تمرير

زامبيا: انطلاق أكبر حملة تلقيح ضد الكوليرا في لوساكا

11 مايو 2017
آخر
شارك
طباعة:

لوساكا، 9 أبريل/نيسان 2016: انطلقت أكبر حملة في التاريخ للتلقيح ضد الكوليرا في العاصمة الزامبية لوساكا والتي من المخطط أن تغظي أكثر من نصف مليون شخص بلقاحات الكوليرا الفموية في مسعى لضبط التفشي الذي بدأ في فبراير/شباط في أحياء المدينة المكتظة، علماً أنه تم تسجيل 664 حالة إصابة و12 حالة وفاة في لوساكا بتاريخ السابع من أبريل/نيسان.

هذا وتعمل منظمة أطباء بلا حدود بالتعاون مع وزارة الصحة الزامبية ومنظمة الصحة العالمية لتنفيذ الحملة التي يتوقع أن تستمر أسبوعين. وفي هذا السياق، قالت منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود كارولين فوت: "شهدت لوساكا فاشيات كوليرا متكررة في الماضي لكنها المرة الأولى التي يتفشى فيها المرض منذ عام 2010. ونظراً لهذه الفترة الطويلة، فإن السكان غير ممنعين عملياً ضد المرض، مما يفسح المجال لانتقال العدوى بسهولة في هذه المناطق المكتظة سكانياً والمعرضة للفيضانات".

ويعيش في لوساكا نحو 1.2 مليون شخص في مناطق سكنية عشوائية مكتظة تعاني من خطر الكوليرا كل موسم للأمطار. وقد أدى تأخر موسم الأمطار هذا العام إلى جفاف الآبار ممّا دفع بالسكان إلى الاعتماد على آبار سطيحة قد تكون مياهها ملوثة. وحين هطلت الأمطار اختلطت مياه الفيضانات بمياه المراحيض لينتج عنها أنهار وبحيرات من المياه الملوثة، مجبرةً السكان على عبورها، وهذا بالتالي وفّر بيئة مثالية لتفشي الكوليرا على نطاق واسع.

وتستهدف الحملة 578,000 شخص، حيث ويتعاون ثمانية عاملين دوليين تابعين لمنظمة أطباء بلا حدود و19 فرداً من طاقم وزارة الصحة الزامبية، إضافةً إلى 1,135 متطوعاً من لوساكا، على تنفيذ الحملة في 39 موقعاً ضمن أكثر أربعة أحياء متضررة من المدينة، وهي كانياما وباوليني وجورج وشاواما.

وبموازاة هذا ستستمر وزارة الصحة بتقديم الرعاية لمرضى الكوليرا في مراكز العلاج في العاصمة، كما تعمل الوزارة على تحسين ظروف الصرف الصحي والنظافة في الأحياء العشوائية من خلال تطهير المنازل وتنفيذ حملات توعية صحية وتوزيع الكلور على السكان.

وأضافت فوت: "قد يفيد اللقاح في وقف تفشي الكوليرا لكنه ليس الحل الوحيد، ويجب أن يقترن دوماً بعلاج المرضى والتوعية الصحية. كما ينبغي في الوقت ذاته تأمين خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة لتقليل مخاطر تفشي المرض في المستقبل".

لمحة عن لقاح الكوليرا الفموي

تبرز لقاحات الكوليرا الفموية كوسيلة جديدة لمكافحة المرض وقد استخدمت في السنوات الأخيرة للوقاية بنجاح من تفشي الكوليرا في حالات طوارئ معقدة أو لضبط فاشيات الكوليرا أو لتخفيف العبء على البلدان التي يستوطن فيها المرض. وينصح عادة بإعطاء اللقاح على جرعتين لكن نظراً لأن إعطاء جرعة واحدة سيغطي ضعف العدد فإن هذا الأسلوب يسهم في دعم المناعة الجماعية للسكان بسرعة وبأكبر قدر ممكن.

لمحة تاريخية عن الكوليرا في لوساكا

وقع آخر تفشٍّ للكوليرا في لوساكا عام 2010، وتضرر في الفترة من عام 2003 وحتى عام 2010 نحو 30,000 شخص بالمرض كما توفي منهم 860 شخصاً.

بدأت منظمة أطباء بلا حدود عملها في زامبيا عام 1999، وتتضمن مشاريع المنظمة برنامجاً للصحة الإنجابية في مقاطعة لوينغو لكنها سلمته لوزارة الصحة عام 2013، كما أن المنظمة استجابت للكوليرا أكثر من مرة بالتعاون مع وزارة الصحة على مدى سبع سنوات. وصل فريق أطباء بلا حدود في مارس/آذار 2016 لمساعدة الوزارة ومنظمة الصحة العالمية على ضبط تفشي الكوليرا وتنفيذ حملة تلقيح ضد هذا المرض.