أن تكون الأنشطة المنقذة للحياة التي تقوم بها فرق منظمة أطباء بلا حدود مفهومة ومحترمة من قبل القوات المسلحة.

وبينما نقدر الحوار البناء الذي أجريناه حتى الآن مع جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية، فقد نقلنا أيضًا مخاوفنا بشأن التصريحات العلنية ضد المنظمات الإنسانية التي كان لها تأثير مباشر على سلامتها وأمنها. في إثيوبيا، تعرّضت فرقنا بانتظام لمضايقات وتهديدات جسيمة واعتقالات. ومن أجل تلبية الاحتياجات الطبية الكبيرة التي يواجهها الشعب الإثيوبي في جميع أنحاء البلاد، أكّدنا من جديد دعوتنا إلى جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية لدعم عمل المنظمات الإنسانية بشكل علني كخطوة حاسمة لبناء القبول المجتمعي والسماح لنا بمواصلة تقديم العمل الطبي المنقذ للحياة في جميع أنحاء البلاد.