تمرير

الصحة النفسية في منظمة أطباء بلا حدود

20 يناير 2021
قصة
شارك
طباعة:

تعمل فرق أطباء بلا حدود منذ عقود على توفير دعم شامل في مجال الرعاية الصحية النفسية للناس في مختلف أنحاء العالم. وتتنوع هذه الخدمات، بدءاً بالإسعافات الأولية النفسية في سياقات الطوارئ، مروراً بخدمات الصحة النفسية المرافقة لرعاية المشاكل المسبقة، وانتهاءً بالدعم النفسي الاجتماعي والرعاية الطبية النفسية، وفيما لي بعض من آليات الاستجابة التي تعتمدها فرقنا.

لبنان

01.jpg

يشكو نحو ثلثي المرضى الذين يستشيرون فريق الصحة النفسية التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في بيروت من أعراض ترتبط بالقلق والاكتئاب. ويعزو أكثر من نصف هؤلاء الناس أعراضهم إلى الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس/آب الماضي. أما بالنسبة للآخرين الذين يعانون من مشاكل نفسية مسبقة، فقد أقر 82 بالمئة منهم بأن أعراضهم تفاقمت في شدتها عقب الانفجار.

وتقول ريما مكّي، مديرة الصحة النفسية في منظمة أطباء بلا حدود في بيروت: "نرى بعد الانفجار زيادة في عدد الاستشارات. فصحيحٌ أن الكثير من الناس قد عالجوا الآن جراحهم الجسدية وأمنوا محيطهم الخارجي واحتياجاتهم الأساسية كالسكن والكهرباء والماء، غير أن العديد من الناس لا يزالون يبكون في الليل أو تجدهم يفزعون عند سماعهم لأدنى صوت كصوت سقوط قلم على الأرض. فهم يشعرون بأن ثمة خطباً ما. كانت الشبكات الاجتماعية والمجتمعية من أهل وأصدقاء وجيران في بيروت تعدّ سابقاً المصدر الأول للدعم غير الرسمي الذي يتلقاه الناس عندما يواجهون المشاكل. إلا أن هذه الشبكات قد تضررت بالقدر الذي تضرر به هؤلاء الأشخاص، وبالتالي لم يعد الناس يعلمون إلى من سيتوجهون وبالتالي تجدهم يلجؤون إلى أخصائيي الصحة النفسية".

المكسيك

02.jpg

مركز أطباء بلا حدود للعمل المتكامل والمعروف اختصاراً باللغة الاسبانية باسم (EL CAI) يقدم الرعاية للمهاجرين الذين يعيشون في مدينة مكسيكو سيتي وقد عانوا من التعذيب وغيره من أشكال العنف المفرط. إذ يقدم المركز رعاية طويلة الأمد تشمل الدعم النفسي والعلاج الطبي النفسي والخدمات الاجتماعية التي تندرج في إطارها خدمات دعم في مجال طلبات اللجوء والتعليم والتدريب المهني، علماً أن مرضانا يقضون ضمن برنامجنا ما متوسطه سبعة أشهر إلى أن يصبحوا مستعدين لفتح صفحة جديدة في حياتهم. طفل في مركز أطباء بلا حدود للعمل المتكامل (EL CAI) وهو يشارك في تحضير دمية بينياتا (piñata) خلال جلسة نفسية اجتماعية في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

الهند

03.jpg

في ظل التفشي السريع لكوفيد-19 في الهند، أعدّت منظمة أطباء بلا حدود خط اتصال مباشر يعمل على مدار الساعة ويقدم الدعم النفسي عبر الهاتف باللغتين الإنجليزية والهندية. أما في كشمير، فقد أغلقت حالياً أقسام العيادات الخارجية في جميع المستشفيات، بما فيها عيادات الصحة النفسية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، وذلك للحؤول دون انتشار كوفيد-19. وتعويضاً عن ذلك فقد استمرت فرق أطباء بلا حدود بتأمين الدعم النفسي معتمدةً على الاستشارات الهاتفية.

بنغلاديش

04.jpg

تقدم طواقم أطباء بلا حدود خدمات رعاية صحية نفسية شاملة تتضمن الرعاية الطبية النفسية وتتوفر في جميع مرافقنا التي تقدم الرعاية للاجئين الروهينغا في منطقة كوكس بازار. وتقول تانيا مرشد وهي معالجة نفسية وعاملة اجتماعية سريرية مع منظمة أطباء بلا حدود في بنغلاديش: "تظهر على معظم مرضانا علامات واضحة تدل على التوتر النفسي والصدمة. كما أن هناك آخرين يعانون من الاكتئاب والاضطراب التالي للصدمات والذهان والفصام لكن دون أن يلاحظ ذلك أي من الناس المحيطين بهم".


وتضيف قائلة: "غالباً ما لا يستوعب المرضى الحاجة إلى الرعاية الصحية النفسية. إذ أن الكثير من المرضى لا يحالون إلى مرشدي الصحة النفسية إلا حين يأتون إلى المرافق الصحية التابعة لنا طلباً للعلاج الطبي في إطار أمراض وعلل جسدية".

ليسبوس

05.jpg

لا يزال الآلاف من المهاجرين وطالبي اللجوء محتجزين منذ مارس/آذار 2020 في مخيمات مكتظة تقع على الجزر اليونانية نتيجةً للقيود المفروضة بسبب كوفيد-19. وقد حذرت منظمة أطباء بلا حدود بشأن الظروف المتردية وغير الإنسانية التي يعيشها الناس المتواجدين على ليسبوس منذ سنين. وكان حريق قد اندلع في سبتمبر/أيلول 2020 على جزيرة موريا وأجبر أكثر من 12,000 شخص على إجلاء المخيم وعطّل الخدمات الطبية التي كانت متوفرة للاجئين وطالبي اللجوء في عيادة الأطفال التي تديرها طواقم أطباء بلا حدود.

قبل أن يحدث ما حدث، كان الصبي الأفغاني ياسين الذي يعيش في ملجأ مؤقت مع أسرته يزور عيادة الأطفال التي تديرها أطباء بلا حدود أسبوعياً لاستشارة مرشد نفسي متخصص في الأطفال. فهو يعاني من كوابيس ويتملكه خوف دائم من أن يصيبه مكروه ما في موريا. وحين يكبر ياسين فإنه يريد أن "يساعد الأطفال كما يفعل مرشده النفسي" في عيادة الأطفال التابعة لأطباء بلا حدود.

البرازيل

06.jpg

استجاب فريق الصحة النفسية التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في رورايما في 2019 للأعداد الكبيرة من الأطفال واليافعين الذين فروا جراء الأزمة التي تعصف بفنزويلا وعبروا الحدود إلى البرازيل، حيث قام الفريق بتحديد ثلاثة ركائز للرعاية تتلخص فيما يلي: أولاً الهوية والثقة بالنفس، ثانياً الإدماج والانتماء، وأخيراً الحماية والوقاية من الاعتداء.

بيلاروسيا

07.jpg

غالباً ما يحصل الناس على الرعاية الصحية النفسية في إطار الرعاية التي تستهدف مشاكل طبية أخرى. وتعمل فرق أطباء بلا حدود المتواجدة في بيلاروسيا التي تعاني كثيراً من السل المقاوم للأدوية المتعددة، على دعم أربعة مراكز لمكافحة السل في العاصمة مينسك. هذا وقد أعدت منظمة أطباء بلا حدود بالتعاون مع وزارة الصحة برنامجاً يركز على مفهوم الحد من الأضرار، حيث يقدم المساعدة للمصابين بالسل المقاوم للأدوية وللذين يعانون من مشاكل إدمان الكحول وغيره من المواد بهدف إتمام علاجهم بنجاح.

هندوراس

08.jpg

في يونيو/حزيران 2020، وبهدف الحؤول دون بلوغ المستشفيات حداً يفوق طاقتها، فقد بدأت طواقم أطباء بلا حدود بتوفير الرعاية للمرضى الذين يعانون من أعراض كوفيد سواء أكانت بسيطة أو شديدة وذلك في جامعة هندوراس المستقلة. ويدعم المركز الصحي نظام مستشفى تيغوسيغالبا في توفير رعاية طبية شاملة للمرضى وأسرهم.

ويقدم المرشدون النفسيون والصحيون للمرضى كتاب نشاطات فور قبولهم في المستشفى كي يمارسوا الرسم والتلوين والقراءة وبالتالي يقدم لهم أداة تريفيهة ويسهم في الرعاية الصحية النفسية، علماً أن هذا النشاط يقترن بالرعاية النفسية التي يحصلون عليها عبر الهاتف أو حضورياً.

جمهورية إفريقيا الوسطى

10.jpg

تدير أولغا التي تعمل مرشدة صحية نفسية مع أطباء بلا حدود مجموعات حوار في مستشفى بوسانغوا بهدف مساعدة الناس في علاج التوتر والتخطيط الأسري والتعاطي مع الأفكار السيئة والمحزنة. "معظم المشاركين نساء، حيث يأتين إلى هذه المجموعات للحديث عن ظروفهن... يأتي كثير منهن من مناطق بعيدة جداً وقد تركن أطفالهن الآخرين في البيت. تجدهن قلقات وليس لديهن أدنى فكرة عما ينتظهرن في المستقبل. كما أن الكثير منهن ضحايا للعنف المنزلي، لكن لا يجرؤن على الحديث عن الموضوع ضمن المجتمع الذي يعشن فيه. فلا أحد يسأل هؤلاء النسوة عن مشاعرهن أو عما قد يجعلهن يشعرن بتحسن. فأحياناً مجرد الحديث عن الموضوع معي ومع النساء الأخريات ضمن مساحة تتمتع بالحرية والحيادية يمكنه أن يساعدهن كثيراً".