تمرير

الابتكار: ثلاثة مشاريع ناشئة لأطباء بلا حدود من شأنها أن تنقذ الأرواح في المستقبل...

20 فبراير 2018
تدوينة
الدول ذات الصلة
جمهورية الكونغو الديمقراطية
شارك
طباعة:

ماذا تفعل إن كان عندك فكرة كبيرة في العمل، لكنك لا تعلم تماماً كيف يمكن أن تطبقها، ولا تعلم حتى ما إن كانت ستنجح؟ من شأن أفكار طواقمنا تطوير أسلوب عمل أطباء بلا حدود بشكل جذري، بطرق كبيرة وصغيرة. فيما يلي يدوِّن مستشار الابتكار الطبي، بيت ماسترز، حول دفعة جديدة من المشاريع تهدف إلى القيام بما ذكرنا...

في سبتمبر، كتبت لكم عن أربعة مشاريع ابتكارية موَّلتها أطباء بلا حدود من خلال صندوق دعم البراعم (Sapling Nursery) وهو صندوق مخصص لدعم كوادرنا على تطوير واختبار أفكار جديدة نأمل أنها ستحسن الرعاية التي نقدمها لمرضانا. هذه المشاريع الأربعة هي الآن قيد التنفيذ وسنوافيكم بمستجداتها قريباً. في هذه الأثناء، فتح صندوق دعم البراعم أبوابه أمام عروض ومقترحات جديدة مرة أخرى الشهر الماضي. وفيما يلي آخر الأخبار...

كان عدد العروض هذه المرة كبيراً – فقد تم تقديم 21 فكرة مختلفة. وهذا الرقم يساوي مجموع كامل الأفكار التي جاءتنا فيما سبق!

"تم اختيار ثلاثة أفكار بناءً على تأثيرها المحتمل وجدواها وابتكارها"

القسم الثاني من الأخبار السارّة هو أن الكثير من تلك الأفكار جاءت من فرقنا العاملة في الميدان في مشاريعنا الطبية حول العالم. وكما في الكثير من المنظمات الكبيرة، تكافح أطباء بلا حدود أحياناً لتقديم الفرص لكوادرها الميدانيين للابتكار من أجل المستقبل. العروض السابقة كانت بمجملها تأتي من كوادرنا العاملة في المقرات. كانت أفكاراً رائعة أيضاً، لكن ذلك قد يعني أنها قد لا تعبر دائماً عن الاحتياجات الحالية لأولئك العاملين في الميدان وجهاً لوجه مع مرضانا.

أخيراً، كانت جودة العروض عالية، وشملت كل شيء من الابتكارات الصغيرة إلى المشاريع التحويلية. في النهاية تم اختيار ثلاث أفكار ليتم تمويلها، بناءً على تأثيرها المحتمل وجدواها وابتكارها ورأي الخبراء في لجنة التمويل. وفيما يلي وصف مختصر للعروض الناجحة، التي سيتم تالياً تطويرها واختبارها...

  1. معدات مقتصدة للحماية من الأسلحة الكيميائية

pete1_msf192963.jpg
غالباً ما تضطر طواقم أطباء بلا حدود للعمل في ظروف ضيقة. الصورة بعدسة: كولين ديلفوس/آوت أوف فوكس

إن العمل في مناطق فيها خطر الأسلحة الكيميائية أمرٌ يبعث على التوتر والقلق. ويمكن لمعدات إزالة التلوث أن تمنح بعض الحماية في حال التعرض للأسلحة الكيميائية، لكنها كبيرة الحجم ويصعب الاحتفاظ بها في الظروف الضيقة التي غالباً ما تضطر كوادرنا للعمل فيها، بالرغم من أن تلك المعدات يجب أن تكون في مكان قريب دائماً. هذا التناقض يمكن أن يعني أن وقتاً ثميناً يضيع هباءً في التفكير والقلق بخصوص المعدات بدلاً من التركيز على تقديم الرعاية الصحية للمرضى. المعدات المقتصدة للحماية من الأسلحة الكيميائية هو مشروع تم اقتراحه من قبل مختص لوجستيات في أطباء بلا حدود كان أخيراً في مهمة في العراق. ومن خلال مبادئ التصميم المقتصد، يهدف إلى تطوير معدات منفصلة وفعالة ومريحة لإزالة التلوث، مصممة لتكون موجودة دائماً وفي الوقت نفسه لا تأخذ حيزاً ملحوظاً في المكان، ومع احتوائها على ميزة ضد التعطل (في الواقع سيتم اختبارها من قبل مشاركين معصوبي الأعين) ما يعني أن الكوادر التي تعمل في هذه الظروف القاسية بإمكانهم أن يثقوا بالمعدات ويوجهوا تركيزهم على المرضى الذين أمامهم.

  1. النمذجة المرتكزة على المهام

pete2_msb15916.jpg
الممرضون جزء مهم في فريق عملنا. الصورة بعدسة: جابرييل كلاين/أطباء بلا حدود

من تقديم الرعاية المركزة لمرضانا ذوي الحالات الحرجة إلى العمل الدؤوب للسيطرة على انتشار العدوى، يؤدي الممرضون والممرضات دوراً مركزياً في تقديم أطباء بلا حدود الرعاية الصحية للمرضى وهم جزء لا يتجزأ من جميع فرق المنظمة. ويعتبر ضمان وجود مستويات وظيفية كافية من الممرضين للتأكد من سلامة المرضى ورفع مستوى الرعاية التي نقدمها من التحديات المهمة للمنظمة. وهذا يعني ضمان أن يحتوي الفريق المناوب على تشكيلة مناسبة من المؤهلات العملية والمهارات والخبرة.

تم تطوير النسب الآمنة من مستويات الممرضين الحالية من قبل خبراء على أساس "مقاس واحد يناسب الجميع". ويسعى الفريق الذي يتولى أمر هذا الطرح أن يتبع مقاربة ترتكز على البيانات لتعزيز النسب الحالية من خلال دمج نمذجة الطاقم بناءً على بيانات عبء العمل. هذا يعني أخذ بيانات عبء العمل أو المهام (كم من الوقت قد تستغرق مهمة ما، كم شخصاً تحتاج، ما هو مدى تكرار حدوثها، إلخ) ذات الصلة بالرعاية التي يتم تقديمها، ومواصفات مرضانا، وإعدادات الرعاية خاصتنا، مواصفات طاقمنا، والمهام التي تُفَوَّت فعلياً ومستوى الرضى. وحالما توفرت لهم هذه البيانات، يمكن للفريق عندها أن يبدأ بتطوير نماذج للتنبؤ باحتياجات طاقم التمريض للسيناريوهات الحالية والمستقبلية. وعلى أية حال، لم يصلوا بعد إلى تلك المرحلة...

المرحلة الأولى من هذا المشروع هي محاولة تطوير أداة لضبط أو أخذ البيانات يمكنها أن تسجل كامل طيف وتنوع الأنشطة التمريضية في مواقع مشاريع أطباء بلا حدود – وهي ليست بالمهمة السهلة! تحتاج المعلومات إلى أن تكون بجودة ملائمة بحيث يمكن أن تُظهر بجلاء العلاقة بين الأنشطة التمريضية وجودة الرعاية التي تقدمها أطباء بلا حدود للمرضى. تابعونا...

  1. صندوق أدوات فحص سوء التغذية للأطفال دون سن الستة أشهر

pete3_msf219365.jpg
في الصورة الطفل يابيلي، حيث أحضره أهله إلى عيادة أطباء بلا حدود في بيلي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهو يعاني من السعال وارتفاع الحرارة، لكنه أيضاً بحاجة إلى علاج ضد سوء التغذية الحاد. الصورة بعدسة: فينتشينزو ليفييري

الكثير من الأطفال الرضع دون سن الستة أشهر الذين يأتون إلى مستشفيات وعيادات أطباء بلا حدود يأتون للعلاج من أمراض معدية. لكن في الكثير من الأماكن التي تعمل فيها أطباء بلا حدود هناك احتمال كبير أن يكون لدى هؤلاء الأطفال سوء تغذية كامن. ومن شأن العلاج المبكر لسوء التغذية أن يزيد من فرص نجاة الطفل، ويقلل من احتمالية إصابتهم بالمرض ويساعدهم على النمو.

وعلى أية حال، فإن فحص الأطفال بهذا السن المبكر ليس أمراً سهلاً، ويعود ذلك جزئياً إلى الأدوات المتوفرة لطواقمنا الطبية. والمقاربة الأكثر استخداماً في الوقت الحالي هي استخدام موازين القياس لمعرفة نمو الطفل. وهذه الإجراءات مرهقة وطويلة، والاستمارات المستخدمة لقياس مستويات سوء التغذية معقدة وقابلة للخطأ البشري. وليس هنالك إجراء قياسي معتمد في الكثير من مشاريعنا الطبية لفحص سوء التغذية في هذه السن المبكرة.

ولمعالجة هذه الفجوة، عرض أخصائي وبائيات يعمل مع أطباء بلا حدود في الهند أن يطبق ويختبر صندوق أدوات جديد، يحتوي على مقياس رقمي للرضع (جهاز لقياس طول الأطفال الرضع) وآلة حاسبة للفارق المعياري عن متوسط القيمة (تطبيق يحسب مستويات سوء التغذية من قراءة الوزن والطول) طورتها منظمة الصحة العالمية. سيتم تقييم هذه الأدوات للوقوف على جدوى استخدامها في مشاريع أطباء بلا حدود ولمعرفة ما إذا كان استخدامها يمكن أن يعني زيادة في عدد الأطفال دون سن الستة أشهر الذين يمكننا أن نفحصهم وبالتالي نعالجهم من سوء التغذية.

---

برنامج صندوق دعم البراعم هو واحد من الطرق التي تشجع من خلالها أطباء بلا حدود الابتكار فيما يخص الأدوات والخدمات والاستراتيجيات التي نستخدمها لتقديم أفضل علاج ممكن للمجتمعات الضعيفة التي تواجه أزمات إنسانية. وإذا ما أثمرت هذه الأفكار، فنأمل أن يكون لها أثر إيجابي على عملنا، لكن حتى لو تم فحصها وفشلت، فيمكننا أن نتعلم الشيء الكثير منها.

نحاول قدر المستطاع أن نشارك تجاربنا الناجحة ومحاولاتنا التي نتعلم منها. وإن كنت مهتماً، تابع مدونة الابتكار في أطباء بلا حدود للاطلاع على آخر المستجدات أو تابعونا على تويتر @MSF_Innovation.

المزيد:
مقالات عن أنشطتنا في مجال الأبتكار