يوم المرأة العالمي:"هؤلاء النساء يعرفن نقاط قوتهن"

IWD 2024: Noura, Nablus
تمرير
8 مارس 2024
قصة
الدول ذات الصلة
الأراضي الفلسطينية المحتلة
شارك
طباعة:

 

عاشت نورة عرفات، الوسيطة الثقافية في أطباء بلا حدود، طوال حياتها في نابلس بالضفة الغربية في فلسطين. وهي تسا النساء من مجتمعها في الوصول إلى دعم الصحة النفسية الذي يحتجن إليه. ويعد الحصول على هذا الدعم أكثر أهمية من أيّ وقت مضى خاصة منذ بداية الحرب في غزة، والتي كان لها تأثير مدمّر على الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية الطبية والنفسية في الضفة الغربية.

تعتبر الحياة الأسرية مهمة جداً لنورة عرفات، إذ لديها ستة أشقاء وشبكة مجتمعية متماسكة للغاية. وهي تستمتع بالتواصل الاجتماعي والمشي لمسافات طويلة والنزهات مع الأصدقاء والعائلة.

لكن في هذه الأيام، لا يغامرون بالخروج من مدينة نابلس. "لا نشعر بالأمان، خاصة في الآونة الأخيرة مع ارتفاع عدد نقاط التفتيش في جميع أنحاء المدينة. نحاول أن نظل داخل المدينة بقدر المستطاع".

وفي جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما فيها نابلس، استمر الوضع في التدهور، مع زيادة القيود على الحركة والعنف على يد المستوطنين والقوات الإسرائيلية.

تواجه المرأة في فلسطين بشكل عام وفي نابلس جميع أنواع التحديات، بما في ذلك ألم الفقد. نفقد فلسطينياً كل يوم تقريباً. لذلك، نعمل يومياً مع الأمهات. إنهن يشعرن بالحزن على فقدان أبنائهن، وأزواجهن، وأطفالهن، وهو أمر محزن حقاً. وأحياناً يشعرن بحزن يرافقهن مدى الحياة ولا أمل في علاجه". وبالرغم من ذلك، فإنّ خدمات الصحة النفسية محدودة في نابلس خارج نطاق منظمة أطباء بلا حدود.

"يعتقد ]الناس] أنّه مجرد صراع. ولكن بالنسبة لي، فإنّ الأمر ليس كذلك. نحن الشعب الذي يعاني كل يوم منذ ولادتنا. عندما ترى أشخاصاً يعانون نفسياً من اضطرابات مختلفة، على غرار الوسواس القهري، وتظن أنّ الأمر بسيط. لكن عندما تتعمق أكثر في تاريخ المريضة، تكتشف مثلاً أن الأب مسجون مدى الحياة أو أنّ المريضة لم ترَ والدها قط. يتأثر كل جانب من جوانب حياتنا جراء الاحتلال بأشياء لا يمكنك تخيلها أبداً". وهذا يشمل إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية للعديد من الفلسطينيين.

في عملها، ركزت نورة دائماً على تمكين المرأة. والآن، باعتبارها وسيطة ثقافية، تقوم بتسهيل جلسات العلاج النفسي بين المرضى والمرشدين النفسيين [الدوليين] التابعين لمنظمة أطباء بلا حدود من خلال الترجمة الفورية والوساطة. كما أنّها تطلع المرشدين النفسيين على الوضع في فلسطين والثقافة والتاريخ والحياة والجوانب الفريدة للمجتمع. (يضم فريق منظمة أطباء بلا حدود أيضاً مرششدين نفسيين محليين).

"أحاول جاهدةً تثقيف المرشدين النفسيين الدوليين بجميع جوانب هذه الثقافة حتى يتمكنوا من التعامل مع المرضى بسهولة وسلاسة".

"عندما نرى النساء كل يوم، يتحدثن عن حياتهن، والصعوبات التي يواجهنها، وطموحاتهن. هؤلاء النساء يعرفن نقاط قوتهن. ويعرفن كيفية مواصلة حياتهن. إنهن يعرفن كيفية التعامل مع الصعوبات لأنّ هذه الصدمات والصعوبات مستمرة. لكننا نحاول أن نمنحهن الوسائل والمهارات اللازمة كي يصبحن أكثر قدرة على الصمود والتأقلم وإيجاد الأمل في الحياة، وهو أمر قريب جداً لقلبي".

"إنّ عملي مهم لأنّه بدون الترجمة في المقام الأول، لا يمكن أن تتم الجلسة للمرشد النفسي أو للمريض. إذًا فأنا لسان المريض ولسان المرشد النفسي. وعندما يعرف المرشد النفسي المزيد عن تاريخ المريض وثقافته وحياته، يصبح لديه فهم أفضل ويمكنه التعاطف بشكل أكبر".

إنّ معرفة نورة وفهمها الإضافي للفروق الثقافية الدقيقة تدعم وتشكّل خطة العلاج. وتقول: "عندما يشعر المريض بالثقة في أنّ [آرائه] يتمّ التعبير عنها بشكل جيّد... فإنّه يشعر بالأمان والثقة ويثق ]في[ العلاقة التي ينشئها مع المرشد النفسي".

 نأمل... أن نعيش بسلام مع عائلتنا دون أن نشعر بالقلق كل يوم من فقدان شخص ما أو شيء ما. ولا يزال هذا الشعور بالقلق والهمّ والخسارة يرافقنا طوال الوقت".

وحتى ذلك الوقت، تواصل العمل على دعم النساء في مجتمعها الذي تحبه للوصول إلى خدمات الدعم النفسي التي يحتجنها.