مها محمد البالغة من العمر 22 عاماً وهي تجلس برفقة ابنتها سلمى ذات السبعة أعوام. قدمتا من قرية زراعية تقع على أطراف مدينة الفاشر.
جئنا إلى المستشفى صباح أمس في الساعة الثامنة لأنه لا توجد في قريتنا عيادة. كانت ابنتي تعاني من حمى وصداع وكانت مريضة، وقد كشفت الفحوصات إصابتها بالملاريا. حصلنا على رعاية جيدة وبدأت ابنتي تتعافى بعد مرور يوم.
تأثرت العديد من الأسر في قريتي بالملاريا. نحن أسرة من 10 أشخاص وقد أصيب 9 منا بالملاريا. أصبت بالمرض قبل شهر، وأربع مرات بالإجمال خلال حياتي، لكن إصابتي الأخيرة كانت الأصعب.
أعطونا ناموسية العام الماضي لكن لم يعطنا أحد ناموسية هذه السنة. لدينا أربع ناموسيات لعشرة أشخاص، ونشعر بأن عدد البعوض كبير. الطقس يتغير وقد بات موسم الأمطار يمتد فترة أطول. لدينا العديد من برك المياه الراكدة قرب بيتنا، وقد يساعد تصريف هذه المياه، لكننا نود أيضاً الحصول على أدوية وقائية لحمايتنا من البعوض.
هذه الأمطار المستمرة تدمر أيضاً محاصيلنا ولهذا فإن غلة الحصاد ستكون أقل.
"كنا قلقين جداً لأن ابني لم يتكلّم طيلة يومين"
إبراهيم أحمد، 49 عاماً، يعتني بابنه متوكل البالغ من العمر تسعة أعوام، وهو أحد أطفاله العشرة. نزحوا من شرق دارفور إلى الفاشر قبل نحو عقد من الزمان، ويعيشون في مخيمٍ للنازحين يبعد خمسة كيلومترات.
كان ابني يسير ثم سقط فجأة على الأرض. كنا قلقين جداً لأنه لم يتكلّم طيلة يومين، وكانت والدته تفقد صبرها. أدخل إلى المستشفى قبل خمسة أيام وكان الأطباء يأتون لتفقد وضعه كل نصف ساعة أو ساعة.
صحته تتحسن ولله الحمد بدأ يتكلّم من جديد. وأنا ممتن جداً للفريق الطبي الذي عالج طفلي وقدم لنا أدوية مجانية. فلولا أطباء بلا حدود لما كنت قادراً على تحمل نفقات العلاج خاصةً وأن بعض الأدوية باهظة الثمن للغاية.
أعطتني إحدى المنظمات غير الحكومية أربعة ناموسيات لأسرتي قبل بدء موسم الأمطار، لكن الأطفال يخرجون منها ليلاً.
هطلت الأمطار بغزارة هذه السنة وكانت برك المياه الراكدة في كل مكان. الملاريا خطيرة جداً وتصيب الناس بسرعة. كان ابني على وشك الموت، لكنه ولحسن الحظ كان الوحيد في الأسرة الذي أصيب هذه المرة.
"لم أشهد مثل هذه الملاريا من قبل"
حسنة عثمان، 25 عاماً، وهي تحمل طفلها محمد سامي البالغ من العمر عامين. تقيم في الفاشر منذ طفولتها وتعمل أسرتها في زراعة الفول السوداني والذرة البيضاء.
أصيب طفلي بحمّى شديدة وتشجنات. كنت قلقة عليه ولهذا أتينا به فوراً إلى المستشفى ولم نضيع الوقت. هذا ثالث أيامنا هنا وقد بدأ محمد يتحسن. فقد أعطوه السوائل وقدموا له العلاج بعد أن بينت الفحوصات إصابته بالملاريا.
أصابت الملاريا هذه السنة عدداً أكبر بكثير من الناس، ولم أشهد مثل هذه الملاريا من قبل في الفاشر. أصبت بالملاريا مرتين كانت إحداها هذه السنة. لدينا ناموسيات لكنها لا تكفي للجميع، ولهذا ينام اثنان أو ثلاثة منا تحت كل واحدة.
لا بد من اتخاذ إجراءات وقائية وتوفير أدوية مجانية. زوجي عامل مياوم يجد عملاً في بعض الأحيان ولا يجد ما يفعله في أحيان أخرى، والأدوية مكلفة جداً مقارنةً بالدخل الذي نكسبه.
للمزيد: شاهد هذه المقابلة مع آني كاشونغ، مديرة الأنشطة الطبية لدى أطباء بلا حدود