تمرير

مكافحة الوصمة في نابلس

16 أكتوبر 2018
قصة
الدول ذات الصلة
الأراضي الفلسطينية المحتلة
شارك
طباعة:

في مبنى مكسوِّ بأرضية جميلة وتشعر فيه بعبق الماضي في المدينة القديمة في نابلس، في الضفة الغربية بفلسطين، عقدت منظمة أطباء بلا حدود بالتعاون مع منظمات أخرى جلسة توعية بالصحة النفسية ضمن سلسلة من الأنشطة تزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية. المكان هو عبارة عن مركز تديره منظمة محلية غير حكومية يقدم الدعم للمجتمع من خلال أنشطة متنوعة، وقد حضر جلسة اليوم 40 امرأة وفتاة من مختلف مناطق نابلس.

msf246806_medium.jpg
يفيت أييلو، الاختصاصية النفسية في أطباء بلا حدود والمترجمة ليالي تتحدثان مع امرأة لديها بعض الأسئلة الإضافية بعد جلسة التوعية.

أثرت سنوات الاحتلال الطويلة على الناس في نابلس سواء بشكل مباشر أو غير مباشر: من مقتل أحد الأقارب أو المقربين، إلى التعرض للمضايقة من قبل المستوطنين إلى القيود المفروضة على التنقل بشكل يومي. ويظهر هذا الأثر النفسي من خلال أعراض كالقلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة. ولا يعبر الناس معظم الأحيان عن مشاكل الصحة النفسية بسبب وصمة العار,والخجل المرتبطة بالتحدث عن المشاكل الشخصية، ونقص المعلومات، والثقافة السائدة التي تضع احتياجات الأُسَر قبل احتياجات الأفراد.

إلا أن المشاركين في جلسة التوعية هذه عبروا عن أنفسهم وتفاعلوا وكانوا حتى مفعمين بالحيوية، وفق اختصاصية علم النفس في أطباء بلا حدود يفيت أييلو، التي تطرقت إلى أهمية التغذية والتمرين من أجل الصحة النفسية. فبالرغم من أن بعض الأعراض تحتاج إلى العلاج من خلال الاستشارة، فإن أفعالاً بسيطة كشرب كميات كافية من الماء والحصول على تغذية ملائمة باتباع نظام غذائي جيد والقيام بالتمارين الرياضية من شأنها مساعدة الناس على التكيف بشكل أفضل مع مشاكل الصحة النفسية.

msf246815_medium.jpg
مرضى يستمعون إلى جلسة التوعية التي تقدمها أطباء بلا حدود حول الصحة النفسية.

msf246816_medium.jpg
مرضى يستمعون إلى جلسة التوعية التي تقدمها أطباء بلا حدود حول الصحة النفسية.

"هل يعرف الجميع أن الماء يشكل 80 في المئة من الدماغ؟" "كم واحدة منكن تشرب القهوة أكثر من الماء؟" "إن الرياضة طريقة رائعة للقضاء على التوتر فهي وسيلة طبيعية لتحسين المزاج!" يحرص الناس على تعلّم هذه النصائح البسيطة من أجل صحة أفضل في ظل وضع لا يدعو إلا إلى الاكتئاب. ثم يسألون "ماذا عن الرقص؟ هل يعتبر من الرياضة أيضاً؟ كرقص الزومبا؟"

msf246811_medium.jpg
يفيت أييلو، الاختصاصية النفسية في أطباء بلا حدود والمترجمة ليالي تشرحان وتتحدثان للنساء اللاتي تجمعن لحضور جلسة التوعية في المدينة القديمة في نابلس.

وتضيف يفيت: "نحاول من خلال جلسات التوعية تعزيز فهم أفضل للصحة النفسية، كأن نشرح للناس أن التعرض لمشاكل في الصحة النفسية كالقلق والاكتئاب هو رد فعل طبيعي لما يعايشونه وليس أمراً معيباً يجب إخفاؤه. وبالنسبة للنساء لا سيما الأمهات منهن من الضروري التأكيد على رعاية الذات. ونرى النتائج الإيجابية لجلسات التوعية هذه تنعكس على أنشطتنا اليومية إذ يأتي المزيد من الناس إلى عيادتنا ليتحدثوا عن مشاكلهم. شيئاً فشيئاً يدركون أهمية الاعتناء بالصحة النفسية إضافة إلى الصحة الجسدية".

msf246809_medium.jpg
في اليوم العالمي للصحة النفسية، عقد فريق أطباء بلا حدود جلسات توعية للحديث عن أهمية التغذية والرياضة للصحة النفسية.

في الضفة الغربية، تدعم منظمة أطباء بلا حدود الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية متوسطة إلى شديدة في كل من نابلس وقلقيلية، وأولئك الذين تضرروا بشكل مباشر أو غير مباشر من العنف المرتبط بالنزاع في الخليل، حيث تقدم الاستشارات والعلاج الفيزيائي والإسعاف النفسي الأولي والتثقيف النفسي. وتزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية هذا العام أطلقت منظمة أطباء بلا حدود خططاً لتعزيز جلسات التوعية الخاصة بها للحديث عن العلاقة بين الأبوين والأولاد اليافعين تستهدف مجموعة آباء، وعن الإدمان وصلته بالصحة النفسية. ومنذ بداية عام 2018 أجرت أطباء بلا حدود 36 جلسة توعية في نابلس وقلقيلية.