تمرير

معالجة الأطفال في النيجر بأسرع وقت ممكن وبأقرب مكان لمجتمعاتهم المحلية

14 أكتوبر 2017
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
النيجر
شارك
طباعة:

أثناء ذروة التفشي السنوي لسوء التغذية والملاريا، تقوم منظمة أطباء بلا حدود بزيادة عدد فرقها في أقاليم زيندر وتاهوا ومرادي. وفي هذا العام، نقوم بتوظيف أكثر من 1,430 شخصاً في المنشآت الصحية والقرى من أجل الوقاية من الأمراض التي تصيب الأطفال دون سن الخامسة وتحديد مكان وقوعها ومعالجتها.

في النيجر، يترافق الموسم الأعجف، الذي يأتي قبل موسم الحصاد، مع ارتفاع عدد حالات سوء التغذية إلى الذروة. ويتزامن ذلك مع بدء هطول الأمطار وزيادة البعوض الناقل للملاريا. ومن شأن هذا المزيج أن يكون قاتلاً للأطفال الصغار إذا لم يتلقوا العلاج في الوقت المناسب. وخلال هذا الفترة، تقوم منظمة أطباء بلا حدود بتوظيف أكثر من 1,430 شخصاً في المنشآت الصحية والقرى من أجل الوقاية من الأمراض التي تصيب الأطفال دون سن الخامسة وتحديد مكان وقوعها ومعالجتها، حيث ينصب التركيز على الوقاية واستراتيجيات معالجة الأطفال بأسرع وقت ممكن وبأقرب مكان لمجتمعاتهم المحلية.

معالجة الأطفال الأشد إصابة

تعمل منظمة أطباء بلا حدود، منذ عام 2005، مع وزارة الصحة ضمن قسم طب الأطفال في مستشفيات ماداوا ومادارونفا وماغاريا. وفي العالم المنصرم، جرى إعادة افتتاح قسم طب الأطفال في دونغاس. وبالمجمل، يوجد أكثر من 1,200 سرير لتلبية الاحتياجات الطبية لمن هم دون سن الخامسة.

تقول هسيرة، وهي أم لثلاثة أطفال:

" لم يعد لدينا في المنزل حبوب الدخن ولا أي مخزون من الطعام. وبدأت ابنتي الصغرى، بينتا، تفقد الوزن وتورمت أطرافها ... أتيت إلى قسم طب الأطفال يوم أمس كي تتمكن من الحصول على الرعاية الطبية. أعتقد أنها بدأت بالتحسن بالفعل".

ففي النيجر، يقع أكثر من 800 ألف طفل عرضة لخطر الإصابة بسوء التغذية المعتدل أو الحاد وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA). وتعد أقاليم مارادي وزيندر وتاهوا أشد المناطق تضرراً. وفي الفترة الممتدة ما بين حزيران/يونيو ومنتصف أيلول/سبتمبر، تمت معالجة أكثر من 6,400 طفل يعانون من سوء التغذية المعتدل أو الحاد، والذي فاقم من وضعه اختلاطات طبية أخرى مثل فقر الدم، وذلك في مراكز التغذية العلاجية المركزة التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود.

يعاني معظم الأطفال الذين يتم قبولهم في قسم طب الأطفال لدى منظمة أطباء بلا حدود من سوء التغذية بالإضافة إلى اختلاطات طبية أخرى مثل فقر الدم. ويتم إخضاع هؤلاء الأطفال لاختبارات فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والسل (TB)، حيث يعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض، ويتم تطعيمهم في حال كان ذلك ضرورياً، كما يخضع مقدمو الرعاية لهم أيضاً لاختبارات فيروس نقص المناعة البشرية والسل.

ترتبط الكثير من حالات وفيات الأطفال والرضع في النيجر بأمراض يسهل تشخيصها ومعالجتها. ومن أجل مجابهة ذلك، تظهر الحاجة لمقاربة شاملة ومتكاملة، مما من شأنه أن يسهّل من إمكانية الوصول للرعاية الصحية بالنسبة للأطفال الذين يعانون من الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولة. وعن طريق العمل ضمن المجتمعات المحلية وتقديم الدعم للمستشفيات، فإن منظمة أطباء بلا حدود تقوم بتطوير هذه المقاربة بالتعاون مع وزارة الصحة.

ففي إقليمي مارادي وزيندر، تقدم منظمة أطباء بلا حدود الدعم للسلطات الصحية عن طريق توفير مجموعة من الخدمات تضم معالجة المرضى الخارجيين الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، وتحديد مواقع تفشي الملاريا، ومعالجة أمراض الطفولة الأخرى. وتعمل الفرق في ستة عشر مركزاً صحياً وثلاث نقاط صحية، حيث تتم معالجة الأطفال الأشد إصابة فوراً ويجري نقلهم إلى غرف تحقيق الاستقرار قبل إحالتهم إلى مستشفى آخر في حال دعت الضرورة إلى ذلك. وفي ستة مراكز صحية في مقاطعة ماداوا، فإن منظمة أطباء بلا حدود جاهزة لتقديم الدعم للسلطات الصحية في حال حصول تدفق من المرضى أثناء فترة الذروة.

الوقاية خير من العلاج

في أربعة وأربعين قرية في مارادي، يقوم العاملون في المجال الصحي ضمن المجتمع المحلي، والذين تقدم منظمة أطباء بلا حدود التدريب والدعم لهم، بفحص المرضى للملاريا غير المعقدة ومعالجتهم. وفي الفترة الممتدة ما بين حزيران/يونيو ومنتصف أيلول/سبتمبر، تمت معالجة 13 ألف طفل ضمن منازلهم بشكل مجاني، بينما تمت إحالة 750 طفل إلى مرفق صحي. ومن شأن مقاربة المجتمع المحلي هذه أن تجعل إمكانية الوصول إلى الرعاية الطبية أكثر سهولة.

وتعد التوعية الصحية حول القضايا التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الأطفال مهمة جداً كذلك. فمن خلال التعاون الوثيق مع العاملين في المجال الصحي والعاملين في مجال التواصل مع المجتمعات المحلية، تتجول الفرق بين القرى لمناقشة مواضيع مثل الرضاعة الطبيعية، وأهمية التلقيح، واستخدام الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية، بالإضافة إلى مخاطر الطب التقليدي في معالجة الأمراض.

ومنذ بداية الذروة في حزيران/يونيو، جرت معالجة أكثر من 108 آلاف طفل من قبل منظمة أطباء بلا حدود في مختلف المستشفيات وبرامج المجتمع المحلي في أقاليم زيندر وتاهوا ومارادي.