تحذر منظمة أطباء بلا حدود من أن نقص التمويل المستدام والمخطط للاستجابة الإنسانية في المخيمات يعرض اللاجئين لمزيد من المعاناة والمخاطر الصحية، وتدعو المانحين إلى مراجعة سياسات التمويل الخاصة بهم على وجه السرعة.
جنيف / أدري، 16 سبتمبر/أيلول 2024 – مع استمرار الحرب الأهلية في السودان في وتسببها في إخراج الناس من البلاد، لا تزال الاحتياجات الإنسانية، من عدم توفر ما يكفي من الغذاء، حرجة في مخيمات اللاجئين في شرق تشاد، التي استقبلت أكثر من نصف مليون لاجئ منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023.
في مخيم أبوتنجي يواجه ما يقرب من 44,500 لاجئ سوداني - غالبيتهم من النساء والأطفال - تخفيضات حادة في الحصص الغذائية وظروف معيشية سيئة بسبب عدم توفر المأوى المناسب.

ومنذ فبراير/شباط، انخفضت الحصص الغذائية بشكل تدريجي. وأدت حالة عدم اليقين بشأن التمويل إلى انقطاع الإمدادات وتأخيرها بشكل كبير.
وتقول دانييل بورخيس، منسقة الطوارئ في أطباء بلا حدود في شرق تشاد: "نحن نولي اهتماماً ومتابعة لهذا النقص المتكرر في توزيع الغذاء. وسيكون الأمر كارثياً إذا ما تسببت الفجوات في هذه الاستجابة الإنسانية بخلق أزمة غذائية إضافية في هذه المخيمات".
إن العزلة الجغرافية لمخيم أبوتنجي، الواقع في منطقة نائية مع فرص محدودة جداً لكسب العيش، تجعل اللاجئين أكثر اعتماداً على هذه المساعدات الغذائية غير الكافية.
وبدون دعم غذائي أو مالي كافٍ، يتعين على النساء المشي في أعماق الغابات المحيطة لجمع الحطب، وهي واحدة من الطرق القليلة المتاحة لكسب المال. ومع ذلك، فإن هذا ينطوي على مخاطر جسيمة.

وتباع حزمة من الفروع الجافة بما يعادل 1 إلى 3 يورو في الأسواق غير الرسمية التي انتشرت في أنحاء المخيم. ويعني نقص الموارد والغذاء أن اللاجئين ليس لديهم خيار سوى الاستمرار في جمع الحطب من أجل العيش.
ويقول أتسوهيكو أوتشياي، منسق مشروع أطباء بلا حدود: "من بين سبل كسب العيش القليلة المتاحة للنساء في مخيم أبوتنجي جمع الحطب في الغابات المحيطة وبيعه مقابل بعض المال بسبب نقص الإمدادات الغذائية الكافية والدعم المالي. ويعرّض هذا النشاط النساء لخطر العنف، لكنه أصبح أمراً حيوياً بالنسبة لهن لدرجة أنه ليس لديهن خيار آخر. ولسوء الحظ، تستمر قصص النساء اللواتي يتعرضن للتهجم في الغابة".
وجبة واحدة في اليوم
يمكن أن يؤدي تقليل حصص الطعام إلى ارتفاع سوء التغذية، لا سيما بين الأطفال. وتحذر بورخيس: "في مخيم أبوتنجي، تعالج منظمة أطباء بلا حدود مئات الأطفال كل شهر من سوء التغذية الحاد المعتدل والشديد. نحن قلقون من أن هذا الوضع قد يزداد سوءاً إذا استمر نقص الغذاء".
في ميتشي، على بعد ساعتين من أدري، الوضع مقلق كذلك. يعيش العديد من اللاجئين الآن على وجبة واحدة فقط في اليوم. وفي حين تم توزيع مواد غذائية في الأشهر الأخيرة في كل من ميتشي ومخيمي ألاشا وأركوم القريبين، يتلقى اللاجئون عدداً منخفضاً من السعرات الحرارية لكل حصة.
مركز التغذية العلاجية للمرضى الداخليين في مستشفى أطباء بلا حدود في ميتشي هو أكثر الأجنحة ازدحاماً، مع زيادة من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب في عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد مع مضاعفات، والقادمين من مخيمي ألاشا وأركوم: واجه 11 طفلاً في ميتشي انتكاسات بعد خروجهم من المستشفى في الفترة ما بين أوائل أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول.
وهناك حاجة ملحة لزيادة الدعم الغذائي والحلول اللوجستية لمنع المزيد من التدهور.
وتتفاقم محنة اللاجئين بسبب الافتقار إلى التمويل المستدام والمخطط للاستجابة الإنسانية. وتقول بورخيس: "الشعور السائد هو أن هذه الأزمة يتم إهمالها من قبل المانحين الرئيسيين. وبدون دعم فوري وكبير، فإننا نخاطر برؤية كارثة إنسانية أكبر تتكشف في هذه المنطقة".
وتقول جيميا: "نحن ممتنون للمساعدة التي تلقيناها من المنظمات غير الحكومية، لكننا بحاجة إلى ما يكفي من الغذاء والمأوى المناسب وفرص العمل للعيش بكرامة، كما اعتدنا".
منذ أكثر من عام، تقدم منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الطبية الأساسية والمياه ودعم الصرف الصحي للاجئين في مخيم أبوتنجي، بما في ذلك علاج سوء التغذية وتوزيع الإمدادات الأساسية مثل الصابون والناموسيات والصفائح. وعلى الرغم من نقلهم إلى هذا المخيم قبل 14 شهراً، لا يزال حوالي 14,000 لاجئ يفتقرون إلى المأوى المناسب ولا يزالون يعيشون في مساكن مؤقتة في ظل ظروف قاسية للغاية.