النزاع في أعالي النيل يعيق إيصال المساعدات الإنسانية لآلاف الناس المنكوبين أساساً جراء الفيضانات

South Sudan Upper Nile
تمرير
25 أكتوبر 2022
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
جنوب السودان
شارك
طباعة:

أدى النزاع العنيف الدائر بين الفصائل المسلحة في ولاية أعالي النيل ومنطقة فنجاك الكبرى في شمال جنوب السودان إلى مقتل وإصابة المئات من الناس إصابات خطرة، وقادت إلى نزوح عشرات الآلاف من بيوتهم خلال الشهرين الماضيين. كما زاد الطينَ بلّة الفيضاناتُ الكارثية التي ضربت المنطقة والعقبات التي تعرض عمل المنظمات الإنسانية لإيصال المساعدات الأساسية التي من شأنها إنقاذ حياة الناس.

لذا تدعو منظمة أطباء بلا حدود الدولية الإنسانية الطبية جميع المجموعات المسلحة المتورطة في الاشتباكات إلى الوقف الفوري لاستهداف المدنيين وضمان عمل المنظمات الإنسانية لإيصال المساعدات إلى المدنيين الذين هم في حاجة ماسة إليها. فقد بدأت الاشتباكات الأولية في مقاطعتي بانيكانج وفنجاك في يوليو/تموز وما لبثت أن تصاعدت وتحولت إلى نزاعٍ عنيف في أواسط أغسطس/آب.

كما استهدفت مجموعاتٌ مسلحة في سبتمبر/أيلول مخيماً عشوائياً للنازحين في أديديانج معظم الملتجئين إليه نساءٌ وأطفالٌ صغار. وقد قتل العديد من الناس في الهجوم كما غرق غيرهم الكثير في مياه الفيضانات وهم يحاولون الفرار. وأدت الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت في منطقة دييل ومقاطعة فشودة إلى نزوح آلاف أخرى من الناس. وقد قال بعض النازحين بأنهم قضوا مدةً تصل إلى أسبوع وهم يسيرون على أقدامهم في المستنقعات -حاملين في معظم الأحيان كبار السن والأطفال الصغار في أطوافٍ مصنوعة يدوياً من الصفائح البلاستيكية- للوصول إلى مخيمات النازحين العديدة.

South Sudan Upper Nile

 

وفي هذا الصدد قال بيتر الذي هرب من هجومٍ طال قريته قبل أيام: "يتعرض الناس للقتل بأكثر الأساليب فظاعةً. لكن لماذا يقتلون الناس هكذا؟ فنحن مدنيون. ولا يمكننا العودة لأننا لا نعلم ما إذا كانوا سيرجعون مرة أخرى لينالوا منا. لقد خسرنا كل شيء في لحظة".

يشار إلى أن مناطق حماية المدنيين في ملكال يتعرض لضغوط هائلة في ظلّ وصول أعدادٍ جديدة من الناس، علماً أن أكثر من 18,000 شخص قد التجأ إلى هذا المخيم الذي كان يقطنه أساساً 34,000 نازحٍ، الأمر الذي يضع خدماته على المحك. وشهد المستشفى الذي تديره أطباء بلا حدود زيادةً حادةً في استشارات غرفة الطوارئ، بما في ذلك استشارات ضحايا العنف.

كذلك فقد فرّ 25,000 آخرين جنوباً إلى فنجاك القديمة، حيث استقبل مستشفى أطباء بلا حدود العامل هناك 71 جريحاً حتى الآن، علماً أن بعضهم يصل مصاباً بالتهابات وقد قضى ما يصل إلى أسبوع كي يصل إلى المستشفى نتيجةً للفيضانات وغياب الأمن. لكن تضطر الطواقم إلى إرسال حالات الطوارئ الطبية إلى ملكال، حيث يمكن إجراء العمليات الجراحية على المرضى، علماً أن تحقيق هذا الأمر في موسم الأمطار يستدعي نقل المرضى على طول نهر النيل الأبيض -حيث تمنع الفيضانات الطائرات من الهبوط في فنجاك القديمة- بيد أن تردي الأوضاع الأمنية على طول نهر النيل في الوقت الراهن يجعل من هذا مستحيلاً.

وفي هذا السياق قالت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في جنوب السودان ألين سيرين: "كانت آخر مرة استطعنا فيها التحرك على نهر النيل الأبيض في أواخر أغسطس/آب. وهذا يؤثر في قدرتنا حتى على مواصلة خدماتنا المعتادة في مستشفانا الواقع في فنجاك القديمة، حيث أن نقل الإمدادات الطبية والوقود والغذاء يتم أيضاً باستخدام براميل على طول النهر. لذا لم يتضح لنا موعد استئناف أعمال النقل في ظل غياب أية ضمانات تكفل المرور الآمن لهذه الإمدادات".

يشار إلى أن الفيضانات قد غمرت كامل المناطق الواقعة في شمال جونقلي وبانيكانج. وبما أن المدنيين يغادرون بيوتهم بحثاً عن الآمن، فإن ما تبقى من أراضٍ جافة صغيرة يكتظ بالناس، مما يؤدي إلى تردي الأوضاع وازدياد خطورتها. إذ يعاني أناسٌ كثيرون من الملاريا والتهابات الطرق التنفسية العليا وأمراض الإسهال التي تستشري بوجود مياه الفيضانات وغياب المأوى الكافي والمناسب للنازحين. وهنا تدعو منظمة أطباء بلا حدود جميع المجموعات المتناحرة إلى تقديم ضمانات تكفل سلامة عمل المنظمات الإنسانية لتأمين الخدمات الطبية وتوزيع المساعدات للحيلولة دون وفاة المدنيين الأبرياء ومعاناتهم.