السودان: آلاف المرضى يتلقون العلاج في مشروع جديد لمنظمة أطباء بلا حدود في أكبر مخيم للنازحين شمال دارفور

Sudan
تمرير
29 سبتمبر 2022
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
السودان
شارك
طباعة:

الخرطوم، 28 سبتمبر/أيلول 2022 – رغم بروز احتياجات إنسانية ضخمة في ولاية شمال دارفور بالسودان، إلا أنّ المساعدات الدولية في المنطقة ما زالت محدودة للغاية. واستجابةً لذلك، قدّمت فرق منظمة أطباء بلا حدود في مخيم زمزم ومدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور الاستشارات الطبية لنحو 4،600 شخص، وذلك في الأسابيع السبعة الأولى منذ بدء أنشطتها في 8 أغسطس/آب.

تمتد ولاية شمال دارفور من الصحراء الكبرى إلى المنحدرات الشمالية لجبال جبل مرة، وتتوسطها سهول وكتل جبلية صخرية متناثرة. ويقع مخيم زمزم على بعد 15 كيلومترًا من مدينة الفاشر، عاصمة الولاية. ويعيش نحو 200،000 نازح في هذا المخيم الذي تمّ إنشاؤه عندما اندلع النزاع في دارفور عام 2003. وبعد نحو عقدين من الزمن، تبدو زمزم وكأنها قرية بدلًا من مخيم مؤقت.

يقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان أساني كومباوري، "في البداية، لم أدرك أنّ زمزم هي في الواقع مخيم للنازحين. فقد كانت تشبه ببيوتها الطينية – التي تتبع هندسة معمارية منتشرة في هذه المنطقة - ومحلاتها التجارية وخدماتها الأخرى القرى الموجودة في المنطقة. ويدل هذا التشابه على الفترة الطويلة التي قضاها النازحون هنا ومدى قدرتهم على الصمود".

Sudan

يعاني سكان المخيم من ظروف معيشية سيئة للغاية مع نقص في الغذاء والرعاية الطبية.

ويقول كومباوري، "قبل أن تبدأ أنشطة منظمة أطباء بلا حدود، توفرت عيادة واحدة فقط لتقديم الرعاية الصحية الأساسية للأشخاص في هذا المخيم. إنّ الوضع حرج جدًا، إذ يعاني الكثير من الأطفال من سوء التغذية الحاد."

ويتابع، "اضطررنا إلى إحالة حوالي 11 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من مضاعفات ناجمة عن سوء التغذية الحاد والذين تمّ استقبالهم في عياداتنا، إلى مركز تغذية تديره منظمة أخرى في المخيم. بالإضافة إلى ذلك، يعاني ما يقرب من 18 في المئة من الأطفال الذين يصلون إلى عيادتنا من سوء تغذية معتدل وهم معرضون لخطر الإصابة بالحالة الشديدة ". كذلك يشيع انتشار التهابات الجهاز التنفسي والمسالك البولية في المنطقة."

ونظرًا لشح مياه الشرب النظيفة، قد تبرز مشاكل صحية يمكن أن تتفاقم بسرعة دون تلقي العلاج الطبي في الوقت المناسب.

ويضيف كامباوري، "يواجه السكان تحديًا في الحصول على المياه النظيفة، كما يعاني الكثير من الأطفال من الإسهال. وعندما يمرضون، غالبًا ما يضطرون إلى الانتظار في العيادة لفترات طويلةً جدًا، كما لا يستطيع العديد منهم الذهاب إلى المرافق الطبية في الفاشر بسبب كلفة النقل المرتفعة. وفي مثل هذه الحالات، تمسي الأمراض التي يمكن علاجها بسهولة مميتة، لا سيما للأشخاص الأكثر حاجة".

وفي هذا السياق، يعمل مهندسي المياه والصرف الصحي في منظمة أطباء بلا حدود أيضًا على تعزيز قدرة وصول الناس إلى المياه النظيفة في كل من المركز الصحي والمنطقة المحيطة.

وتعد ولاية شمال دارفور عرضة لتفشي الملاريا وحمى الضنك. وإلى جانب العلاج الذي نقدمه لمكافحة الملاريا في مخيم زمزم، تدعم فرقنا أيضًا وزارة الصحة في الاستجابة للملاريا في مستشفى الأطفال في الفاشر. وتصيب الملاريا الناس من جميع الأعمار وقد تكون مميتة، خاصة للأطفال دون سن الخامسة.

Sudan

أطباء بلا حدود هي منظمة طبية إنسانية دولية تأسست في العام 1971. يرتكز عملنا على احترام الأخلاقيات الطبيّة ومبادئ الاستقلالية والحياد. وتقدم المنظّمة المساعدة إلى الأشخاص على أساس الحاجة وبغضّ النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو الانتماء السياسي.

تعمل أطباء بلا حدود في السودان منذ العام 1978، وتقدّم اليوم الرعاية الطبية في ولايات الخرطوم والقضارف والنيل الأزرق ووسط دارفور وغرب دارفور وجنوب دارفور وكسلا. كما تستجيب فرق الطوارئ في مناطق أخرى عندما تدعو الحاجة