تمرير

ليبيا: يجب وقف الاحتجاز التعسفي للاجئين وطالبي اللجوء والمُهاجرين

7 سبتمبر 2017
آخر
الدول ذات الصلة
إفريقيا
شارك
طباعة:

تدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى إنهاء الاحتجاز التعسفي للاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين في ليبيا. ولمدةتجاوزت السنة قدمت المنظمة الرعاية الصحيّة للأشخاص المحتجزين في ظروف غير إنسانية لا تحفظ الكرامة البشريّة في العاصمة طرابلس.

ويقول الدكتور سيبيل سانغ، المستشار الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود، "يتم تجريد المحتجزين من أي كرامة إنسانية، حيث يعانون من سوء المعاملة، ويفتقرون إلى الرعاية الطبية". واضاف، "نشاهد كل يوم الضرر غير الضروري الذي سببه اعتقال الناس في هذه الظروف ولكن ليس هناك الكثير مما يمكننا القيام به لتخفيف هذه المعاناة".

تُعالج الفرق الطبية لأطباء بلا حدود أكثر من ألف محتجز كل شهر بسبب التهابات الجهاز التنفسي والإسهال المائي الحاد وإصابات الجرب والقمل والتهابات المسالك البولية. تعتبر ظروف الاحتجاز السبب المباشر او الغير مباشر لانتشار هذه الأمراض. تُسبب هذه الأمراض مباشرة أو تفاقمت بسبب ظروف الاحتجاز.

كثير من مراكز الاحتجاز مكتظة بشكل كبير والمساحة ضيّقة للغاية حيث لا يتمكن المحتجزون من التمدد والاستلقاء في الليل كما لا يوجد سوى القليل من الضوء الطبيعي وتنعدم التهوية. أدى نقص الأغذية إلى انتشار سوء التغذية الحاد، حيث يحتاج بعض المرضى إلى دخول المستشفى بشكل عاجل لتلاقي العلاج ضد سوء التغذية.

binet_libya-g2208072.jpg
أحد الحراس يغلق باب خلية في مركز اعتقال أبو سليم في طرابلس ليبيا.

في ظل غياب تطبيق القوانين في ليبيا يعتبر هذا النظام للاحتجاز مُضر واستغلالي حيث يوجد نقص فادح في الرقابة والتنظيم فلا يتم احترام الضمانات القانونية والإجرائية الأساسيّة لمنع التعذيب وسوء المعاملة. ومع عدم وجود تسجيل رسمي أو حفظ السجلات بشكل دقيق لا توجد وسيلة تمكن من تتبع ما يحدث للأشخاص داخل مراكز الاحتجاز. وهو يجعل الرصد الدقيق ومتابعة المرضى صعبة للغاية. من يوم لآخر، يتم نقل الأشخاص بين مختلف مراكز احتجازأو نقلهم إلى أماكن مجهولة. يختفي بعض المرضى دون أثر. إن الرعاية الطبيّة التي تقدمها مُنظمة أطباء بلا حدود قادرة على توفير ظروف محدودة للغاية في هذه الظروف.

وعند وقوع اشتباكات بين الميليشيات في طرابلس يتم تقييد الدخول والوصول إلى مركز الاحتجاز. اضافة إلى إمكانيّة تتغير إدارة مراكز الاحتجاز بين عشية وضحاها فنضطر إلى اعادة المفاوضات حتى نتمكن من زيارة المرضى المحتجزين. هناك مراكز احتجاز لا يمكن لأطباء بلا حدود الوصول اليها بسبب استمرار العنف وانعدام الأمن.

إن زيادة التمويلات لا يمكن أن تكون حلا لتخفيف معاناة اللاجئين والمهاجرين المحتجزين في مراكز الاحتجاز. إن التركيز محدود الرؤية على تحسين ظروف الاعتقال مع غض الطرف عن الواقع الحالي المعقد في ليبيا يهدد بإضفاء الطابع الشرعي على نظام يحتجز فيه الناس تعسفا، دون اللجوء إلى القانون، ويتعرضون للعنف والاستغلال.

binet_libya-g2207545.jpg
رجال محتجزون في مركز اعتقال بوسليم. ويقضي المعتقلون أيام وشهور في مراكز الاحتجاز الليبية، دون أن يعرفوا متى سيطلق سراحهم.

تدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى إنهاء الاحتجاز التعسفي للاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين في ليبيا.


أنشطة وبرامج منظمة أطباء بلا حدود في ليبيا

خلال العام الماضي، قدمت منظمة أطباء بلا حدود خدمات الرعاية الصحية الأولية المنقذة للحياة للاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين المحتجزين في طرابلس. وعندما تسمح الظروف الأمنية تقوم الفرق الطبية وبشكل أسبوعي بزيارة سبعة مراكز احتجاز مختلفة تحت إشراف وزارة الداخلية. ومنذ بدء الأنشطة في حزيران / يونيه 2016، زارت الفرق ما مجموعه 16 مركزا للاحتجاز. وهناك مراكز احتجاز أخرى لا يزال يتعذر الوصول إليها بسبب استمرار العنف وانعدام الأمن.

وفي مصراطة، تقدم منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الصحية للاجئين والمهاجرين في أربعة مراكز احتجاز. حيث يقدم كل فريق طبي كل شهر نحو 100 استشارة طبية ويحيل حوالي عشرين من المحتجزين الذين يحتاجون إلى مزيد من المساعدة الطبية لمرافق الرعاية الصحية المتخصصة. وافتتحت المنظمة مؤخرا عيادات متنقلة في مصراتة لتقديم المساعدة الطبية والإنسانية للمهاجرين واللاجئين خارج مراكز الاحتجاز الرسمية.

عملت منظمة أطباء بلا حدود في ليبيا منذ عام 2011 لدعم النظام الصحي الذي تأثر بتجدد الحرب وما ترتب على ذلك من ركود اقتصادي. ولمساعدة هياكل الصحة العامة التي تعمل مع نقص الأدوية والموظفين تقوم المنظمة بتقديم التبرعات و غيرها من أشكال الدعم واستجابة لاحتياجات المجتمع المتأثرة بالنزاع، تقدم منظمة أطباء بلا حدود أيضا خدمات رعاية الأطفال وأمراض النساء والتوليد، فضلا عن خدمات الصحة النفسيّة في بنغازي.