هاجمت القوات الإسرائيلية مناطق متعددة في قطاع غزة فجر يوم 18 مارس/آذار، منهكة بذلك وقف إطلاق النار الهش الذي استمر شهرين. وقد قُتل المئات في هذه الهجمات، وكان من بين الضحايا العديد من الأطفال.
فيما يلي تصريح المديرة العامة لمنظمة أطباء بلا حدود في فرنسا، كلير ماغون:
نشعر بالفزع من الهجمات التي شنتها إسرائيل اليوم على سكان غزة، مما أدى إلى كسر وقف إطلاق النار الذي دام شهرين تقريباً. ومن بين مئات القتلى، وفقاً لوزارة الصحة، تلقت أطباء بلا حدود 75 قتيلاً وصلوا وقد فارقوا الحياة وعشرات الجرحى في ثلاثة فقط من المرافق التي ندعمها.
فوجئ موظفونا بالوضع ووجدوا أنفسهم مرة أخرى مضطرين للتعامل مع تدفقات الإصابات الجماعية، وكثير منهم من الأطفال.
وقد اختارت السلطات الإسرائيلية مرة أخرى معاقبة شعب غزة بشكل جماعي، حيث تتبع هذه الطريقة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 – بموافقة صريحة من أقرب حليف لها، الولايات المتحدة – بقصف مكثف لم يسبق له مثيل منذ المراحل الأولى من الحرب. وطيلة أكثر من 15 شهراً، قبل وقف إطلاق النار، تعرّض الناس في غزة للقتل والتشويه والإصابة والتشريد بشكل عشوائي.
إن القوات الإسرائيلية التي تنفذ هذه الهجمات الوحشية الأخيرة وأوامر الإخلاء تجعلنا نخشى أن مرحلة جديدة من العمليات العسكرية في غزة على وشك أن تبدأ. ولن يتمكن الفلسطينيون في غزة ببساطة من تحمل ذلك، لا جسدياً ولا نفسياً. وآمالهم في استعادة جزء على الأقل من حياتهم السابقة تتحطم.
منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني، يكافح الناسُ من أجل ترميم أساسيات حياتهم اليومية بعد حملة عسكرية مدمرة طال أمدها، والتي قضت على نسيج المجتمع في غزة. وقطعت إسرائيل مرة أخرى وصول المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية.
تدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى استعادة وقف إطلاق النار على الفور وعدم استئناف إسرائيل لحملة التدمير والقصف المروع الكثيف على سكان غزة. كما تدعو أطباء بلا حدود إلى رفع الحصار، وإلى استعادة الناس إمكانية الوصول غير المقيد إلى الإمدادات والمساعدات الأساسية. وينبغي السماح للمصابين والمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة بالتماس الرعاية خارج غزة، شريطة منحهم حقهم في العودة الآمنة والكريمة".