تمرير

احتساب تكاليف الحصار على اليمن: "المواد الغذائية متوفّرة في المتاجر ولكننا لا نمتلك المال لشرائها"

10 ديسمبر 2017
قصة
الدول ذات الصلة
اليمن
شارك
طباعة:

تجلس فاطمة على السرير بجوار ابنها إسحاق البالغ من العمر 18 شهرًا، وتثني ساقَيها أمامها تحت ذقنها. كان الاثنين قد وصلا في اليوم السابق إلى مركز معالجة الكوليرا الذي تديره أطباء بلا حدود في مدينة القاعدة في محافظة إب، بعد رحلة استغرقت 4 ساعات من قرية شوكان في مديرية ماوية في محافظة تعز.

"أصابه المرض منذ ثلاثة أيام"،
تقول الوالدة مشيرةً بيدها إلى إسحاق.

"ولكننا كنا نأمل أولًا أن يتحسّن وضعه ولذلك انتظرنا".

بعد يومَين، استمر الإسهال والتقيؤ، ولذلك اقترض والداه 9,800 ريال يمني من جارهما لتغطية تكاليف النقل إلى صيدلية خاصة بالقرب من قريتهما. وتقول الوالدة،

"أعطوه حقنة وعدنا بعدها إلى المنزل".

في الصباح التالي، ومع غياب أي علامات تحسّن على صحة إسحاق، نصح الجار فاطمة أن تصطحب ابنها إلى مدينة القاعدة حيث سمع أن أطبّاء بلا حدود تقدّم رعاية مرتبطة بالكوليرا وبالمجان. وتقول في هذا الصدد:

"لم نأتِ أول يوم لأننا لم نملك المال لتسديد تكاليف الرحلة. كنا سبق واقترضنا المال من جارنا للذهاب إلى الصيدلية، وبالتالي لم يرغب أحدهم بإقراضنا المزيد من المال، ولكن زوجي نجح بإقناعهم".

للوصول إلى مركز معالجة الكوليرا، اضطر زوج فاطمة إلى الاقتراض مجدداً، هذه المرة مبلغ 30,000 ريال يمني. وتقول:

"دفعنا 20,000 ريال يمني مقابل السيارة الخاصة ومبلغ 10,000 ريال يمني إضافي مقابل الوقود وذلك بسبب النقص في كمياته".

تأمل فاطمة أن يخرج ابنها من المستشفى اليوم لأن سعر الوقود يزداد مع مرور كل يوم جديد، وكذلك الديون التي ستتكبدها من أجل تسديد تكاليف رحلة العودة إلى المنزل.

واعتاد زوج فاطمة الذي يعمل بأجر يومي أن يجني 1,500 ريال يمني يوميًا، ولكنه يعجز الآن عن إيجاد عمل. فتقول فاطمة:

"بسبب الحرب، ما عاد الناس يملكون المال وبالتالي لا يحصل على أي عمل".

ومن أجل تسديد بعض من الديون، تفكّر فاطمة ببيع الماعزتين اللتين تمتلكهما العائلة، ما قد يدرّ عليها مبلغ يساوي حوالي 13,000 ريال يمني.

وتتابع قائلةً:

"بسبب الحرب، ما عاد لدينا القدرة حتى على شراء الطعام. تتوفر المواد الغذائية في المتاجر ولكننا لا نمتلك المال لشرائها".

msf217236_medium.jpg

وحسبما تقول، اعتاد سعر كيس القمح البالغ وزنه 10 كلغ أن يبلغ 4,000 ريال يمني في قريتها، بينما وصل سعره إلى 9,000 اليوم.

وعلاوةً على الكوليرا، يعاني إسحاق من سوء التغذية الحاد المتوسط الذي لا يتطلب بالضرورة إدخاله إلى المستشفى إنما تلقيه تغذية تكميلية كل أسبوعَين على مر بضعة أشهر.

وبعد إخراجه من مركز معالجة الكوليرا، سيتم تسجيل إسحاق في برنامج التغذية في قسم العيادات الخارجية في مستشفى القاعدة ليتلقى علاجًا لمدة 14 يومًا.

ولكن نظرًا لتكاليف النقل العالية، من غير المرجح أن يتمكن والداه من إحضاره ليتلقى العلاج، ومن دون متابعة ملائمة، ستتدهور حالته الصحية.