السودان: أطباء بلا حدود تعبّر عن بالغ غضبها وقلقها من الهجمات المتكررة على المستشفيات في الفاشر والحصار المفروض على الأدوية والأغذية التي تشتد الحاجة إليها

 Bullet hole caused by shooting in the operating room of the Zalingei teaching hospital, Central Darfur state, Sudan.
تمرير
3 أغسطس 2024
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
السودان
شارك
طباعة:

نيروبي، الخميس 1 أغسطس/آب - حذّرت أطباء بلا حدود من أن الهجمات المتكررة على مرافق الرعاية الصحية في الفاشر بشمال دارفور في السودان تتسبب بزيادة عدد القتلى في المدينة الذي كان مرتفعًا أساسًا، في حين أن استمرار منع وصول شاحنات الإمدادات الطبية التي تشتد الحاجة إليها يعرض المزيد من الأرواح للخطر. تدعو المنظمة جميع الأطراف إلى احترام مرافق الرعاية الصحية والسكان المدنيين والسماح بإيصال الغذاء والأدوية بشكل عاجل إلى المنطقة.

في 29 يوليو/تموز، وقع هجوم على المستشفى السعودي في الفاشر الذي تدعمه أطباء بلا حدود، والذي كان الهجوم العاشر على مستشفى في المدينة منذ تصعيد القتال قبل أكثر من 80 يومًا في العاشر من مايو/أيار. وقُتل ثلاثة مقدمي رعاية في الهجوم وأصيب 25 شخصًا بجراح، من بينهم نازحون التجأوا إلى مسجد قريب قُصف أيضًا. هذا وقد وقع القصف بينما كانت الفاشر تتعرض لهجوم من قبل قوات الدعم السريع.

ومنذ اشتداد القتال قبل قرابة 12 أسبوعًا، عولج أكثر من 2,170 جريحًا في المستشفيات التي تدعمها أطباء بلا حدود في الفاشر، وتوفي أكثر من 300 شخص متأثرين بجراحهم. ومع استمرار تدفق المزيد والمزيد من الجرحى إلى المستشفى السعودي واستمرار احتجاز قوات الدعم السريع لشاحنات أطباء بلا حدود في بلدة كبكابية، فالإمدادات الطبية تنفد سريعًا، مما يزيد من الخطر الذي تتعرض له الأنشطة المنقذة للحياة.

وقال ستيفان دويون، رئيس الاستجابة لحالات الطوارئ مع أطباء بلا حدود في السودان، "لا نعرف ما إذا كانت المستشفيات تُستهدف بشكل متعمّد، لكن الحادث الذي وقع يوم الاثنين يُظهر أن المتحاربين لا يتخذون أي احتياطات لتجنيبها. فهم لا يبذلون أي جهود لمنع وفاة المدنيين أو لضمان حماية المرضى والطواقم الطبية. ويُزهق نتيجة لذلك المزيد من الأرواح".

قُتل تسعة أشخاص على الأقل في عشر هجمات على المستشفيات في الفاشر خلال الأيام الثمانين الماضية، وأصيب 38 شخصًا على الأقل بجروح.

ويضيف دويون، "تعرف الأطراف المتحاربة بلا شك موقع المستشفى السعودي، كما أنها تدرك بلا شك أنه آخر مستشفى عام متبقٍ في المدينة لديه القدرة على علاج الجرحى. استُهدف المستشفى أربع مرات حتى الآن، وإذا خرج عن الخدمة كما حدث لمستشفى الجنوب عندما اقتحموه في يونيو/حزيران – وكانت تلك المرة الخامسة التي يتعرض فيها للهجوم – فلن يتبقى مكان في المدينة للجرحى لإجراء العمليات الجراحية، أو للنساء اللواتي يحتجن إلى عمليات قيصرية طارئة لإنقاذ حياتهن. كذلك أوقف مستشفى الأطفال عن العمل في مايو/أيار عندما طالته قنبلة سقطت بالقرب منه، متسببة بمقتل ثلاثة أشخاص، من بينهم طفلان كانا في وحدة العناية المركزة. أما الأطفال الذين يحتاجون إلى العلاج في المستشفى، فيُعالجون الآن في عيادة صحية صغيرة بمعدات محدودة، أو في حال كانوا مصابين بجروح جراء الحرب، فيُعالجون في المستشفى السعودي".

وبالإضافة إلى الهجمات على المرافق الصحية، احتجزت قوات الدعم السريع شاحنات إمدادات أطباء بلا حدود في كبكابية خلال الأسابيع الأربعة الماضية، مما قد يحرم المستشفى السعودي قريبًا من الإمدادات الضرورية.

ويقول دويون، "غادرت شاحناتنا انجامينا في تشاد منذ أكثر من ستة أسابيع وكان من المفترض أن تكون قد وصلت إلى الفاشر، ولكننا لا نعرف متى ستُطلق". لم يتبقَ لدينا في الفاشر سوى ما يكفي من مجموعات الأدوات الجراحية لعلاج مئة شخص. إذا استمرت أعداد الضحايا في التزايد بنفس المعدل الذي نشهده الآن، فستنفد هذه الإمدادات قريبًا. نحن بحاجة ماسة إلى وصول شاحناتنا. فهي لا تضم إمدادات للمستشفى السعودي فقط، بل أغذية علاجية كذلك وإمدادات طبية للأطفال في مخيم زمزم الذي يشهد أزمة سوء تغذية كارثية. ولأن هذه الإمدادات لم تصل بعد، لم يتبقَ لدينا سوى ما يكفي من الغذاء العلاجي لبضعة أسابيع إضافية. والكثير من الأطفال هناك هم أساسًا على وشك الموت. هذه الإمدادات ضرورية لإنقاذ حياتهم. وإذا لم يُرفع الحصار المفروض على الإغاثة الإنسانية على وجه السرعة، فسترتفع حصيلة الوفيات أكثر".

تحث أطباء بلا حدود جميع الأطراف على وقف استهداف المستشفيات في الفاشر ومختلف أنحاء السودان، كما تحث قوات الدعم السريع على الإفراج عن شاحنات المنظمة من كبكابية حتى يتسنى نقل الإمدادات الطبية المنقذة للحياة إلى المستشفى السعودي ومرافق أطباء بلا حدود في مخيم زمزم. تحث أطباء بلا حدود كذلك الأطراف المتحاربة على تمكين الوصول السريع لجميع الإمدادات والقوافل الإنسانية إلى الفاشر وزمزم، فهي جوهرية لمنع المزيد من التدهور في صحة السكان.