جنوب السودان - كسر قبضة الملاريا: حملة وقائية في مقاطعة تويك

Malaria Prevention Campaign in Twic County
تمرير
6 أكتوبر 2023
آخر
الدول ذات الصلة
جنوب السودان
شارك
طباعة:

الملاريا مرض متوطن في جميع أنحاء جنوب السودان وجميع السكان عرضة لخطر الإصابة به. تشهد البلاد انتقال المرض على مدار العام مع وصول الذروة نهاية موسم الأمطار الذي عادة يكون بين يوليو/تموز إلى نوفمبر/تشرين الثاني. وترتفع نسبة انتقال المرض في المناطق الجنوبية من البلاد مقارنة بالمناطق الشمالية، حيث يمثل المرض أكثر من 60 في المئة من جميع زيارات المرافق الصحية، كما أنّه السبب الرئيسي للمرض والوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة.

منذ يونيو/حزيران من هذا العام، شرع فريق أطباء بلا حدود في جنوب السودان في تنفيذ نشاط مهم في مقاطعة تويك في ولاية واراب، والمتمثل بحملة صرف الأدوية المضادة للملاريا على نطاق واسع بهدف منع انتشار المرض والوفيات الناجمة عنه. شهدت هذه الحملة المكونة من ثلاث جولات عمل منظمة أطباء بلا حدود بالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة والمجتمعات المحلية بهدف الوصول إلى أكثر من 14 ألف شخص منتشرين في ستة مخيمات للنازحين.

 

في هذه المقابلة التي تحمل عنوان "5 أسئلة"، يوضح منسق مشروع تويك التابع لمنظمة أطباء بلا حدود، محمد أحمد، تفاصيل الحملة ومدى انتشارها والتغذية الراجعة من المجتمع.

  1. هل يمكنك تقديم المزيد من التفاصيل حول حملة صرف الأدوية المضادة للملاريا على نطاق واسع، بما في ذلك أهدافها والمواقع التي تغطيها والسكان المستهدفين؟

صرف الأدوية المضادة للملاريا على نطاق واسع هي حملة مصمّمة لتوفير أدوية مكافحة الملاريا للسكان الأشد حاجة في مقاطعة تويك. وتتضمن الحملة إعطاء جرعتَيْن إلى أربع جرعات من الأدوية المضادة للملاريا على فترات مختلفة طوال موسم انتقال عدوى الملاريا.

يكمن الهدف الأساسي في تقليل عبء مرض الملاريا عن طريق تعطيل دورة انتقال العدوى وإدارة ارتفاع الحالات من يونيو/حزيران إلى ديسمبر/كانون الأوّل - وهي الفترة التي تبلغ فيها عدوى الملاريا والوفيات المرتبطة بها ذروتها عادةً في مقاطعة تويك.

وتركّز الحملة بشكل أساسي على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أشهر و15 عامًا والذين يعيشون في ستة مخيمات للنازحين، حيث أنها الأكثر عرضة لتزايد حالات الإصابة بالملاريا.

وبما أنّ صرف الدواء على نطاق واسع يعتبر نهجًا جديدًا في جنوب السودان، فقد تعاونت أطباء بلا حدود بشكل وثيق مع وزارة الصحة على المستوى الوطني ومستوى الولايات للحصول على التصاريح اللازمة. ووُقِّعت مذكرة تفاهم بين الطرفَيْن لتوجيه هذا الجهد المشترك. وعلى مستوى الولايات والمقاطعات، توفّر وزارة الصحة متطوعين وطاقم عمل، بما في ذلك فريق التعبئة، بينما توفر أطباء بلا حدود الموارد والخبرة الفنية. تتلقى جميع الفرق تدريبًا على يد طاقم أطباء بلا حدود قبل بدء الحملة.

كانت التغذية الراجعة من المجتمعات داخل مخيمات النازحين إيجابية للغاية. بالواقع، خلال الجولات الثلاث للحملة، قامت الفرق بتسجيل ومعالجة عدد أكبر من الأفراد ممّا كان مستهدفًا في البداية، ممّا يشير إلى قبول المجتمع القوي.

 

  1. اختتمت الجولة الأخيرة في سبتمبر/أيلول. كيف قامت فرق أطباء بلا حدود بتنسيق وإدارة التوعية عبر مخيمات النازحين الستة من الناحية اللوجستية؟

تهدف حملة صرف الدواء على نطاق واسع إلى خدمة أكثر من 14 ألف مستفيد في ستة مخيمات للنازحين. وشملت الاستراتيجية ما يلي:

  • تجميع وتعبئة فريق متعدد التخصصات يتألّف من طاقم طبي مساعد، ومسؤولي التوعية الصحية، ومشرفين، وموظفي الخدمات اللوجستية.
  • تدريب هذه الفرق على الإستراتيجية الشاملة والفروق الفنية الدقيقة لحملة صرف الدواء على نطاق واسع.
  • صياغة مخطط زمني تفصيلي وخطة لدورات الحملة.

امتدت كلّ جولة من جولات حملة صرف الدواء على نطاق واسع على مدى عشرة أيام، وشملت إعداد الموقع، والتخطيط، والتدريب، ورسم خرائط المجتمع، والتسجيل، وصرف الدواء.

وعُقدت في نهاية كلّ يوم جلسات استخلاص المعلومات لمناقشة التحديات ووضع الاستراتيجيات لليوم التالي.

 

  1. ما هي آليات المتابعة المتوفرة لتقييم أثر صرف الدواء على نطاق واسع وفعاليته في الحدّ من معدلات الإصابة بمرض الملاريا والوفيات الناجمة عنه؟

ثبت أنّ رسم خرائط المجتمع والتسجيل أمر حيوي لنجاح الحملة. أتاحت هذه العملية لفريق التوعية الصحية التابع لمنظمة أطباء بلا حدود إيصال الفروق الدقيقة في الاستراتيجية إلى قادة المجتمع والمستفيدين المستهدفين.

حصلت كلّ أسرة على رقم تسجيل فريد، ممّا يسهل المتابعة والمراقبة المباشرة لتناول الدواء وتسجيل أيّ آثار جانبية محتملة من صرف الدواء.

تمّت جدولة مسح ما بعد الحملة وتقييم التأثير في مقاطعة تويك لتقويم تأثير الحملة. واللافت أنّ حالات الاستشفاء والوفيات بسبب الملاريا شهدت انخفاضًا ملحوظًا في مستشفى ماعين أبون، خاصة بين المجموعة التي تستهدفها حملة صرف الدواء على نطاق واسع، مقارنة بأرقام عام 2022.

 

  1. عند الحديث عن قادة المجتمع، ما نوع التغذية الراجعة أو الاحتياجات التي جُمعت من المجتمعات؟\

كانت التغذية الراجعة من المجتمع إيجابية للغاية. وقد أبلغ النازحون عن انخفاض في حالات الإصابة بالملاريا بين الأطفال الذين تلقوا الأدوية. يهدف تقييم ما بعد الحملة إلى جمع تغذية راجعة أكثر تفصيلاً من المجموعات المستهدفة، ومن المتوقع أنّ توفر النتائج إجابة شاملة على هذا السؤال.

 

  1. وأخيرًا، كيف قامت أطباء بلا حدود بوضع استراتيجية لجهودها في مجال التوعية الصحية لرفع مستوى الوعي حول هذه المبادرة في مخيمات النازحين داخليًا لضمان المشاركة على نطاق واسع؟

تضمنت استراتيجية التوعية الصحية ما يلي:

  • عقد اجتماعات مع قادة المجتمع والسلطات المحلية وممثلي الشباب والنساء من خلال التنسيق مع لجنة الإغاثة وإعادة التأهيل – وهي هيئة حكومية تعمل كجسر بين المجتمعات والمنظمات غير الحكومية.
  • جلسات التوعية المجتمعية ورسم الخرائط والتسجيل: أجرى العاملون في مجال الرعاية الصحية في بوما، تحت إشراف مثقفي صحة المجتمع التابعين لوزارة الصحة ولمنظمة أطباء بلا حدود، زيارات منزلية في مخيمات النازحين الستة، لتحديد المستفيدين المستهدفين وتسجيلهم وتزويدهم ببطاقات الوصول.
  • في أيام صرف الدواء، شارك فريق التوعية الصحية في الحملات التوعية المنزلية، وتعقّب الأطفال المفقودين، وحدّد الأطفال الذين يعانون من ردود فعل سلبية، وأبلغ عن هذه الحوادث من أجل الإدارة السليمة.

 

في ولاية واراب التي تعاني من نقص حاد في الغذاء والماء وخدمات الرعاية الصحية وظاهرة تفشي الأمراض المتكررة، تواجه الأسر النازحة وضعًا مزريًا جدًا ويزداد سوءًا يومًا بعد يوم خاصة بعد الفيضانات التي اجتاحت الجانب الغربي من المقاطعة.

منذ مارس/آذار 2022، نقدّم المساعدات الإنسانية والطبية للنازحين في مقاطعة تويك. في الماضي، قامت فرقنا بتوزيع مواد الإغاثة الأساسية مثل الغذاء والمأوى وحملة التطعيمات الوقائية والتفاعلية ضد الحصبة وغيرها. وقمنا ببناء المراحيض ونقاط توزيع المياه في ستة من المخيمات المؤقتة السبعة.