11 ديسمبر/كانون الأول 2024
أمستردام/ شمال شرق سوريا - استجابة لتطورات الوضع المهمة في سوريا، بما في ذلك نزوح أعداد كبيرة بسبب الأعمال القتالية الجارية في الجزء الشمالي من البلاد، تقدم منظمة أطباء بلا حدود مساعدة ضرورية لعشرات الآلاف من النازحين. وبحسب السلطات المحلية، نزح أكثر من 80 ألف شخص إلى مناطق الطبقة والرقة والحسكة.
في الطبقة، يُستخدم الاستاد والمدارس لاستقبال وإيواء النازحين. والوضع في هذه المواقع حرج. إذ تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، والناس بدون بطانيات أو تدفئة كافية. والمرافق غير مصممة لإيواء الناس. المراحيض ومياه الشرب والغذاء كلها غير كافية، حيث لم يكن لدى السلطات الوقت الكافي أو الموارد الكافية للتحضير بشكل ملائم. وسرعان ما أصبحت الخدمات الطبية الحالية في بعض المناطق التي تستقبل النازحين مثقلة بتدفق الناس.
وروت إحدى النساء النازحات: "في الوقت الحالي ليس لدينا أي خطة. لا يمكننا الذهاب إلى القامشلي أو كوباني (عين العرب) إذ ليس لدينا المال اللازم. نحن ننتظر الأخبار السارة كل يوم لنرى ما إذا كان بإمكاننا العودة. حتى لو كان لدي مال سأعود إلى قريتي في عفرين. نحن في الأصل من عفرين. هذه هي المرة الثانية التي نزحنا فيها. كانت هناك غارات جوية وإطلاق نار، لذلك غادرنا المنطقة. نأمل في يوم من الأيام أن نعود إلى قريتنا. الوضع الآن غيَّر كل شيء".
تلقت أطباء بلا حدود تقارير عن نازحين يواجهون انتهاكات متعددة خلال رحلتهم من تل رفعت (منطقة الشهباء) في شمال حلب إلى شمال شرق سوريا. وقال رجل نازح: "بدت الشهباء وكأنها كابوس، لم نكن نعرف ما يجري. في الرحلة واجهنا الكثير من الأشخاص المسلحين. قاموا بتهديدنا. قالوا: "سنتبعكم". قالوا لنا كلمات سيئة. وفي منتصف الرحلة، بعد منتصف الليل، كان هناك قافلة من 400 سيارة أو أكثر. أوقفنا أشخاص يحملون مصابيح ويرتدون زياً عسكرياً. صرخوا على الناس لإعطاء هواتفهم؛ كانوا يرتدون زياً عسكرياً، لكننا لا نعرف من هم".
ويقول ألين ميرفي، رئيس برامج منظمة أطباء بلا حدود في شمال شرق سوريا: "إن الوضع الذي يواجهه النازحون فادح. يحتاج الناس بشكل عاجل إلى الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية والمياه النظيفة والمأوى، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير. وفي الوضع الحالي، هناك أيضاً خطر حدوث موجات نزوح إضافية".
خلال الأسبوع الماضي، وزعت فرق أطباء بلا حدود أكثر من 10000 زجاجة مياه و200 خيمة كبيرة وحزم حليب أطفال وحفاضات وبطانيات ومراتب لمن هم في أمس الحاجة إليها في الطبقة. هذه الإمدادات الأساسية حيوية لضمان صحة وراحة وكرامة أولئك الذين أجبروا على الفرار من بيوتهم.
بالإضافة إلى توفير هذه المواد، قمنا أيضاً بتنفيذ أنشطة لتحسين الوصول إلى المياه النظيفة، بما في ذلك نقل المياه بالشاحنات إلى المراكز الجماعية، وتوفير أماكن إيواء عاجلة، وإدارة عيادات متنقلة لتوفير الرعاية الصحية التي تشتد الحاجة إليها.
وتقول مارتين فلوكسترا، مديرة عمليات أطباء بلا حدود في سوريا: "نحن ملتزمون بمواصلة الاستجابة للاحتياجات الجديدة للناس. ومع ذلك، فإن الحجم الهائل للاحتياجات يتجاوز القدرات والموارد المتاحة للمستجيبين. ويحتاج الناس الضعفاء – الذين عانى الكثير منهم من النزوح عدة مرات – إلى زيادة عاجلة ومعتبرة في المساعدات الإنسانية لدعمهم".
يتسم الوضع الأمني الذي تراه فرقنا على الأرض في شمال شرق سوريا بالعنف المحلي المستمر والأعمال القتالية النشطة مع تهديدات محتملة من دول مجاورة التي تشكل خطراً مباشراً على سلامة المدنيين.
وتضيف فلوكسترا: "لا يتم التغلب على التحديات التي تواجه الناس بين عشية وضحاها، والسياق الحالي هو عدم الاستقرار والنزوح، لذلك حتى لو اختار الكثير من الناس حالياً العودة إلى سوريا، فلا يزال من الأهمية بمكان أن يكون هذا خياراً طوعياً".
تدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى حماية المدنيين وإلى اتخاذ جميع الأطراف المتحاربة جميع التدابير اللازمة لتجنب المزيد من المعاناة ونزوح السوريين. بالإضافة إلى ذلك، ندعو إلى توفير وصول المنظمات الإنسانية إلى السكان المتضررين بشكل آمن للسماح بالتوفير الفعال للخدمات المنقذة للحياة.