"جئنا إلى السودان بحثاً عن الأمان، لكننا الآن عالقون في نزاع آخر يزيد من صعوبة التأقلم والعيش": اللاجئين في مخيم أم راكوبة

 Stom Abdulrahman, Refugee in Um Rakuba, Al-Gedaref State, Sudan
تمرير
11 مايو 2023
آخر
الدول ذات الصلة
السودان
شارك
طباعة:

اندلع القتال في السودان في 15 أبريل/نيسان، وأثر على الخرطوم وولايات أخرى تاركاً الكثيرين في ظروف مهددة للحياة. وفي خضم العنف، قررت أطباء بلا حدود البقاء في السودان وتقديم الدعم للمحتاجين. وتقوم  المنظمة بتوفير الرعاية الطبية العاجلة للجرحى في شمال دارفور، والتبرع بالإمدادات الطبية للمرافق الصحية، وتوفير الرعاية الصحية في الخرطوم، مع الاستمرار في توفير الرعاية الصحية الأولية والثانوية في وسط وغرب دارفور وفي ولاية النيل الأزرق، والقيام بأنشطة الطوارئ في ولاية الجزيرة.

ولا يتوقف الدعم عند هذا الحد - فقد واصلت أطباء بلا حدود جهودها لمساعدة المجتمعات المستضعفة، بما في ذلك اللاجئين من البلدان المجاورة الذين وجدوا أنفسهم عالقين في تيار آخر من العنف.

وفي ولاية القضارف، تواصل منظمة أطباء بلا حدود تقديم الرعاية الصحية للاجئين الإثيوبيين والمجتمعات المحلية في مخيمي تينيدبا وأم راكوبة للاجئين.

وفي السنوات الأخيرة في مخيم أم راكوبة، قدمت فرق أطباء بلا حدود الرعاية الطبية الأساسية، بما في ذلك خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والصحة النفسية بالإضافة إلى توفير الإحالات إلى المرافق الصحية ذات المستوى الأعلى، وتعزيز الصحة، ودعم الصحة، والتأهب للطوارئ.

وبسبب القتال الأخير، تأثرت أنشطتنا في المخيم بمشاكل في الإمداد ما تسبب في تقييد معايير القبول. وتحول التركيز إلى الأنشطة الطارئة لإنقاذ الحياة، معظمها لطب الأطفال وسوء التغذية والأمومة.

 

Francesca Arcidiacono, MSF Head of Mission in Sudan during her field visit to Um Rakuba camp.

 

وتقول فرانشيسكا أرسيداكونو، رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في السودان: "نحن في أطباء بلا حدود، ملتزمون بمواصلة توفير الرعاية الطبية للاجئين والمجتمعات المضيفة في مخيم أم راكوبة للاجئين. وقد تلقينا للتو أخباراً عن وصول وافدين جدد إلى المنطقة، وبالتالي سنكون مستعدين لتكييف استجابتنا بناءً على احتياجات الطوارئ الرئيسية".

" كنت في المخيم وفي المستشفى الأسبوع الماضي. وعند التحدث مع اللاجئين، اتضح أنهم خائفون من المستقبل، فهم يشعرون بأنهم عالقون، ولا يستطيعون السفر. وأشاروا إلى انخفاض الأنشطة الإنسانية، ونقص الإمدادات، والكثير من الغموض بشأن ما سيحدث بعد ذلك“.

 

 Moulay Alm Asmlash and his Family in Um Rakuba, Al-Gedaref State, Sudan

 

مولاي علم أسملاش هو أب يبلغ من العمر 53 عاماً وصل إلى مخيم أم راكوبة في عام 2020 كلاجئ. ويعاني من مرض السكري منذ مدة طويلة وقد ذهب إلى مستشفى أطباء بلا حدود لتلقي العلاج والأدوية. لحسن الحظ، وجد العلاج الذي يحتاجه، ومنذ ذلك الحين، يتلقى هو وعائلته العلاج المنتظم من مستشفى أطباء بلا حدود.

"في الخريف الماضي، أصيبت ابنتي بالملاريا وتلقت العلاج من أطباء بلا حدود. الآن، توقفت معظم المنظمات عن العمل وتقديم الخدمات بسبب العنف والقتال. نحن خائفون. هربنا إلى السودان بسبب الحرب، لكن الوضع الآن صعب أيضاً. أفكر دائماً في علاجي، وأخشى أن تضطر أطباء بلا حدود إلى مغادرة المخيم بسبب هذه الظروف العنيفة. لا أستطيع شراء الأدوية، ونحن فقراء".

يستضيف السودان أكثر من مليون لاجئ من دول مجاورة مثل جنوب السودان وإثيوبيا فروا من العنف والتمسوا المأوى. وللأسف، يجدون أنفسهم الآن عالقين في نزاع آخر يعيق قدرتهم على التأقلم مع هروبهم من العنف في بلدانهم الأصلية. وقد أدى القتال المستمر إلى أزمة نزوح، مما زاد من الصعوبات التي تواجهها المجتمعات المحلية التي تعيش في ظروف هشة وتحتاج إلى مساعدة إنسانية. ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، تضاعف عدد النازحين خلال أسبوع واحد ليصل إلى حوالي 700 ألف شخص.  هذا بالإضافة إلى 3.7 مليون شخص نازحون بالفعل في السودان قبل الأزمة الحالية.

Portrait of Mohamed Omar Mohamed, MSF Project Coordinator Support in the refugee camp in Um Rakuba.

 

ويقول محمد عمر محمد، منسق مشروع أطباء بلا حدود في مخيم اللاجئين في أم راكوبة: "عندما بدأ القتال في الخرطوم، توقفت جميع إمدادات الأدوية والمنتجات الغذائية، في معظم ولايات السودان. ونتيجة لذلك، كان هناك نقص في المنتجات النفطية والأدوية والمواد الغذائية التي تأتي من ولاية الخرطوم. كما كان هناك نزوح كبير للعديد من العائلات التي تعيش في الخرطوم إلى ولايات أخرى، بما في ذلك القضارف، مما زاد من الضغط على المؤسسات الطبية والصحية، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار والتضخم في السوق".

 

 Stom Abdulrahman, Refugee in Um Rakuba, Al-Gedaref State, Sudan

 

كان الأطفال والنساء معرضين للخطر بشكل خاص بعد اضطرارهم للفرار، مثل ستوم عبد الرحمن التي تعتمد بشكل كبير على الخدمات التي تقدمها منظمة أطباء بلا حدود في مخيم أم راكوبة.

وتقول: "لقد عانيت كثيراً من الذهاب إلى بعض المستشفيات لتلقي العلاج، خاصة أننا لا نستطيع تحمل تكاليف العلاج. ثم ذهبت إلى مستشفى أطباء بلا حدود في مخيم أم راكوبة وتلقيت العلاج والرعاية الصحية (الفحوصات والاستشارات والأدوية). جميع جيراننا يأخذون أطفالهم إلى مستشفى أطباء بلا حدود.

يزورني فريق تعزيز الصحة في أطباء بلا حدود بانتظام ويزودوني بمعلومات حول النظافة والإصحاح البيئي والوقاية من الأمراض. أشكركم جميعاً على مساعدتي أنا وزوجي لتلقي العلاج".

 

في السودان، تواصل المرافق التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود تقديم الرعاية الطبية في الفاشر، بشمال دارفور، وفي كرينك، بغرب دارفور، وفي روكيرو وزالنجي، بوسط دارفور، وفي أم راكوبة وتينيدبا، بولاية القضارف، وفي الدمازين، بولاية النيل الأزرق وفي ولاية الجزيرة. كما قدمنا تبرعات لمرافق صحية في الخرطوم ونسيِّر عيادات متنقلة، ووزعنا مستلزمات النظافة ومواد غذائية أساسية ومواد غير غذائية في ود مدني. ونواصل العمل على توسيع نطاق استجابتنا.