يقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود في ليبيا، غابرييل غانشي، "ألقي القبض على أكثر من 600 مهاجر ولاجئ وطالب لجوء بينما كانوا يتظاهرون سلميًا للمطالبة بإعادة توطينهم وحمايتهم وإجلائهم من ليبيا. ونُقل هؤلاء المحتجين إلى مركز الاحتجاز في عين زارة في جنوب مدينة طرابلس، حيث يُحتجز مئات المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء في زنازين مكتظة ويحرمون من متطلبات الحياة الأساسية. وخلال زياراتنا الأسبوعية إلى عين زارة لتقديم الرعاية الصحية والنفسية للمحتجزين، عالجت فرق المنظمة مرضى يعانون من إصابات بالطعن أو آثار الضرب أو الكدمات أدى إليها احتجازهم القسري. ومن بين المحتجزين، نعالج أشخاصًا تعرضوا للضرب وفُصلوا عن أطفالهم أثناء المداهمات".
وفي هذا الصدد، تقول مديرة العمليات في مركز أمستردام لإدارة العمليات في أطباء بلا حدود، إيلين فان دير فيلدن، "لا يعكس هذا الحدث حقيقة تعرض المهاجرين للاحتجاز العشوائي والتعسفي فحسب، لا سيما أن هكذا احتجاز يطال جميع المهاجرين الموجودين في ليبيا حاليًا، لكنه يبّين أيضًا كيف يُحتجز الأشخاص بتهمة المطالبة بالحماية والأمن والتعامل معهم بما يتماشى مع القانون الإنساني".
وتضيف، "ندعو السلطات الليبية من جديد إلى وقف الاعتقالات الجماعية ونحثها على إيجاد بدائل عن الاحتجاز لا تمس بكرامة الأشخاص. كما ندعو الاتحاد الأوروبي إلى التوقف عن بذل أي جهود ترمي إلى دعم حلقة متواصلة من الاحتجاز والإساءة والعنف في ليبيا".
على مدار الشهرين الماضيين، أرسلت فرق أطباء بلا حدود في طرابلس عيادات متنقلة إلى مركز احتجاز عين زارة على أساس أسبوعي، فقدمت المساعدة الصحية الأساسية واستشارات الصحة النفسية والخدمات المرتبطة بالشؤون الإنسانية للمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء المحتجزين في المركز. وفي 10 يناير/كانون الثاني، تمكنت فرق المنظمة من توفير الرعاية لـ 68 محتجزًا وأحالت سبعة منهم إلى المستشفى لتلقي رعاية طبية إضافية، ونظمت جلسات استشارات نفسية لمجموعة تتألف من 190 مريضًا في مركز الاحتجاز.
تعمل أطباء بلا حدود في مراكز الاحتجاز في ليبيا منذ عام 2016 وتوفر الرعاية الصحية الأساسية والدعم النفسي والاجتماعي للمحتجزين. وتحدد فرق المنظمة الأشخاص المعرضين للخطر وتحيل المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية متخصصة إلى المستشفيات في ليبيا. علاوة على ذلك، تعالج منظمة أطباء بلا حدود الوافدين بعد اعتراضهم في البحر وتوفر العلاج لمرضى السل في مدينة طرابلس.