تمرير

فيضانات جارفة في جنوب السودان: منظمة أطباء بلا حدود تقيّم الاحتياجات الطارئة في المناطق المنكوبة

3 نوفمبر 2019
نشرة صحفية
الدول ذات الصلة
جنوب السودان
شارك
طباعة:

جوبا، جنوب السودان، 21 أكتوبر/تشرين الأول 2019 – بدأت منظمة أطباء بلا حدود عمليات التقييم الإغاثية في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية في جنوب السودان حيث حاصرت الفيضانات الجارفة آلاف الأشخاص في مناطق معزولة لا يمكن الوصول إليها، الأمر الذي ينذر بحدوث أزمة إنسانية كارثية.

وتحثّ منظمة أطباء بلا حدود جميع الأطراف على تسخير الموارد المتوفّرة لتقليل تأثيرات مستويات الفيضانات المتصاعدة على المناطق المنكوبة، وإيلاء منطقة بيبور في شرق البلاد العناية اللازمة.

واضطرت المنظمة إلى خفض نشاطاتها المنقذة للحياة وقامت بتسريح المرضى بعد أن غمرت مياه الفيضانات المستشفى والمجمّع بالكامل، مما أدّى إلى حرمان المرضى والمجتمع من الحصول على الرعاية الصحية.

وسَعَت المنظمة بكلّ جهدها للاستمرار في توفير الخدمات وأسس الفريق مرفقاً ميدانياً للرعاية الصحية في المناطق المرتفعة، لكن من المتوقع أن تصلها الفيضانات خلال أيام.

ويقول المنسّق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في جنوب السودان، روديريك ايمبويدو: "سنقوم بنقل المرضى التسعة الذين نقوم برعايتهم إلى موقع آمن في أقرب وقتٍ ممكن. وتعمل المنظمة عبر فريقٍ معزز يضم منسقاً ميدانياً، ومديراً للأنشطة الطبية ومديراً لخدمات المياه والصرف الصحي، وهو يتعاون مع الطاقم المحلي في بيبور للانتقال من الموقع الحالي وتأسيس مرفق مؤقت جديد في منطقة أكثر ارتفاعاً".

msf291271high.jpg
يحتاج سبعة ملايين شخص، أي حوالي ثلثا عدد السكان إلى المساعدة الإنسانية العاجلة

وتشير تقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة إلى تأثّر أكثر من 200,000 شخص بالفيضانات في منطقة مابان شمال شرق البلاد. وشهد المركز الصحي لمنظمة أطباء بلا حدود وفاة طفل في حالة حرجة على جهاز التنفس بعد توقف المولد الكهربائي عن العمل بسبب الفيضانات. كما غمرت المياه المجمع الطبي للمنظمة والطرق المؤدية إليه لتمنع الفريق من الوصول إلى المركز مؤقتاً.

ويقول كيم غيلنس، رئيس البعثة في جنوب السودان: "نشعر بالقلق الشديد حول السكان المتواجدين في المناطق المحيطة ببلدتي بيبور ومابان، ولذلك يتركز اهتمامنا حالياً على عمليات التقييم الطارئة جواً وبراً لرؤية الصورة الشاملة وتكييف أنشطتنا القائمة في بلدة بيبور مع الوضع المتغير باستمرار. ونعرف أنّ ارتفاع مستوى المياه وتلوث الموارد يحمل معه مخاطر تفشي الأمراض المميتة المنقولة عبر المياه كالكوليرا والتهاب الكبد A.

كما نتوقع ارتفاعاً سريعاً في حالات الإصابة بالإسهال المائي والملاريا وأمراض الجهاز التنفسي، وهي الحالات الصحية الثلاث الأكثر فتكاً بالأرواح في جنوب السودان. ولذلك يجب على المنظمات الدولية والمحلية أن تباشر العمل فوراً لضمان توفير الغذاء، والمياه والمأوى والرعاية الصحية، وضمان إيلاء العناية اللازمة لمنطقة بيبور حيث يعاني السكان بأكملهم من الحرمان من الرعاية الصحية والمساعدة".

وتخشى منظمة أطباء بلا حدود أن تزيد الفيضانات من مخاطر سوء التغذية نتيجة تلف المحاصيل ومخزونات الغذاء الشخصية، كما يقول المرضى في مابان أنّ أسعار المواد الغذائية القليلة المتوفرة في السوق قد ارتفعت ثلاثة أضعاف ولم يعد بالإمكان شراؤها.

وتُعدّ الملاريا من أكثر الأمراض فتكاً بالأرواح في جنوب السودان حيث تعالج منظمة أطباء بلا حدود 300,000 مريض سنوياً، وستؤدي أي زيادة في معدلات هذا المرض الفتاك إلى عواقب وخيمة على السكان المنقطعين عن الرعاية الصحية.

كما تشعر بالمنظمة بالقلق أيضاً حول الارتفاع المحتمل لعدد ضحايا لدغات الأفاعي التي ستنتقل نحو الأراضي الجافة حيث يتجمّع السكان النازحين بسبب الفيضانات. وغالباً ما نرى العواقب المميتة أو المنهكة للتسمّم في مستشفى المنظمة في بيبور، الذي لا يمكن للناس الوصول إليه حالياً.

يحتاج سبعة ملايين شخص، أي حوالي ثلثا عدد السكان إلى المساعدة الإنسانية العاجلة في جنوب السودان، حيث ستؤدّي عواقب الفيضانات الجارفة إلى مفاقمة الأوضاع، وتقويض آليات التأقلم، والقدرة على التعامل المرن وفرص الحصول على الخدمات المنقذة للحياة.