تمرير

السودان: أربعة أشياء تحتاج لمعرفتها عن لاجئي جنوب السودان

4 فبراير 2020
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
السودان
شارك
طباعة:

افتتحت منظمة أطباء بلا حدود مستشفى جديداً بسعة 85 سريراً في ولاية النيل الأبيض في السودان، في ديسمبر / كانون الأول 2019، الأمر الذي رفع مستوى الخدمات الحاليةا بغية تعزيز جودة الرعاية الصحية المقدمة إلى لاجئي جنوب السودان وللمجتمع المحلي. ويقدّم المستشفى، الذي يقع في مخيم الكشافة للاجئين، خدمات الرعاية الصحية الأساسية والمتخصصة للمرضى الذين يعانون من حالات معقدة، بما في ذلك الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والأشخاص الذين يعانون من الأمراض المعدية المزمنة، مثل فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة والسل.

1. يواصل السودان استضافة أعداد كبيرة من السودانيين الجنوبيين

يعيش ما يقرب من 2.2 مليون سوداني جنوبي ممن تم تشريدهم قسرًا، في بلدان مجاورة في الوقت الحالي هرباً من الحرب الأهلية. واليوم يعد السودان موطنًا لأكثر من 861,000 لاجئ من جنوب السودان، ليحتل المرتبة الثانية بعد أوغندا في استضافة اللاجئين، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وفقًا لـ جوليا أودوك، 24 عاماً، وهي لاجئة من منطقة ملكال في جنوب السودان: " جئت إلى ولاية النيل الأبيض، في عام 2017، بصحبة 18 من أفراد عائلتي بسبب الحرب. وقد استغرقنا شهرًا للوصول إلى السودان سيرًا على الأقدام. لقد كان الأمر صعبًا وتوفي بعض أطفالنا الصغار في الطريق لأنه لم يكن هناك ما يكفي من الطعام والماء ونتيجة للتعرض لأشعة الشمس أيضًا."

يستذكر لينو إرنست، وهو طبيب عمل مع منظمة أطباء بلا حدود في السودان لمدة ثلاث سنوات، ما حدث معه قائلَا: "بعد الأزمة التي حدثت في جنوب السودان، وجدت نفسي كلاجئ مع أسرتي. لقد تم تدمير كل شيء في منطقتي [أعالي النيل]. فقدنا كل شيء، بما في ذلك منزلنا. وصلنا إلى هنا بأرواحنا فقط وقد رحّب بنا المجتمع المحلي."

تضم العاصمة الخرطوم أكبر نسبة من اللاجئين السودانيين الجنوبيين في السودان، كما أن معظم الولايات السودانية الواقعة على حدود جنوب السودان بها أعداد كبيرة. وتستضيف ولاية النيل الأبيض 248 ألف لاجئ، منهم 162 ألف يعيشون في مخيمات مثل مخيم الكشافة.

وعلى الرغم من عملية السلام الجارية في جنوب السودان، لم يكن هناك انخفاض ملحوظ في عدد اللاجئين في ولاية النيل الأبيض. ويقول الكثيرون أنهم يأملون في العودة إلى ديارهم ولحياتهم الطبيعية، لكنهم يفضلون البقاء في السودان حتى يهدأ الوضع.

2. ثمة احتياجات إنسانية كبيرة في المخيمات

لا تزال الاحتياجات الصحية والإنسانية في مخيمات اللاجئين وعليه فإنه من المهم للغاية مواصلة تقديم المساعدات للاجئين وللمجتمعات المحلية المستضيفة. وتتمثل بعض التحديات الرئيسية في المخيمات في توافر مياه الشرب، ونقص فرص العمل لقاء أجر، والقيود على الحركة، وعدم كفاية الغذاء.

تلعب فرق التوعية الصحية دورًا كبيرًا في المجتمع. ووفقًا لـ بطرس كواثي، أحد المشرفين على التوعية الصحية: "نذهب ونبحث عن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في المخيمات ونعمل على توجيه الأسر إلى المستشفى. كما أننا نعمل على زيادة الوعي بأمراض مثل الكوليرا والسل ومرض الإيدز والملاريا. وتزور الفرق الأماكن المزدحمة مثل الكنائس والمساجد والمدارس ومراكز توزيع المياه، كما تذهب أيضًا إلى المنزال واحدًا تلو الآخر.

تقول جوليا: "الحياة صعبة. ليس لدينا شيء لا بيت ولا مال ولا وظيفة. الشيء الوحيد الذي يمكنك فعله هو الجلوس والانتظار. نحصل على العدس والذرة كل شهر، ولكن لا شيء آخر. لا يمكننا تناول العدس كل يوم. هذا يجعل مناعة الأطفال هشّة."

3. معظم الأمراض مرتبطة بسوء الأحوال المعيشة

يأتي المرضى إلى مستشفى منظمة أطباء بلا حدود من الكشافة وثمانية مخيمات أخرى قريبة، وكذلك من البلدات المجاورة. تنجم معظم الحالات الطبية التي تتعامل معها فرق أطباء بلا حدود في ولاية النيل الأبيض عن طبيعة الأحوال المعيشية التي تتسم بالفقر والاكتظاظ، مثل سوء التغذية والإسهال والتهابات الجهاز التنفسي (بما في ذلك السل) والملاريا والأمراض الجلدية.

أجرت منظمة أطباء بلا حدود ما يقرب من 120 ألف استشارة في مخيم الكشافة – أي ما يقرب من 10 آلاف استشارة شهريًا – واستقبلت أكثر من 5 آلاف مريض في عام 2019. وقد كان ثلاثة وستون في المائة من المرضى الذين تم الكشف عليهم هم لاجئون.

كما ساعدت منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 670 امرأة على الولادة، أي طفلين كل يوم تقريبًا. وقمنا بتسجيل 196 مريضًا جديدًا في برنامج مكافحة السل الخاص بنا و94 مريضًا في برنامج فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة الخاص بنا.

لقد تركت التجارب التي عانوا منها خلال النزاع، بالإضافة إلى الأحداث العنيفة التي شهدوها وعانوا منها، وكذلك تحديات العيش كلاجئين وعدم التيقن بشأن مستقبلهم، الكثير من اللاجئين في مشاكل نفسية.

ويوضح مستشار الصحة النفسية في منظمة أطباء بلا حدود، الفاتح الصادق، "نحن نقدم خدمات الدعم الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص حتى يشعروا بالأمان، ويتمكنوا من العودة إلى حياتهم الطبيعية وإعادة الاندماج في المجتمع".

4. حالات زيادة متكررة في سوء التغذية

يؤدي عدم كفاية إمكانية الوصول إلى الغذاء، إلى جانب سوء الأحوال المعيشية وعوامل أخرى، إلى حالات زيادة موسمية في سوء التغذية. تقول المشرفة على التغذية، زكينة آدم، "تزداد حالات سوء التغذية التي يتم إدخالها إلى المستشفى في الفترة ما بين يونيو / حزيران إلى سبتمبر / أيلول. هذه الفترة كما تسمى "فجوة الجوع"، وهي موسم الأمطار الذي لا يوجد فيه شيء ليتم حصاده".

يضم مستشفى أطباء بلا حدود في مخيم الكشافة المركز الوحيد لتحقيق الاستقرار لحالات سوء التغذية في المنطقة. وفي عام 2019، تم علاج ما يقرب من 1000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد دون سن الخامسة هناك.

تضيف زكينة، "يعاني بعض الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية من مشاكل طبية أخرى، مثل الإسهال المزمن أو الالتهاب الرئوي أو الأمراض الجلدية. الأمر الذي يجعل حالتهم أسوأ. يأتي البعض مصابًا بتورم كامل في الجسم [الوذمة الرئوية]، والذي يمكن أن يؤدي إلى تعفن الدم".

وأضافت أنه في بعض الأحيان يتم إدخال الأطفال دون سن ستة أشهر لأن أمهاتهم لا يرضعنهم بشكل صحيح. ونقوم بتنظيم جلسات لتعليمهن ذلك، لأن ذلك مهم جداً للأطفال. فمهمتي هي محاولة جعل الناس يفهمون ما يحتاجه الأطفال. عندما لا أستطيع فعل أي شيء للطفل [ليبقى على قيد الحياة]، أشعر بالحزن الشديد."

تعمل منظمة أطباء بلا حدود في ولاية النيل الأبيض منذ عام 2014، بعد التدفق الكبير للاجئين السودانيين الجنوبيين نتيجة الحرب الأهلية. ومنذ ذلك الحين، نفذت منظمة أطباء بلا حدود أنشطة شملت حملات تطعيم، استجابات طوارئ، وإدارة مرافق صحية.

تشمل الخدمات في مخيم الكشافة أيضًا نقل الدم، وغرفة الطوارئ، ورعاية الأم والطفل وحديثي الولادة، والصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك رعاية ضحايا العنف الجنسي. ويتم نقل المرضى الذين يعانون من إصابات بالغة والنساء الحوامل اللواتي يحتجن إلى عملية قيصرية من مخيم الكشافة إلى المستشفيات الموجودة في كل من كوستي والجبالين.

تعمل أطباء بلا حدود في السودان منذ عام 1978. وخلال السنوات القليلة الماضية، ركزت عملياتنا على ست ولايات: القضارف وجنوب كردفان وشرق دارفور وشمال دارفور والنيل الأبيض والخرطوم، مع قيام فرق الطوارئ بتنفيذ التدخلات في مناطق أخرى حسب الحاجة. وتدير منظمة أطباء بلا حدود المرافق الصحية التي تقدم فيها رعاية طبية مجانية وذات نوعية جيدة للاجئين والنازحين والمجتمعات المضيفة.