لبنان: المبادرات المجتمعية تعزز الصمود في زمن الحرب

Cooked food distribution in Azarieh shelter
تمرير
4 نوفمبر 2024
مستجدات
الدول ذات الصلة
لبنان
شارك
طباعة:

في ظل الآثار المدمّرة التي تتركها الحرب على ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء لبنان، تأتي الجهود المحلية والمبادرات المجتمعية لتشهد على التضامن والأمل المستمرين في المجتمع اللبناني.

أُطلقت إحدى هذه المبادرات من قلب بيروت، وأصبحت شريان حياة للسكان في مبنى اللعازارية الذي كان مركزًا تجاريًا مزدحمًا قبل أن يصبح مأوى لأكثر من 2,500 شخص نزحوا إليه بسبب القصف والتوغلات الإسرائيلية.

وفي هذا السياق، تدعم أطباء بلا حدود تنفيذ مشروع المطبخ الذي أطلقته جمعية أحلى فوضى ومطعم برزخ بهدف تقديم وجبات مجانية للنازحين في المبنى.

ويشرح مدير العمليات في برزخ، خضر الأخضر، "بدأنا من إمكانيات تقارب الصفر. ومنذ اشتداد الحرب وتدفق النازحين [إلى هذه المنطقة]، عملنا بشكل وثيق مع جمعية أحلى فوضى لتوفير الوجبات الغذائية. لا يهدف المشروع إلى توفير الوجبات فحسب، بل يسعى إلى تأمين المقادير اللازمة وتدريب سكان المبنى على إعداد الوجبات وطهيها بأنفسهم، مع التركيز على النظافة الصحية وسلامة الغذاء".

ولتسيير مشروع المطبخ هذا، حوّل الفريق اللوجستي في أطباء بلا حدود مساحة شاغرة في مبنى اللعازارية إلى مطبخ يعمل بكامل طاقته، بينما تولّت جمعية أحلى فوضى وبرزخ تجهيز المرفق لتلبية معايير النظافة والسلامة، مع تدريب الأهالي على إعداد الوجبات باستخدام المكونات التي تقدَّم مجانًا. يقدّم المطبخ حاليًا نحو 2,500 وجبة في اليوم.

 وتوضح منسقة الطوارئ للشؤون اللوجستية مع أطباء بلا حدود، إيلينا فرنانديز تاهادورا، "نرى مبادرات مبهرة يقودها المجتمع المحلي منذ بداية الحرب. ومن شأن تشجيع هذه الجهود أن يعزّز الروابط والأجواء التعاونية التي تشتد الحاجة إليها، كما يضمن استدامة الاستجابة [في هذه الحرب]".

واجه لبنان سلسلة من الأزمات في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الانفجار المدمّر لمرفأ بيروت في أغسطس/آب 2020 والانهيار الاقتصادي الذي يعدّ من بين الأسوأ في العالم. وقد أدى التصعيد الإسرائيلي الأخير في الهجمات على لبنان إلى نزوح أكثر من مليون شخص منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تاركًا الكثيرين في ظروف معيشية مضطربة. زادت هذه الهجمات الأخيرة من تعقيد الأزمة متعددة الأوجه في لبنان، ودفعت بالسكان إلى حافة الانهيار.

تبعث هذه المبادرات، على غرار مشروع المطبخ في اللعازارية، شعورًا بالدفء والأمل، وتعدّ من الأساليب العملية لتوظيف الجهود المجتمعية وصمود الناس.

تقول عزيزة التي نزحت إلى مبنى اللعازارية، "أنا فخورة بكوني جزءًا من هذا المطبخ. خسر الكثيرون وظائفهم بسبب الحرب أو أنفقوا آخر ما لديهم على الاحتياجات الأساسية خلال الأشهر الماضية. ولم يعد لديهم المال الكافي للاستمرار. عندما علمت أن [المطبخ] بحاجة إلى يدٍ إضافية، تطوعت مباشرة. نحن نبذل قصارى جهدنا لتجاوز الوضع. نأمل أن ينتهي الأمر قريبًا وتتحسن الأمور إن شاء الله".

دعمت أطباء بلا حدود مبادرات مجتمعية أخرى تركّز أيضًا على توفير الغذاء في جميع أنحاء لبنان، بما في ذلك في صيدا وصور جنوب البلاد. ومنذ التصعيد في القصف الإسرائيلي يوم 23 سبتمبر/أيلول 2024، قدمت أطباء بلا حدود إجمالي 7,432 وجبة طعام و7,342 بطانية و6,050 فرشة و79,504 لترات من مياه الشرب و8,013 مجموعة تحتوي على مستلزمات النظافة الصحية، بالإضافة إلى 6,678,000 لتر من المياه التي وُفّرت لمراكز الإيواء في لبنان.