ليبيا: أطباء بلا حدود تساعد في تشخيص وعلاج مرضى الدرن

Libya update
6 أبريل 2022
قصة
الدول ذات الصلة
Libya
شارك
طباعة:

يقول سامح، "شعرت بالخوف عند تشخيصي بمرض الدرن (السل). إذ لم أكن أعرف شيئًا عن المرض سوى أنّه شديد العدوى وأنّه يمكن أن يقتلك".

يتلقّى سامح علاج الدرن في مستشفى أبو ستة الحكومي في ليبيا من قبل فريق أطباء بلا حدود. وفي حين أنّ الأعراض التي ظهرت عليه قد بدت خفيفة في بداية الأمر إلاّ أنّ حالته قد تدهورت بسرعة. فيقول، "بدأت الأعراض بالسعال الذي أصبح أكثر حدة بالإضافة إلى الصداع المستمر والتعرّق أثناء الليل. وقد فقدت 9 كيلوغرامات من وزني خلال تلك الفترة".

وفقًا لتصنيف منظمة الصحة العالمية، تعاني ليبيا من عبء متوسط من الدرن، غير أنّ عدد الحالات أصبح في ارتفاع مطرد على مدى السنوات الأخيرة، إذ يكافح النظام الصحي في ليبيا للتعافي من أثر سنوات من الحرب الأهلية وجائحة كوفيد-19. ويأتي ارتفاع عدد الحالات على الرغم من توفّر أدوية الدرن مجانًا وعلى نطاق واسع في ليبيا.

يعدّ الدرن مرضًا مستوطنًا في ليبيا. لذلك، بدأت أطباء بلا حدود بدعم النظام الصحي الوطني منذ عام 2020، وبهدف المساعدة في التصدّي لهذه المشكلة الصحية البارزة وتحسين تشخيص المرض وعلاجه، إذ تعمل المنظمة بالتعاون مع البرنامج الوطني لمكافحة الدرن في ليبيا الذي يديره المركز الوطني لمكافحة الأمراض التابع لوزارة الصحة الليبية.

وبالإضافة إلى العمل في مستشفى أبو ستة بهدف تقديم رعاية الرعاية لمرضى الدرن من كل من المجتمعات الليبية والمهاجرين، تقدم أطباء بلا حدود منذ عام 2016 علاج الدرن للأشخاص المحتجزين في مراكز الاحتجاز في أنحاء ليبيا.

وغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بمرض الدرن من أعراض خطيرة تؤثّر على حياتهم بشكل كبير والتي تشمل السعال الشديد وألمًا في الصدر والوهن الشديد وانخفاض الوزن بشكل مفاجئ والحمى. فالدرن هو مرض معدٍ ينتقل عبر الهواء بالرذاذ ويسهل انتقاله في البيئات المكتظة بشكل خاص.

وفي هذا الصدد، تقول ممرضة أطباء بلا حدود في مستشفى أبو ستة، تيريزا سانشيز، "يتّسم الذهاب إلى أجنحة علاج الدرن بالخوف بشكل عام. إذ ينبغي علينا أن نبقى دائمًا في حالة تأهب قصوى وأن نتأكّد من اتباع إجراءات الحماية بدقة، وخصوصًا عند علاج الأشخاص الذين ظهرت عليهم الأعراض مؤخرًا. وينبغي أن يكون العمل مع مرضى الدرن أمرًا تؤمن به في صميمك، وخصوصًا عند علاج المرضى المصابين بالدرن المقاوم للأدوية المتعددة".

والجدير ذكره أنّه يمكن تقليص خطر نقل العدوى إلى الآخرين من خلال التعرّف على الأعراض والتشخيص السريع وبدء العلاج على الفور. وفي هذا السياق، يقول طبيب أطباء بلا حدود في مستشفى أبو ستة، الدكتور عبد السميع باشاغا، "يحظى الوعي بأعراض الدرن بأهمية كبيرة، إذ يعدّ التعرف على الأعراض وعلاجها أمرًا أساسيًا لوقف انتشار العدوى".

هذا ويمكن الشفاء من الدرن بسهولة إذا تم تشخيصه على الفور وعلاجه باستخدام الأدوية الصحيحة. فيضيف الدكتور عبد السميع، "لا يعدّ الدرن مصدر قلق صحي إذا ما تم تشخيصه في وقت مبكر وعلاجه باستخدام الأدوية المناسبة، فهو غير معدٍ خلال معظم فترة العلاج. إذ يمكن الشفاء منه بسهولة عند تناول الأدوية في الوقت المحدّد وعلى النحو المنصوص عليه".

وتجدر الإشارة إلى أنّ الانقطاع عن العلاج أو تناول علاج غير مناسب قد يؤدي إلى مقاومة الأدوية المعتادة المضادة للدرن وتطوّر المرض ليصبح في شكله المقاوم للأدوية والذي يصعب علاجه كثيرًا.

قبل قدوم سامح لتلقي العلاج من قبل أطباء بلا حدود، شُخّص مرضه بشكل خاطئ ووُصفت له أدوية خاطئة. وفي هذا الصدد، يستذكر سامح، "استمرت الأعراض على مدى ثمانية أشهر. شخّص أحد الأطباء حالتي على أنّها عدوى في الصدر ووصف لي بعض المضادات الحيوية، لكنّ حالتي لم تتحسّن". ولحسن الحظ، لا يعاني سامح من الدرن المقاوم للأدوية على الرغم من عدم تحسّن حالته.

وبفضل التشخيص المناسب والأدوية المناسبة، بدأ سامح يتماثل للشفاء أخيرًا. فيقول: "أنا سعيد جدًا الآن لأن مرضي قد شخّص بشكل صحيح لكي أتمكن من محاربته".

أنشطة أطباء بلا حدود المعنية بالدرن في ليبيا

تقدم فرق أطباء بلا حدود في ليبيا الدعم الشامل للنظام الصحي العام بهدف تحسين الرعاية المقدمة لمرضى الدرن، وخصوصًا المرضى المصابين بالشكل المقاوم للأدوية. ففي عام 2019، عملت أطباء بلا حدود جنبًا إلى جنب مع وزارة الصحة على افتتاح الجناح الأول في البلاد الذي يقدم العلاج لمرضى الدرن المقاوم للأدوية المتعددة في مصراتة. ودعمت أطباء بلا حدود كذلك إدارة حالات الدرن وعلاج المرضى فقدّمت أجهزة "جين أكسبرت" وخرطوشاتها إلى المركز الوطني لمكافحة الأمراض في مصراتة وإلى مستشفى أبو ستة في طرابلس. كما تدير فرق المنظمة أقسام العيادات الخارجية لمرضى الدرن في مصراتة وزوارة.

Libya update

وفي عام 2020، دعمت أطباء بلا حدود البرنامج الوطني لمكافحة الدرن في ليبيا ومستشفى أبو ستة فقدمت العلاج لمرضى الدرن من كل من المجتمعات الليبية والمهاجرين، إذ يقدّم فريق أطباء بلا حدود الذي يتألف من طبيبيْن وممرضين متخصصين في رعاية الدرن في مركز البرنامج الوطني لمكافحة الدرن وفي مستشفى أبو ستة الدعم لمرضى الدرن بشكل يومي. وفي عام 2021، أجرت فرق أطباء بلا حدود 7,128 استشارة خارجية في مركز البرنامج الوطني لمكافحة الدرن وبدأت بعلاج 208 مرضى أحيلوا من مراكز الاحتجاز والسجون في أنحاء ليبيا. كما ركزت المنظمة على حشد الدعم اللازم وإعادة توجيه التمويل العالمي عبر إنشاء مجموعة الفاعلين لمكافحة الدرن، إذ تنسّق أطباء بلا حدود اجتماعًا شهريًا مع أصحاب المصلحة في جميع أنحاء البلاد بهدف تحديد الفجوات واستباقها والعمل على سدّها.