تمرير

كلمات من المرضى الأطفال في غزة

26 فبراير 2018
قصة
الدول ذات الصلة
الأراضي الفلسطينية المحتلة
شارك
طباعة:

أحمد فرنجي، 10 سنوات

webp.net-compress-image.jpg

في عام 2016، أصيبت ساق أحمد اليسرى ويده اليمنى بحروق شديدة. كان يلعب بقضيب معدني على سطح منزله عندما عَلِق القضيب في أسلاك كهربائية. رفع التيار الكهربائي أحمد نصف متر عن الأرض، وبدأ الدخان يتصاعد من ساقه. ثم سقط على أرض السطح وأغمي عليه، ولم يتمكن أخيه من إيقاظه من الإغماء وخشي أن يكون قد مات. وعندما استيقظ أحمد لم يكن يرى أو يشعر بذراعه.

وبعد إجراء جراحة ليده وتبديل الضمادات لمكان الحرق لمدة عام والعلاج الفيزيائي وجلسات المعالجة المهنية في عيادة أطباء بلا حدود، استعاد أحمد قدرته على تحريك يده بشكل جزئي، وقد حقق تقدماً كبيراً لكن أكثر ما يجعله يشعر بالفخر هو قدرته على إغلاق أزرار قميصه بنفسه، وبذلك يشعر أنه يعتمد على نفسه من جديد

أسماء سكيك ، 6 سنوات

webp.net-compress-image_5.jpg

كما هو الحال لدى الكثير من الأسر في غزة، فإن منزل أسماء غير متصل بشبكة المياه وليس فيه تدفئة مركزية. أصيبت بحرق في البيت عندما انسكب بعض الماء الذي كان يُغلى لغرض الاستحمام وحصل تماس بين الماء المنسكب وأحد المقابس الكهربائية. وتقول أسماء ’كان الألم شديداً. وبدأت أصرخ وسمعني كل أفراد الأسرة، لكن لم أستطع أن أحرك يدي من الماء‘.

بعد الحادثة، اضطرت أسماء لإجراء عملية جراحية وطيلة ثلاثة أشهر لم تتمكن من تحريك يدها. تمت إحالتها إلى عيادة أطباء بلا حدود في غزة حيث تواظب على العلاج مع ممرضاتنا ومعالجينا الفيزيائيين منذ خمسة أشهر.

"أستطيع الآن أن ألبس ثيابي وأمشط شعري بنفسي. تعلمت أيضاً الكتابة بيدي اليسرى عندما لم أكن أستطيع استخدام اليمنى، كي لا تفوتني الدراسة. وبالرغم من الألم حصلت على علامات ’ممتازة‘ في جميع المواد".

رمزي شلايل، 6 سنوات

webp.net-compress-image_3.jpg

في شهر أكتوبر، نظمت أسرة رمزي حفلة كبيرة في البيت احتفاءً بزيارة عمتهم القادمة من الضفة الغربية. فالحركة من وإلى غزة تخضع لقيود مشددة من قبل إسرائيل. وخلال الأشهر الستة الأولى من عام 2017، سُمِح فقط لـ 240 شخصاً كل يوم (من أصل نحو مليوني شخص) بعبور الحدود من أو إلى القطاع.

تم تحضير إناء كبير من الحساء في غرفة الجلوس ووضعه على الأرض قبل تقديمه. كانت الأسرة على وشك البدء بتناول الطعام وكان رمزي ما يزال يلعب، حيث مشى إلى الخلف باتجاه الإناء المليء بالحساء الساخن ووقع فيه.

وتقول أمه ’في النهاية لم يأكل أحد وذهبنا جميعاً إلى المستشفى‘.

تم علاج رمزي في عيادة أطباء بلا حدود حيث كان يبدل ضماداته هناك ويحصل على العلاج الفيزيائي. تسببت الحادثة لرمزي بأذى نفسي شديد، فمن حينها أصبح أكثر عدوانية وعناداً، ويطلب المزيد من الانتباه. تأمل أمه أن يعود كما كان عندما كان يذهب للمدرسة، حيث أنه اضطر للانقطاع طيلة فصل دراسي بسبب إصابته.

شهد، 15 شهراً

webp.net-compress-image_2.jpg

تدهورت الظروف الاقتصادية الاجتماعية في غزة خلال السنوات الماضية. ففي أحد أيام نوفمبر 2017، كانت في ضيافة والدي شهد أفراداً من أسرتيهما. ولعدم قدرتهم على شراء أسطوانة غاز جديدة، قرروا أن يشعلوا ناراً في موقد ويطبخوا عليها. وبينما كان الجميع متحلقاً حول النار، أصابت شهد بمرفقها إبريق الشاي الذي كان على الموقد، فانسكب الشاي الساخن على ساقيها وظهرها وصدرها.

أثناء بقاء شهد في المستشفى مدة شهر ونصف، التقت أمها بأمهات كثر تعرض أبناؤهن لحروق في حوادث مماثلة. كما أن 70 في المئة من المصابين بحروق الذين استقبلتهم أطباء بلا حدود قد أصيبوا في حوادث انسكاب سوائل ساخنة.

كان المشهد مؤلماً جداً لوالدة شهد أن ترى ابنتها في تلك الحالة. ومنذ ذلك اليوم لم يصنعوا شاياً في البيت.

أسيد حنون، 14 شهراً

webp.net-compress-image_4.jpg

لا يحصل سكان غزة في اليوم سوى على أربع ساعات إلى ست ساعات من التيار الكهربائي. وفي بعض الأحيان يكون ذلك ليلاً. لذلك تقول أسرة أسيد أنهم يهرعون لإنجاز عدة أشياء معاً للاستفادة من وقت وجود الكهرباء: كالطبخ وتشغيل الغسالة وغير ذلك. في أحد الأيام وبعد أن انتهت أم أسيد من صنع بعض الخبز، أطفأت الطباخ الكهربائي وغادرت المطبخ بسرعة لتنهي باقي المهام الممكن إنجازها أثناء وجود التيار. لسوء الحظ دخل أسيد إلى المطبخ ووضع يديه على الطباخ الذي كان ما يزال جد ساخن.

وبعد شهرين في عيادة أطباء بلا حدود وتحت رعاية ممرضينا ومعالجينا الفيزيائيين، تم تخريج أسيد من العيادة وعادت يداه الصغيرتان كما كانتا قبل الحادثة. لقد كان محظوظاً جداً. لكن جدته الآن اتخذت موقفاً حازماً:

"فالقاعدة المتبعة في البيت هي ألا يتم فعل شيء في المطبخ أثناء تواجد الأطفال. فالأفضل تركهم يبكون خارج المطبخ على أن يدخلوا ويؤذوا أنفسهم".
تقول الجدة.