تمرير

راسخون في الميدان: – قصص الكادر المحلي

14 يناير 2021
قصة
شارك
طباعة:

لا يعمل جميع العاملين الميدانيين في أطباء بلا حدود في أنحاء العالم. فحتى 90 في المئة من طاقمنا يتم توظيفهم من البلدان التي نعمل بها. تعرفوا على بعض عمالنا الميدانيين الذين هم جزء من فرق أطباء بلا حدود العاملين في بلدانهم الأصلية في جنوب القارة الإفريقية.

إميليا فيلانكولوس، شؤون إدارية، انضمت لأطباء بلا حدود في 2003 ، من موزمبيق

emilia.jpg

"عندما بدأت العمل مع أطباء بلا حدود، لم أكن أعرف أي شيء عن المنظمة. في موزمبيق يموت الناس من الإيدز، وكانت أطباء بلا حدود حينها تشرع في تطبيق العلاج. كان مجتمعي يعاني من الإيدز بشدة، وقد أحضرت بعض الأشخاص كي يتلقوا العلاج وهم الآن بصحة جيدة.

لولا أطباء بلا حدود لما كانوا ربما على قيد الحياة. هذا هو الأثر الذي يحرزه عملنا، فهو يحقق فارقاً كبيراً للمجتمعات. أعرف هذا لأني عايشته.

تعلمت الكثير من عملي في أطباء بلا حدود وساعدني ذلك في بناء شخصيتي. أتبنى مبادئ أطباء بلا حدود ليس فقط في أثناء العمل في المكتب، بل آخذها معي في حياتي الشخصية."

جوزيف كاتشابيلا، مدير الإمداد واللوجستيات، انضم لأطباء بلا حدود في 2008، من ملاوي

joseph_story_3.jpg

"بدأتُ العمل كحارس بينما كنت أدرس الهندسة الكهربائية قبل 12 عاماً. في مشروع نسانجي الذي يعالج الحالات المتقدمة من فيروس نقص المناعة البشرية والسل تبوأتُ عدة مناصب في الفريق اللوجستي. في عام 2017، تمت ترقيتي لمدير الإمداد واللوجستيات. يدعم مشروع نسانجي الناس من خلال 14 مرفق صحي. أشرف على فريق يضم حراساً وسائقين والعديد من الخبراء اللوجستيين لضمان أن يتمكن زملاؤهم في أطباء بلا حدود من الوصول إلى المرضى ويعودوا بأمان، وأن يكون لديهم اتصال إنترنت؛ ومياه شرب آمنة، وإمدادات ومعدات ذات جودة. دوري يكمن في تقديم الحلول.

أينما وُجِدت صعوبة، يأتي الناس إلي وأنا موجود على الدوام لتقديم الدعم. في وقت سابق من هذا العام، عملتُ في سيراليون لمدة ثلاثة أشهر لأحصل على خبرة عملية في بيئة مختلفة مع أطباء بلا حدود. في أواخر يونيو/حزيران عدت إلى ملاوي وساعدت في تأسيس مركز أطباء بلا حدود لعلاج كوفيد-19. حينها لم أكن أعلم أن المركز سيساعد أسرتي أنا يوماً ما. زوجتي، فاني، تعمل أيضاً مع أطباء بلا حدود، وكانت حاملاً بطفلنا الثالث. في يوليو/تموز أُخبرنا أنها قد تكون مصابة بكوفيد-19.

تعاني زوجتي من الربو واقترب موعد ولادتها، وبدأت تظهر عليها أعراض كوفيد-19، وكان علينا أن نبقى في البيت. وعندما حان موعد الولادة، لم نتمكن من الذهاب إلى قسم عادي للأمومة، لذلك ذهبت إلى مركز علاج كوفيد-19 التابع لأطباء بلا حدود لتلد هناك. وعلمت أننا كنا في أيدٍ أمينة في المستشفى مع دعم أطباء وزارة الصحة وأطباء بلا حدود. والآن زوجتي فاني ومولودتنا الجديدة، بريز، وباقي أفراد أسرتنا بخير وبصحة جيدة".

أوريبا تشيمتاشو مالاشا، ممرضة طوارئ، انضمت لأطباء بلا حدود في عام 2017 ، من زيمبابوي

opira.png

"أعمل في الرعاية التمريضية الطارئة أثناء تفشيات الأمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد. هذه هي الأنشطة الأساسية لأطباء بلا حدود: نقدم الرعاية الطارئة في أوقات الأزمات والمحن. معيار نجاحنا هو أن نتمكن من وقف وباء قبل أن ينتشر أو يقتل المزيد من الناس. وبالعمل سوياً مع وزارة الصحة ورعاية الطفل في زيمبابوي، نجحنا في فعل ذلك في السنوات الماضية.

تواصل أطباء بلا حدود تحسين معاييرها يومياً. أحد التحديات التي نواجهها في الميدان عندما نقدم المساعدة أثناء تفشيات الأمراض هو التعاون مع عمال صحة آخرين، ممن قد يكونون غير مسرورين برواتبهم وظروف عملهم.

كي تكون الرعاية التمريضية الطارئة فعالة، تحتاج إلى طواقم متحفزة. آمل أن أواصل في الرعاية الطارئة وأدرس المزيد في مجال إدارة المشاريع وتحديد الناس الذين يمرون بأزمات".

في كل عام يدعم نحو 100 عامل ميداني من جنوب القارة الإفريقية مشاريع أطباء بلا حدود حول العالم. تحدثنا مع ثلاثة منهم حيث حكوا لنا عن بعثاتهم الأخيرة في مناطق مختلفة من العالم.

لونجيل دلاميني، مدير أنشطة دعم المرضى، انضم لأطباء بلا حدود في 2010. البلد الأصلي: إسواتيني | بعثات سابقة: جنوب إفريقيا، بابوا غينيا الجديدة | أحدث بعثة: هرجيسا، مشروع السل المقاوم للأدوية، أرض الصومال/الصومال

lungi04.jpg

"التقيت بأصحاب المصلحة الرئيسيين فيما يخص مرض السل وقمت بزيارات ميدانية للعيادات الإقليمية التي تديرها أطباء بلا حدود. استحدثتُ مفهوم تثقيف المريض وتقديم المشورة له لتعزيز الخدمات لمرضى السل.

فإذا تم تمكين المرضى من خلال التثقيف يمكنهم تولي شؤونهم والتصرف بمسؤولية أكبر، ما يحسّن نتائج علاج السل. "لا كنيسة، ولا عطلة يوم الأحد.. بدا الأمر غريباً في البداية. كان الوضع صعباً لكني سرعان ما تأقلمت معه. أمر آخر كان علي أن أتأقلم معه هو رؤية الجِمال تتجول في المكان كالأبقار في بلدي.

كنت ألتقط مقطع فيديو كل ما شاهدت قطيعاً من الجمال وأرسله إلى ابنتي ذات الأربعة أعوام. كانت سعيدة دائماً برؤيتها لكنها كانت قلقة من أن تعضني! "كان للشعب الصومالي أثر كبير عليّ. استيعاب الناس وفهم ثقافتهم وتقبّل هذه الاختلافات الثقافية حتى لو بدت شديدة، يُنشئ علاقات جميلة مع الفريق. ويؤدي إلى نتائج عظيمة فيما يتعلق بالعمل. تعلمت التكيف مع التغيير بسهولة أكبر، وتقبّل ما يمكن أن يمضي قُدماً بدون التساؤل كثيراً عن أي شيء".

الاسم: جيلبيرتا جايروس | مديرة تمريض | انضمت إلى أطباء بلا حدود في 2015. البلد الأصلي: زيمبابوي | بعثات سابقة: جنوب السودان، أفغانستان، العراق، لبنان | أحدث بعثة: مشروع مستشفى كينيما للأم والطفل، سيراليون

gilberta_-1_with_logo.jpg

"عندما وصلت إلى المستشفى، كان المستشفى قد افتتح للتو وكنا نقوم بوضع ترتيباتنا وأنظمتنا فيه. في البداية كان هناك الكثير من العمل للقيام به مع الممرضين. شجعت المشرفين على تفويض المهام ليصبحوا مديرين. أن تكون مديراً يعني أن تراقب وتدير كل شيء يجري إدارياً وسريرياً. وبينما كنا ندرب المشرفين كنا نرى ثقتهم تنمو. وهذه الثقة بدورها تتسرب إلى الممرضين.

كان هناك الكثير من الأطفال الذين تراهم يعانون.. وعندما تأتي حالة سيئة تقول في نفسك: آمل أن يصمد هذا الطفل، لكن الكثيرين منهم يموتون. نقول للناس أن الملاريا قابلة للعلاج ونحثهم على جلب أولادهم إلى المستشفى لتتم متابعتهم، لكنهم يخافون. زمن الإيبولا ذاك أثَّر فيهم كثيراً، والآن هناك الخوف من كوفيد-19. ويحتاج الأمر لبعض الوقت حتى تتغير المواقف.

عندما ظهر كوفيد-19، غادر خمسة من الممرضين الدوليين، لكننا تمكنا من تسيير الأمور لأننا بنينا فريقاً قوياً. قلت لنفسي أني لن أعود إلى الديار، مع أنه كانت هناك أوقات رغبت فيها بذلك. لم أستطع ترك فريقي لأنهم أصبحوا مثل أسرتي، ولا يمكنك أن تخذل أسرتك".

واريك ويندل، مدير لوجستي | انضم لأطباء بلا حدود في 2018 البلد الأصلي: جنوب إفريقيا | بعثات سابقة: أفغانستان، سيراليون، جنوب إفريقيا | أحدث بعثة: المخا، اليمن

photo.jpg

"كان أول مشروع أعمل فيه ويتضمن مستشفى يعمل. في بعثاتي السابقة كنا نبني مستشفيات حديثة. كان في المخا مركز لعلاج الإصابات البالغة يعمل على مدار 24 ساعة ويتكون من الخيام بالكامل.

المخا مدينة صغيرة. ويميل أصحاب المهن من ذوي المهارة إلى العمل في المدن الكبرى، ولا يوجد في المخا سوى القليل من محلات التجزئة تبيع المواد الأساسية. لم تكن إمدادات الماء في المدينة على ما يرام، ولم تكن متوفرة سوى لنصف الوقت أو نحو ذلك. كما أن الكهرباء لم تكن تتوفر سوى لبضع ساعات في الشهر فقط. "كان يومي يبدأ عادة باجتماع مع فريق الإمداد واللوجستيات، لمتابعة الأنشطة القائمة. وكما لكم أن تتخيلوا فكل يوم يجلب معه مصاعبه وعقباته، كهطول المطر مبكراً في أبريل/نيسان الذي جعل المستشفى يفيض (وأنا أكره الجوارب المبتلة!)، لكننا في العادة ننجز بعض العمل في الأثناء.

ما يحفزني على الاستمرار هو عملي. وعند كل منعطف أتعلم شيئاً ما. ألتقي بأناس رائعين دائماً. وأشعر بالدهشة والإعجاب بشكل مستمر. أؤمن بما أفعل وأستطيع رؤية الخير في ثنايا ما نقوم به."