النزوح مرتين، وغموض ما هو قادم: الاستجابة الطارئة لمنظمة أطباء بلا حدود المدعومة من المجتمع للنازحين في بورتسودان

 Short Intervention for IDPs in Port Sudan
تمرير
29 فبراير 2024
آخر
الدول ذات الصلة
السودان
شارك
طباعة:

 

منذ 28 يناير/كانون الثاني وحتى نهاية مارس/ آذار، أطلق فريق أطباء بلا حدود استجابة طارئة في بورتسودان للنازحين الذين ارتحلوا مؤخراً من ود مدني. معظم هؤلاء النازحين كانوا قد نزحوا عدة مرات، وقد جاؤوا بداية من ولايات مختلفة منها الخرطوم، قبل أن يستقروا في ود مدني ثم انتقلوا مرة أخرى إلى بورتسودان في ديسمبر/كانون الأول 2023.  

 

 Short Intervention for IDPs in Port Sudan

 

 

استجابة سريعة

أصبحت مواقع المدارس ملجأ لآلاف النازحين السودانيين، حيث تؤوي عائلات بأكملها - أمهات وآباء وأطفال يجدون أنه من غير المألوف الإقامة في مكان مخصص للتعليم، لا للسكن. من بين هؤلاء هبة، وهي طفلة سودانية في سن المدرسة الابتدائية، قالت لمروجنا الصحي:

 لا أستطيع الذهاب إلى المدرسة، كما ترى الظروف التي نحن فيها. أنا حزينة لأنني بعيدة عن الأماكن والناس الذين اعتدت أن أكون معهم. أفتقد القراءة؛ وأفتقد صديقاتي. أنا أعيش هنا الآن، ولا أفهم كيف يمكن أن تصبح المدرسة منزلاً".

خلال هذا التدخل الإنساني للموجة الأخيرة من النزوح، أجرى فريقنا تقييماً في 64 موقع تجمع للنازحين وقدّم الدعم فيما يقرب من 49 موقع  يأوي أكثر من 5000 نازح، معظمهم في أبنية المدارس. وكان التركيز الأساسي للتدخل هو توفير الرعاية الطبية الطارئة والنظافة الصحية مع الدعوة إلى توفير إمدادات كافية من المياه وتوزيع الغذاء من   قبل منظمات إنسانية أخرى.

ومن أجل تقديم الرعاية الطبية الطارئة في بورتسودان، أنشأت أطباء بلا حدود عيادات متنقلة، تزور بالتناوب مواقع تجمع النازحين، وتقدم مجموعة من الخدمات تشمل استشارات العيادات الخارجية، والصحة الجنسية والإنجابية، وفحص سوء التغذية، ومراقبة الأمراض التي يحتمل تفشيها (مثل الحصبة وشلل الأطفال والملاريا وحمى الضنك والكوليرا)، وإحالة حالات الطوارئ الطبية المنقذة للحياة إلى مستشفى بورتسودان التعليمي. وحتى الآن، استقبلت فرقنا أكثر من 1500 شخص وعالجت ما يفوق 1300 مريض في هذه العيادات المتنقلة.

 

       المجتمع الداعم

يتمثل أحد الجوانب المهمة لاستجابة منظمة أطباء بلا حدود في الترويج الصحي الذي تتم إدارته بدعم من عمال الرعاية الصحية المجتمعية من مجتمعات النازحين. يركز المروجون الصحيون على تعزيز النظافة والمبادرة بإيجاد الحالات والتثقيف الصحي بشأن الوقاية من الأمراض المعدية والتوعية بالعنف الجنسي. وتُنفّذ هذه الأنشطة ضمن المدارس ومن خلال عمليات العيادات المتنقلة.

 

Short Intervention for IDPs in Port Sudan

 

 هذه ليست محطتي الأولى على طريق النزوح. لقد هربت من الخرطوم إلى ود مدني، والآن، أجد نفسي مرة أخرى نازحاً في بورتسودان. لطالما كان السفر عبر السودان ورؤية وجوه جديدة يُشعرني بالسرور، لكن هذا النزوح من مكان إلى آخر ليس إلا كابوساً.

 ومع ذلك، أحاول أن أجد معنى في وجودي هنا في بورتسودان، لذلك انضممت إلى منظمة أطباء بلا حدود كمروج صحي للنازحين. بصفتي ممرض، رأيت في هذا الدور فرصة لتحويل المفاهيم النظرية للعمل الإنساني، التي درسناها في الجامعة، إلى التطبيق العملي. إن قرار منظمة أطباء بلا حدود بتعيين مروجين صحيين من داخل مجتمع اللاجئين قرار حكيم، حيث إننا أقدر على إيصال المعلومات الصحيحة إلى أولئك الذين نزحوا معنا، ومشاركة آلامهم، وفهم احتياجاتهم.

لكن المنظمات الإنسانية، التي تقدم دعمها، ليست الداعم الوحيد في هذا المجال، إذ يكمّل هذا الدور جهود المجتمعات المضيفة، التي تساهم بكل ما تستطيع". محمد علاء الدين، مروج صحي سوداني مع منظمة أطباء بلا حدود في بورتسودان.

وانطلاقاً من روح المشاركة المجتمعية هذه لضمان استمرارية النظافة الصحية، تعمل فرقنا  مع أخصائيين نظافة صحية في 11 موقعاً للنازحين الذين أنشأوا "لجنة إدارة النظافة" لضمان التنظيف اليومي لمراحيض الحفر وعمل نقاط غسل اليدين.

 

هناك حاجة إلى دعم مستدام

 

 Short Intervention for IDPs in Port Sudan

 

أحد التحديات الأكثر إلحاحاً التي يواجهها مجتمع النازحين هو محدودية الوصول إلى المياه، إلى جانب عدم كفاية الدعم من المنظمات الإنسانية الأخرى لتلبية الاحتياجات المختلفة. ولهذا ندعو المزيد من الجهات الفاعلة الإنسانية للمساهمة في دعم السكان النازحين في بورتسودان، وللاستجابة لهذا النقص من الضروريات الحياتية. 

بورتسودان ليست الوجهة الوحيدة للنزوح. ففي الأشهر العشر الماضية وحدها، نزح حوالي 7 ملايين شخص عبر السودان وإلى الدول المجاورة، مع بقاء الأغلبية داخل حدود السودان.