تحت شجرة مانجو كثيفة الأوراق في الفناء الخلفي لمركز ناميتيل الصحي، المرفق الصحي الرئيسي في منطقة موغوفولاس في مقاطعة نامبولا في موزمبيق، يجلس المتطوعون في خيمة في انتظار التبرع بالدم. وقد استجابوا لدعوة من منظمة أطباء بلا حدود لمزيد من التبرعات الطوعية بالدم. والدم الذي يتبرعون به سيدعم بشكل أفضل الاستجابة الطبية للذين يعانون من فقر الدم الحاد، الناجم في المقام الأول عن الملاريا.
في هذه المنطقة، تدير فرق أطباء بلا حدود، بالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة، حملة للتبرع بالدم. تهدف المبادرة إلى ضمان توافر هذا السائل الحيوي للمرضى الذين يعانون من فقر الدم الحاد، في سياق ارتفاع معدل انتشار الأمراض المدارية المهملة مثل داء البلهارسيا والديدان المعوية التي تنتقل عن طريق التربة، والأمراض التي تفاقمت بسبب أزمة المناخ، مثل الملاريا.
حصلت ميرسيا، وهي أم تبلغ من العمر 25 عاماً، على الضوء الأخضر للتبرع بالدم بعد اجتياز الفحص والاختبارات اللازمة. "حتى الآن كل شي على ما يرام. كنت متوترة قليلاً لأنها المرة الأولى التي أتبرع فيها،" تقول، وهي تجلس في كرسي المستشفى وعلى وجهها ابتسامة. وتقول ميرسيا إنها ترى التبرع بالدم كعمل نبيل يدل على المحبة تجاه الآخرين. وهي تتعهد بالتبرع بانتظام وتدعو الآخرين إلى الاهتمام بذلك، وقد حفزتها جلسات التوعية التي تقوم بها أطباء بلا حدود إضافة إلى رغبتها في إنقاذ حياة الناس.
ويوضح يوريكو إيرون، وهو موظف في أطباء بلا حدود مسؤول عن بنك الدم في مركز ناميتيل الصحي، تدابير السلامة المعمول بها في إجراءات التبرع بالدم المنقذة للحياة. فبعد جمع الدم من المتبرعين الذين سبق فحصهم تجاه فيروس نقص المناعة البشرية والزهري والتهاب الكبد B و C، وغيرها من الأمراض، يوضع الدم بأمان في أوعية مبردة. ثم يُنقل إلى مكان يبعد أكثر من 70 كيلومتر إلى مركز مستشفى نامبولا لإجراء مزيد من الاختبارات، لضمان سلامة عمليات نقل الدم.
ويوضح يوريكو: "إن عملية الاختبار السريع قبل التبرع أمر بالغ الأهمية لتحديد ما إذا كان المرشح (المتطوع) مؤهلاً للتبرع بالدم أم لا". ويضيف أن التبرع لا يتم إلا إذا استوفى المرشح المتطلبات، لضمان سلامة كل من المتبرع والمتلقي.
وبحلول نهاية هذا اليوم، تم جمع ما يقرب من 20 وحدة من الدم، وهي زيادة ملموسة مقارنة بمتوسط الحصيلة اليومية في ظل الظروف العادية، وهي ثلاث وحدات.
الناس في مقاطعة نامبولا عرضة لفقر الدم الأساسي، ويرجع ذلك أساساً إلى نقص الحديد الناجم عن سوء التغذية وارتفاع معدل انتشار الطفيليات المعوية. وعندما تدخل الأمراض الأخرى التي تسبب فقر الدم في المعادلة، يزداد الوضع سوءاً. وتؤدي حملة التبرع بالدم التي تضطلع بها منظمة أطباء بلا حدود ووزارة الصحة دوراً حاسماً في الحفاظ على صحة هذه المجتمعات.
وتقوم فرق تعزيز الصحة التابعة لأطباء بلا حدود في بنك الدم التابع لمركز ناميتيل الصحي بحملات منتظمة للتبرع بالدم بهدف العثور على ثلاثة متبرعين متطوعين على الأقل يومياً. بالإضافة إلى ذلك، يوفر فريق أطباء بلا حدود الإشراف والتدريب للفريق السريري المسؤول عن عمليات نقل الدم، لضمان استعداد الموظفين بشكل جيد للاستجابة لأي حالات طوارئ مرتبطة بالعملية.
تُعدّ موزامبيق من بين أكثر البلدان تأثراً بتغير المناخ. ومنذ عام 2022، تبادر فرق أطباء بلا حدود للاستجابة للأمراض الحساسة للمناخ في مقاطعة نامبولا في موزمبيق. والهدف الرئيسي لأنشطتنا هو معالجة الثغرات في نظام الرعاية الصحية، فيما يتعلق بالأمراض المدارية المهملة مثل داء الفيلاريات اللمفاوية وداء البلهارسيا، وكذلك الأمراض المنقولة بالنواقل مثل الملاريا الشديدة وحمى الضنك.