تمرير

أطباء بلا حدود والروهينغا، 1992 – 2014

26 نوفمبر 2020
قصة
الدول ذات الصلة
بنغلاديش
شارك
طباعة:

أطباء بلا حدود تصدر دراسة حالة جديدة عن التحدث علانية: "أطباء بلا حدود والروهينغا، 1992 – 2014". تسلط دراسة حالة التحدث علانية الضوء على عقدين من أنشطة المدافعة التي اضطلعت بها أطباء بلا حدود كجزء من مساعدتها الإنسانية لشعب الروهينغا وتستعرض المعضلات التي واجهت المنظمة فيما يخص "التحدث علانية".

تُعدُّ دراسة حالة "أطباء بلا حدود والروهينغا 1992 – 2014" جزءاً من سلسلة (دراسة حالات التحدث علانية) التي تحلل أفعال المنظمة وعمليات اتخاذ القرار فيها خلال التدخلات الإنسانية المعقدة وتركز على المعضلات التي تتعلق بالتحدث علانية.

الروهينغا شعب غالبيته من المسلمين ويشكلون أقلية في ولاية شمال راخين في ميانمار، وهي بلد ذو غالبية بوذية. ومنذ ستينيات القرن الماضي يواجه الروهينغا اضطهاداً ممنهجاً وعنفاً من قبل الجيش والغالبية البوذية في راخين ما أدى إلى حدوث نزوح جماعي إلى بنغلاديش المجاورة.

تستعرض دراسة الحالة الجديدة هذه المصاعب التي اعترضت فرقنا الميدانية والإدارية فيما يخص تحديات التحدث علانية عن محنة الروهينغا وما يتعرضون له من اضطهاد وعنف في كل من ميانمار وبنغلاديش.

هل يمكن للتحدث علانية أن يعرِّض العمليات/المشاريع للخطر؟

خلال المدة التي تغطيها هذه الدراسة [1992-2014]، كانت أطباء بلا حدود تعمل في الغالب من خلال قنوات دبلوماسية ’خلف أبواب مغلقة‘ للمدافعة عن محنة الروهينغا مع الدبلوماسيين الأجانب أو الهيئات الأممية. ويشرح كريستوس كريستو، الرئيس الدولي لمنظمة أطباء بلاحدود: "كان الدافع وراء الصمت العلني لأطباء بلا حدود هو خوفها على فقدان الوصول إلى مرضاها، وبينهم مجموعة كبيرة من مرضى الإيدز في ميانمار[1]. وقد سبب هذا نقاشات محتدمة في أطباء بلا حدود حيث فرضت أولى المعضلات نفسها: هل من شأن اتخاذ موقف علني أن يعرّض العمليات في ميانمار وبنغلاديش للخطر وأن يؤدي إلى التخلي عن المرضى الذين تتوقف حياتهم على أطباء بلا حدود؟

تعززت ’المدافعة الصامتة‘ عن الروهينغا خلال السنوات حيث كُتبت العديد من التقارير وتم تداولها على نطاق واسع لأصحاب المصلحة على الصعيدين المحلي والدولي لكنها لم تُنشر علناً.

تعرضت ’المدافعة الصامتة‘ للاحتجاج ضمن أطباء بلا حدود إذ شعر عدد من الأشخاص في المنظمة أن أطباء بلا حدود كانت تتخلى عن شعب مضطهد من خلال صمتها العلني. ولم يُنظر إلى واقع أنه لم يحدث إدلاء بالشهادة بالرغم من الحفاظ على وجود عملي على الأرض، لم يُنظر إلى ذلك على أنه خيار مبرَّر أخلاقياً لمنظمة إنسانية محايدة ومستقلة كأطباء بلا حدود.

تُعيد دراسة الحالة (التي ترتكز على الحقائق) بناء النقاشات الداخلية فيما يخص المعضلات

توضح دراسة الحالة الديناميات والمعضلات والخلافات الداخلية الكامنة في استجابة أطباء بلا حدود الإنسانية تجاه الروهينغا في كل من ميانمار وبنغلاديش من عام 1994 حتى عام 2014.

ويختم كريستوس كريستو قوله: "لدى أطباء بلا حدود تقاليد عريقة تتعلق بالنقاشات. فعندما تواجهنا ظروف إنسانية معقدة نبني خياراتنا على ضرب التحليلات والآراء والأفكار بعضها ببعض ضمن نقاش داخلي. تركز دراسة حالات التحدث علانية على الأزمات التي شكّل فيها التحدث علانية معضلة أمام أطباء بلا حدود وبالتالي فهي تحكي عن الخلافات الداخلية الحتمية التي تحدث عند تقرير ما هي أفضل طريقة للتغلب على المعضلة. بروح من الشفافية، تمت إتاحة (دراسة حالات التحدث علانية في أطباء بلا حدود) بشكل علني. ومن خلال دارسة الحالة الجديدة هذه تسلط أطباء بلا حدود الضوء على عمليات صنع القرار التي أدت إلى تبني المنظمة موقفاً تجاه مشكلة الروهينغا المعقدة من عام 1992 إلى عام 2014. أعتقد أنها ستكون قراءة مشوقة ومفيدة لطاقم أطباء بلا حدود ولغيرهم من العاملين الإنسانيين، وآمل أن تساعدهم في تشكيل فهم أعمق والتزام أقوى تجاه فعل التحدث علانية الذي نعتبره في أطباء بلا حدود أمراً جوهرياً".

يتبع بناء كل (دراسة حالة تحدث علانية) منهجية دقيقة تهدف إلى إرساء الحقائق التاريخية. وتقدم مجموعة من المقتطفات من وثائق ومقابلات من المصدر سرداً بالتسلسل الزمني للأحداث والمواقف المتخذة في ذلك الوقت.

ويشرح لورنس بينيت، كاتب (دراسة حالات التحدث علانية): "تمكننا المقاربة المرتكزة على الحقائق من إعادة بناء النقاشات والمعضلات بدون أحكام مسبقة على جودة القرار المتخذ حينها". ويضيف: "نلتقي بالشخصيات الرئيسية في وقت تلك الأزمة. وزيادة على تقصي الحقائق، تقدم هذه الروايات منظوراً بشرياً على الأحداث ونظرة معمقة داخل تحليلات المؤثرين الرئيسيين".

تُبين سلسلة (دراسة حالات التحدث علانية في أطباء بلا حدود) وبشفافية صعوبة معالجة المعضلات الإنسانية المحيطة بالموقف العلني. ولتشارك أطباء بلا حدود تجربتها الفريدة مع القادة الإنسانيين، الحاليين والمستقبليين، لتشكيل معرفتهم وثقتهم والتزامهم بفعل التحدث علانية، فهي تتيح جميع دراسات الحالات وعددها 13، ومتوفرة للتحميل على موقعها الدولي.

[1] في ميانمار، سُمح لأطباء بلا حدود افتتاح برامج ملاريا في ولاية راخين ومنذ أواخر التسعينيات كانت المنظمة تقدم العلاج بالمضادات القهقرية لمرضى الإيدز في عدة مناطق من ميانمار وبينا ولاية راخين. في عام 2008 قدمت أطباء بلا حدود نحو 80 في المئة من إجمالي علاجات المضادات القهقرية المتوفرة مجاناً في البلد.

حمل التقرير الآن من خلال هذا المسار (صدر باللغة الإنجليزية).