صنعاء/حجة، 6 ديسمبر/كانون الأول 2017 – يُبرهن أسبوع من العنف الشديد المترافق مع حصار خانق يمنع الإمدادات الحيوية من دخول البلد، عن مستويات جديدة من استخفاف الأطراف المتنازعة بسلامة السكان المدنيين، وذلك وفقًا للمنظمة الطبية الدولية أطبّاء بلا حدود.
وأدّى القتال الكثيف في الشوارع والغارات الجوية المتجددة منذ 29 نوفمبر/تشرين الثاني إلى شلّ المدينة ومحاصرة المدنيين في منازلهم لعدة أيام، وحرمان المصابين من الوصول الآمن إلى المساعدة الطبية. وتعرضت الفرق الطبية التي تستخدم سيارات الإسعاف لمحاولة الوصول إلى الجرحى وانتشالهم بدورها إلى إطلاق النيران. وقُتل ما لا يقلّ عن 234 شخصًا وأُصيب 400 آخرين، وفقًا للجنة الصليب الأحمر الدولية. وبالرغم من عدم حصول أطبّاء بلا حدود على الضمانات اللازمة من أطراف النزاع للتحرك داخل صنعاء، إلا أنها تمكنت من تقديم تبرعات طبية إلى المستشفيات في المدينة.
هذا وامتدت الاشتباكات إلى أجزاء أخرى من البلد، مثل محافظات حجة وعمران وإبّ. في 2 ديسمبر/كانون الأول، تلقت أطبّاء بلا حدود 28 جريح حربٍ في مستشفيَين تابعَين لها في خمر وحوث. وفي الساعات المبكرة من يوم 4 ديسمبر/كانون الأول، ألحقت غارة جوية مستشفى الجمهوري الذي تدعمه أطبّاء بلا حدود في مدينة حجة بأضرار، كما وتضررت غرفة الطوارئ وغرفة العمليات ووحدة العناية المركزة وتم إجلاء 12 مريضًا من غرفة الطوارئ. وبالرغم من هذه الأضرار، استقبل مستشفى الجمهوري 22 إصابة ناجمة عن الغارات الجوية في حجة بعد فترة وجيزة. كما وتلقى مستشفى الجمهوري مجموع من 38 جريح حرب بين 2 و3 ديسمبر/كانون الأول.
ويقول المنسق الميداني لدى أطبّاء بلا حدود في حجة ستيف بربريك، إنّ:
"الخدمات الصحية تتعرض لهجمات متكررة على مدار هذا النزاع. ومجددًا، لا تتّخذ الأطراف المتنازعة أي تدابيرٍ لحماية المرافق الطبية، ما يعرّض حياة المرضى والموظفين الطبيين للخطر". ويُردف قائلًا، "يجب أن يتمكن المدنيون من الفرار أو التماس الرعاية الطبية، ولا بدّ من السماح لسيارات الإسعاف بالوصول إلى الجرحى، وتوفير الحماية للمستشفيات".
وتتجدد هذه الاشتباكات في الوقت الذي لا يزال فيه اليمن يعاني من الحصار المفروض من قوات التحالف بقيادة السعودية في 6 نوفمير/تشرين الثاني على الواردات التجارية والإنسانية. وبالرغم من السماح لبعض الرحلات والسفن الإنسانية بالدخول إلى اليمن مجددًا الآن، إلا أن الحصار ما زال مفروضًا على الواردات والسلع التجارية التي تشمل الغذاء والوقود.
وفرض ذلك على اليمنيين صعوبات كبيرة إضافية في الحصول على السلع الأساسية والأدوية والإمدادات الطبية. ومنذ تصاعد حدّة القتال وفرض الحصار، ارتفعت أسعار الوقود أكثر من 200 بالمئة، كما وازدادت أسعار المستلزمات اليومية مثل المياه والطعام بشكل كبير. وارتفعت في مدينة صعدة أسعار المواد الغذائية حوالي 6.15 بالمئة بين أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني.
أمّا رئيس بعثة أطبّاء بلا حدود دجون بيسلينك، فيقول، إنّ "للحصار والاشتباكات الأخيرة تأثير شديد ومدمّر على البعثة الطبية في اليمن". ويُتابع قائلًا:
"تعني زيادة أسعار الوقود مثلًا أن على الناس دفع مبالغ أكبر مقابل التنقّل إلى المستشفيات، أو الاختيار بين الذهاب إلى المستشفى أو شراء الطعام لبقية أفراد العائلة. والمستشفيات بحدّ ذاتها تكافح من أجل تحمّل تكاليف الوقود، والتي قد تدفع بعض المستشفيات القليلة المتبقية العاملة إلى إغلاق أبوابها".
ويضيف بيسلينك:
"لقد شكّل تدمير الخدمات الصحية في اليمن وتفكيكها أبرز معالم النزاع على مدى العامَين والنصف المنصرمَين. ويساهم الحصار بشكل كبير في ما سبق، ولا بدّ من رفعه فورًا. يجب السماح للسفن والطائرات التجارية بالوصول إلى منافذ الدخول في الشمال لمنع المزيد من المعاناة غير الضرورية".
تعمل أطبّاء بلا حدود في 13 مستشفى ومركزًا صحيًا في اليمن وتقدّم الدعم إلى أكثر من 20 مستشفى أو مركزًا صحيًا في 12 محافظة يمنية: تعز وعدن والضالع وصعدة وعمران وحجة وإب وصنعاء والحديدة وأبين وشبوة ولحج، مع حوالى 1,600 موظف لتكون من أكبر بعثات أطبّاء بلا حدود في العالم من حيث عدد الموظفين.