تمرير

جنوب السودان: تفاقم الفيضانات في الكثير من المناطق وازدياد المخاطر الصحية

25 أكتوبر 2020
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
جنوب السودان
شارك
طباعة:

تؤثر الفيضانات الشديدة في مساحة واسعة من جنوب السودان بنحو 800,000 شخص، حيث غمرت البيوت وتركت الناس بدون ما يكفي من طعام وماء ومأوى. ومنذ يوليو/تموز أتت الفيضانات على الكثير من المناطق مع استمرار معدلات مياه النهر بالارتفاع ما يفاقم من حدة الأزمة.

وتستجيب منظمة أطباء بلا حدود من خلال تقديم الرعاية الطبية في المناطق المتضررة بالفيضانات في ولايات بيبور الكبرى وجونقلي والنيل الأعلى والوحدة. وتتزايد احتياجات الرعاية الطبية مع ارتفاع حاد في إصابات الملاريا ومخاوف من تفشي أمراض أخرى.

ويقول إبراهيم محمد، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في جنوب السودان: "تأتي فيضانات هذا العام متزامنة مع عدة أزمات طارئة منها جائحة كوفيد-19 وتصاعد العنف والمعارك وأزمة اقتصادية متنامية ومعدلات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي". ويضيف: "نستعد الآن لزيادة في الأمراض في جميع المناطق المتضررة بالفيضان، كأمراض الإسهال والملاريا، نظراً للمخاطر العالية الناجمة عن النزوح واكتظاظ أماكن المعيشة وسوء ظروف النظافة ونقص المراحيض الصالحة للاستخدام".

في بيبور الكبرى، وهي إحدى أكثر المناطق تضرراً في جنوب السودان، تدير أطباء بلا حدود عيادات متنقلة في خمس قرى، وعيادة طوارئ في بلدة بيبور. وقد عالجت أطباء بلا حدود في الشهرين الأخيرين أكثر من 13,000 مريض في بيبور ومحيطها، ومن ضمنهم أكثر من 5,000 طفل دون الخامسة. كما عالجت المنظمة نصف هؤلاء المرضى تقريباً من الملاريا وأكثر من 160 طفلاً من الحصبة.

يزداد سوء التغذية بسرعة في منطقة بيبور، وتتحضر عيادات أطباء بلا حدود المتنقلة لتقديم المزيد من العلاج الغذائي للأطفال الصغار، إلى جانب مركز التغذية العلاجية الداخلي الذي تديره المنظمة في بلدة بيبور. وتوزع أطباء بلا حدود 60,000 ألف لتر من مياه الشرب يومياً في بيبور إذ أن الآبار تلوثت بفعل مياه الفيضان. ومع استمرار ارتفاع معدلات المياه، تخشى أطباء بلا حدود من أن لا تعود عيادتها في بيبور قادرة على العمل وتبحث عن مواقع بديلة على أرض أعلى خارج البلدة.

وفي فانجاك القديمة، وهي بلدة تضم نحو 30,000 نسمة في منطقة الأراضي الرطبة بولاية جونقلي، بدأت الفيضانات في يوليو/تموز وتستمر معدلات المياه في الارتفاع.

وتقول دوروثي إيسونون، منسقة مشروع أطباء بلا حدود في فانجاك القديمة: "تتضرر منازل عديدة بشكل يومي. وينصبُّ تركيز الناس في فانجاك القديمة على غَرْف الماء من داخل بيوتهم ومحيطها وبناء سواتر من الطين".

msf337920_medium.jpg

وقد وصل 3,000 شخص آخرون إلى فانجاك القديمة في أواخر سبتمبر بعد أن أغرقت الأمطار الغزيرة بيوتهم في القرى المجاورة. وقدمت فرق المنظمة الطبية في مستشفى فانجاك القديمة الرعاية لنحو 70 نازح لمشاكل من قبيل التهابات المجرى التنفسي والإسهال المائي الحاد. كما أن معظم مراحيض البلدة قد فاضت ما يزيد مخاطر الأمراض المنقولة بالماء.

وفي مستشفى أطباء بلا حدود في لانكين بولاية جونقلي، تناقص عدد المرضى القادمين لعيادات أطباء بلا حدود منذ أن جعلت مياه الفيضان التنقل من المناطق المجاورة شبه مستحيل. كما أن مهبط الطائرات المحلي فاض هو الآخر، ما صعَّب إمكانية توصيل المواد الطبية أو إحالة المرضى إلى مرافق طبية أخرى عند الحاجة.

في بعض الأحيان يصف لنا المرضى الذين يصلون إلى مرافق أطباء بلا حدود الرحلة المروعة التي قطعوها. فعندما مرض يويل ذو الثلاثة عشر عاماً، اضطر والده ستيفان مانيانغ شان، وهو أرمل وأب لخمسة أطفال، أن يحمله إلى عيادة أطباء بلا حدود في لير بولاية الوحدة، قاطعاً به مياهاً تصل إلى الصدر واستغرقهم الطريق ساعتين.

وقال: "لا يوجد طريق إلى المستشفى سوى الماء".

عندما فاضت المياه في موقعين متنقلين لأطباء بلا حدود وباتت على وشك إغراق مركز الرعاية الصحية الأولية في لير بولاية الوحدة، خلَّصت طواقم المنظمة المواد الطبية ووجدت مواقع بديلة لتواصل منها تقديم الخدمات.

في ولاية النيل الأعلى أنشأت أطباء بلا حدود عيادة طوارئ تخدم بلدتي كنال وخور فلوس واللتان لا يمكن الوصول إليهما سوى بالقوارب من مدينة ملكال. وقد عالج فريق من أطباء بلا حدود المرضى من الملاريا والإسهال وأجرى فحصاً سريعاً للوضع الغذائي وقدم الدعم النفسي الاجتماعي ووزع المواد المنزلية الأساسية على 545 منزلاً.

وفي المناطق التي لم يعد ممكناً فيها المشي بسبب المياه يستخدم الناس أطوافاً مرتجلة مصنوعة من صفائح بلاستيكية أو خزانات مياه بلاستيكية كبيرة أعيد تكوينها على شكل زوارق صغيرة، مع مجرفة تستخدم كمجداف. والذين يبقون لحماية منازلهم يستخدمون أكياس الرمل أو جدران الطين سعياً لمنع دخول الماء.

وقالت تبيسا ويليون، 39 عاماً، من بلدة كنال بولاية النيل الأعلى: "ارتفعت المياه بسرعة مفاجئة. وغادرنا دون تفكير كي ننجو بأنفسنا. وجدنا مأوى في مدرسة لكنها كانت مدمرة هي الأخرى. ذهبنا إلى بيت جارنا، ثم أخذنا زورقاً لنعود إلى منزلنا محاولين إنقاذ بعض متاعنا، لكننا لم نجد سوى بعض الأطباق. لقد فقدت دجاجاتيظن وعنزاتي العشر. وليس لدي مكان أعيش فيه".

ومع استمرار تأثير الفيضانات في السكان في أنحاء جنوب السودان، تقوم أطباء بلا حدود بسلسلة من عمليات التقييم الجوية والأرضية في ولايات جونقلي والنيل الأعلى والوحدة للوقوف على المناطق والمجتمعات الأكثر تضرراً.