سنقدم لكم خلال شهر رمضان سلسلة مكونة من أربعة أجزاء تسلط الضوء على الجانب الإنساني لأزمة لاجئي الروهينغا. يمكنكم الاستماع وقراءة الجزء الأول أدناه:
الجزء 1: المدرّس
كانت زوجة محمد لا تزال نائمة حين توجه لأداء صلاة الفجر في المسجد الذي لا يبعد عن منزلهما سوى مسافة قصيرة سيراً على الأاقدام.
وحين دخل شعر بقطرات المطر التي بللت ملابسه وبشرته. كان ابن عمّه سيف هناك أيضاً فتبادلا التحية. كان صباح جمعة هادئاً.
لم يدرك الناس خلال أدائهم الصلاة اقتراب الجنود من القرية. لكن حوالي الساعة الخامسة والنصف سمع محمد صوت سلاح رشاش، تبعته أصوات انفجارات وصراخ.
"كان الجميع يركضون ولم يكن يعلم أحدهم ما ينبغي علينا فعله. هل أترك القرية؟ هلي أعود إلى بيتي لأتفقد أسرتي؟ شعرت وكان دماغي يحترق".
ركض محمد وسيف نحو الغابة القريبة إلى حين وجد محمد نفسه وحيداً بعد أن رأى سيف ممداً وراءه على الأرض، فقد أصيب سيف بطلقة في بطنه وأخرى في رأسه.
مكث محمد مع أناسٍ آخرين في الغابة، محتمين بأراق الشجر، حيث أمضوا هناك اليوم بطوله إلى صبيحة اليوم التالي.
أثناء عودة محمد إلى بيته، كان يتوقع الأسوأ. ولم يكن قد رأى أسرته لمدة 24 ساعة.
"وصلت أخيراً إلى البيت. دخلت لأجد الجميع يبكون معتقدين بأنني قد متّ. كنا مرعوبين جداً لدرجة أن تلك اللحظة خلت من الفرحة. عندها قررت أن نذهب إلى بنغلاديش حيث يمكننا أن نكون في مأمن. وَعَدتُ أسرتي بأن أعتني بهم. لن يموت أحد هناك بعد الآن".
كان محمد أول فرد من أفراد أسرته يتخرج من الجامعة، ولذلك أراد أن يحظى باقي الناس بالفرصة ذاتها. فقبل الهجمات، كان محمد وسبعة مدرسين آخرين قد افتتحوا مدرسة ثانوية في القرية. لكن لن يذهب أحد إلى تلك المدرسة اليوم.
يفتقر محمد وأسرته الذين يعيشون في مخيمٍ للاجئين في بنغلاديش إلى أبسط الحاجات الأساسية. قريباً ستضع زوجته مولوداً لكن محمد يخشى على صحة ومستقبل الطفل.
"إنها حاملٌ في شهرها الثالث، لكني طفلي سيولد هنا كالحيوان".
صحيحٌ أن محمد وأسرته قد نجوا، لكنهم كسائر الناس المقيمين في المخيم بحاجةٍ إلى توفر خدماتٍ للأمومة على الفور.
لولا وجود منظمات كأطباء بلا حدود، لوجد محمد وأسرته أنفسهم وحيدين مرّة أخرى.
إليكم ما يمكنكم القيام به:
هذه الفعالية مصرحة من دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري (رقم الرخصة: 1064)
