تمرير

اليمن: كيف يمكن أن تُساعِد شبكة الواي فاي مرضانا على التنفس

20 أغسطس 2019
تدوينة
الدول ذات الصلة
اليمن
شارك
طباعة:

بقلم أحمد الهتاري، أخصائي طبي حيوي يعمل في منظمة أطباء بلا حدود / أطباء بلا حدود في اليمن.

شرحت في أول منشور في مدونتي كيف يلعب الأكسجين دوراً أساسياً في معالجة بعض المرضى الأسوء حالاً في مستشفانا. كعالمٍ في الطب الحيوي يعمل في منظمة أطباء بلا حدود، فإن جزءاً من مهمتي يتمثل في التأكد من أن أجهزة تركيز الأكسجين – التي تحوِّل الهواء المحيط بنا إلى أكسجينٍ طبي- تعمل بشكلٍ دائم وسليم، إذ أن هذه الأجهزة تنقذ حياة الكثير من المرضى.

ولكن مع تزايد الحاجة إلى الأكسجين الطبي، تصبح المحافظة على هذه الأجهزة الحيوية أمراً أكثر صعوبة.

انترنت الأشياء

يُطلَق مصطلح "انترنت الأشياء" على التكنولوجيا التي تمكننا من جعل الأشياء الاعتيادية من حولنا متصلة بالكمبيوتر.

هدفنا هو وصل أجهزة تركيز الأكسجين الموجودة في مستشفانا إلى تطبيق يسمح لفريق الطب الحيوي بمراقبة كافة الأجهزة الموجودة في مختلف أقسام المستشفى بسهولة والتصرف بسرعة في حال حدوث أي طارئ.

في هذا الفيديوالتوضيحي نقوم بتجربة النموذج الأوليّ من الجهاز لأول مرة.

ما هي آلية العمل

يتألف الجهاز من أداة تحكّم (ESP32 Wi-Fi-microcontroller)، وحسّاس أكسجين، وحسّاس حرارة، ومؤقت بالزمن الحقيقي. جهازٌ كهذا من الصعب أن تجده في الكثير من البلدان التي تعمل بها أطباء بلا حدود (بما في ذلك هنا في اليمن) ولكنه متوفر بسهولة في أماكن أخرى.

عندما يكون لديك العديد من أجهزة التكثيف داخل المستشفى، يمكن أن يوفر ذلك الكثير من الوقت الذي يمكن أن يستثمره فريق العمل في أمورٍ أخرى لرفع مستوى الرعاية المقدمة للمرضى.

تقوم الحسّاسات بتجميع معلومات مثل مستوى تركيز الأكسجين والمدة الزمنية لعمل الجهاز ودرجة حرارة الضاغط. وتُنقَل هذه المعلومات إلى جهاز التحكم حيث يتم تحويلها إلى بياناتٍ قابلة للقراءة ومن ثمّ يتم إرسال هذه البيانات عن طريق الواي فاي إلى تطبيقٍ على جهاز كمبيوتر محمول.

تظهر البيانات على شاشة الكمبيوتر المحمول بشكل لوحة بيانات بسيطة تظهر فيها كل قيمة من القيم في الجهة المحددة لها. ويتم تحديث القيم على اللوحة كل 8 ثوانٍ.

البيانات بالزمن الحقيقي

إن الحصول على هذه البيانات في الزمن الفعلي من جهاز الأوكسجين أثناء عمل الجهاز يمكنّنا من متابعة أدائه عبر الإنترنت دون الحاجة إلى الذهاب لتفقد الجهاز ذاته عيانياً.

حين يكون لديك عدد كبير من أجهزة التركيز في المستشفى يمكن أن يوفر هذا الأمر على فريق العمل زمناً طويلاً يمكن للفريق الاستفادة منه بطرقٍ أخرى لتحسين الرعاية المقدمة للمرضى.

الحصول على البيانات يمكننا أيضاً من أن نكون أكثر دقة. على سبيل المثال: عدّاد الساعات يخبرنا بدقة عدد ساعات عمل جهاز الأكسجين، ومن خلال هذه المعلومة يمكن أن نحدد متى سيحتاج الجهاز إلى صيانة من جديد.

إن إجراء الصيانة بطريقةٍ وقائية يقلل من احتمال أن يتعطل الجهاز فجأة، مما يسهّل التأكد من توفر الأكسجين بشكل دائم كلما احتاج المرضى له.

الاستجابة السريعة

يمكنّنا الجهاز أيضاً من الاستجابة بشكلٍ فوري في حال حدوث خطأ ما.

من خلال لوحة البيانات نستطيع أن نجعل الجهاز يصدر إشارة تحذير لدى وصول إحدى القيم المُقاسة حداً معيناً. كأن تنخفض نسبة الأكسجين مثلاً إلى أقل من 80 بالمئة.

حين يحدث ذلك يمكن أن يتم التحذير عبر إرسال بريد إلكتروني بشكل أتوماتيكي إلى فريق العمل، أو بإظهار رسالة في نافذةٍ أخرى على الشاشة نفسها.

حتى وإن توقف أحد أجهزة تركيز الأكسجين عن العمل لسببٍ من الأسباب، فإن امتلاكنا للمعلومات المخزَّنة يعني أنه بإمكاننا أن نستعرض تاريخ تركيز الأكسجين ودرجة حرارة الضاغط لمساعدتنا على تحري مصدر الخلل. وهذا قد يعني التمكن من إصلاح الجهاز وإعادة تزويد المرضى بالأكسجين بشكلٍ أسرع.

الخطوات القادمة

بعد أن صمّمنا النموذج الأولي، ستكون الخطوة القادمة هي اختبار الجهاز والتأكد من ثباته ودقّته في المختبر، دون وصله بالمرضى.

سنرى ما هي التحديات التي ستواجهنا خلال فترة الاختبار، وسأخبركم في منشوري القادم كيف سارت الأمور.