تمرير

الجزر اليونانية: عائلات على شفا حفرة من الوقوع في أزمة إنسانية

5 ديسمبر 2017
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
اليونان
شارك
طباعة:

الخامس من كانون الأول/ديسمبر – اليونان. تحتجز السلطات اليونانية، وللشتاء الثاني على التوالي، آلاف الرجال والنساء والأطفال على الجزر اليونانية تاركةً إياهم عرضة للوقوع في أزمة إنسانية، وذلك وفقاً لتحذير أطلقته المنظمة الطبية والإنسانية ’أطباء بلا حدود‘. وكاستجابة لهذه الأزمة، رفعت منظمة أطباء بلا حدود من مستوى استجابتها الإنسانية وناشدت السلطات الأوروبية واليونانية بفتح الجزر ونقل الأشخاص إلى الأراضي الرئيسية اليونانية بشكل فوريّ.

وتشرح آريا دانيكا، منسّقة مشروع منظمة أطباء بلا حدود في ليسفوس أنّ:

"في ليسفوس عائلات بكاملها وصلت من بلدان مثل سوريا وأفعانستان والعراق، وهي محشورة ضمن خيم صيفية صغيرة، تحت المطر وفي درجات الحرارة المنخفضة، تكافح لتحافظ على دفئها وجفاف ثيابها".

وتضيف، إنّ:

"أحوال الناس النفسية صادمة أيضاً: ففي عيادتنا للصحة النفسية، نستقبل معدّل عشرة مرضى يعانون من اضطرابات نفسية حادة كل يوم، بما في ذلك العديد من الأشخاص ممن حاولوا الانتحار أو إلحاق الأذى بأنفسهم. كان الوضع على الجزيرة بالأساس مروّعاً، أما الآن فقد فاق مرحلة اليأس".

ونظراً للقيود التي فرضتها الاتفاقية الأوروبية التركية، والتي توصد الأبواب في وجه الأشخاص على الجزر، فقد أصبح مخيم موريا في ليسفوس مكتظاً بشكل خطير. وفي الوقت الراهن، يوجد أكثر من سبعة آلاف شخص ضمن مخيمٍ مخصصٍ لألفين وثلاثمائة شخص. حيث يصل ما معدله سبعون شخصاً جديداً من تركيا إلى ليسفوس كل يوم – وغالبيتهم من النساء والأطفال. وفي المخيم، ليس هناك ما يكفي من الحمامات والمراحيض، وإمكانية الحصول على المياه ضئيلة، بينما تنام عائلات بأكملها ضمن خيم صيفية مصممة لشخصين فقط، مما يجعل تلك العائلات عرضةً للمطر والطقس البارد. وفي ساموس، يعيش ألف وخمسمائة شخص في مخيم مخصص لسبعمائة شخص، وينام المئات في خيم دون أي وسيلة للتدفئة وفي ظروف صحية سيئة.

تشكل ظروف المعيشة المروعة هذه خطراً محدقاً على صحة الناس وحياتهم. فقد توفي خمسة أشخاص في العام المنصرم في موريا نتيجة للظروف المعيشية في المخيم. ويعدّ الوضع خطراً على الأطفال الصغار بشكلٍ خاصّ لأنّ قدرتهم على تحمّل مثل هذه الظروف الجوية الصعبة محدودة. ويثير هذا الوضع، والذي يصعب الدفاع عنه، مزيداً من التوتر واليأس ضمن صفوف المهاجرين واللاجئين، حيث يحتجّ السكان المحليون والسلطات المحلية على أن الجزر قد تحولت إلى سجون.

وقد افتتحت منظّمة أطباء بلا حدود عيادة متنقلة بالقرب من موريا مخصّصة للأطفال دون سن السادسة عشر والنساء الحوامل وذلك من أجل تقديم الرعاية الصحية الأساسية ومعالجة الالتهاب الرئوي وانخفاض درجة جرارة الجسم وغير ذلك من الأمراض المرتبطة بالبرد لدى الأشخاص الأكثر حاجة إليها. كما تفاوض منظمة أطباء بلا حدود السلطات اليونانية من أجل تحسين وضع المياه والصرف الصحيّ في ليسفوس وساموس.

وفي هذا السياق، تقول رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليونان إميلي روفروي:

"كيف يمكن للسلطات اليونانية والأوروبية أن تستمرّ في اعتقادها بأنّ احتجاز الأشخاص في مثل هذه الظروف الصعبة سيردع اللاجئين الآخرين من القدوم؟ فوصول الأشخاص اليائسين إلى الجزر اليونانية مستمرٌّ يومياً، وهم يخاطرون بحياتهم في بحر إيجه. إنّ سياسة القسوة هذه التي تُفرَض على الأشخاص الأكثر حاجة والباحثين عن الحماية قد فشلت ويجب إيقافها".

واختتمت بقولها أنّ:

"السلطات اليونانية أعلنت في الفترة الأخيرة عن عزمها بنقل ثلاثة آلاف شخص من الجزر بحلول العاشر من كانون الأول/ديسمبر. ولكن حتى ولو تم تنفيذ خطة الإخلاء المحدودة هذه فعلاً، فإن الوضع سيعود إلى ما كان عليه في غضون أسابيع قليلة. لقد حان الوقت لإيقاف سياسة الاحتجاز على الجزر والسماح للأشخاص بالانتقال إلى أماكن يمكن فيها التعامل مع متطلباتهم الإنسانية وحاجتهم للحماية بطريقة إنسانية".