تمرير
4 مايو 2017
شارك
طباعة:

أضحى النظام الصحي في اليمن أنقاضاً بعد مرور أربع سنوات على بدء الحرب، كما تصاعد النزاع سنة 2018 في ظل التغير السريع لخطوط القتال والهجمات التي طالت المدنيين في أنحاء البلاد.

[[Country-Facts]]

عملت منظمة أطباء بلا حدود في 13 مستشفى ومركزاً صحياً وقدمت الدعم لأكثر من 20 مرفقاً صحياً في 12 محافظة خلال 2018. لكن تكرر الهجمات على الطواقم والمرافق الطبية خلال العام أجبرتنا على تعليق أنشطتنا في العديد من المناطق.

كما أن غياب الأمن والقيود المفروضة على دخول بعض المناطق منع أطباء بلا حدود وغيرها من المنظمات من جمع بيانات موثوقة حول الاحتياجات التغذوية والإنسانية في البلاد، علماً أن فرقنا عالجت 5,700 طفل من سوء التغذية ضمن برامج تغذية خارجية وداخلية في محافظات حجة وصعدة وعمران وإب وتعز، لكنها لم تلاحظ أية علامات على مجاعة وشيكة بخلاف ما أفادت به الأمم المتحدة وغيرها.

يشار إلى أنّ عدد الوفيات المرتبطة بالحرب، وبالتالي أثر الحرب ونطاقها، كان قد أسيء تفسيرها أيضاً في العام 2018. إذ أفادت الأرقام الرسمية بأن عدد الوفيات بقي 10,000، ما يعني أنّ العدد لم يتغير منذ 2016. لكن هذا الرقم قوبل بتقديرات أكثر واقعية -مع أنها لا تزال محافظة- تشير إلى وقوع 60,000 وفاة مرتبطة بالحرب. كما عولج أكثر من 119,000 شخص مصاب بجروح مرتبطة بالحرب والعنف في مرافق تديرها وتدعمها أطباء بلا حدود بين مارس/آذار 2015 وديسمبر/كانون الأول 2018.

msf208135_medium.jpg
اليمن: الطواقم الصحيّة الحكوميّة تُنقذ حياة الناس ولكنها لا تتلقى رواتبها - يُعاني قطاع الخدمات الطبية في اليمن من مشاكل واسعة وحرجة، وجزء كبير منها يتعلق بعدم تلقي معظم موظفي وزارة الصحة والسكان راتباً منتظماً منذ عام.

الرعاية الطبية والجراحية على جبهة الحديدة

بتاريخ 13 يونيو/حزيران 2018 شنت القوات الموالية للرئيس هادي مدعومةً من التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات هجوماً لانتزاع الحديدة من قوات أنصار الله. واستجابةً للقتال العنيف على طول هذه الجبهة خلال الأشهر الثلاثة التالية قمنا بافتتاح مستشفى جراحي في المخا في أغسطس/آب وكنا في نهاية العام قد أجرينا نحو 1,300 عملية جراحية كبرى. وقد استقبلنا مرضى مصابين بجروح حربية إضافةً إلى نساء حوامل يعانين من مضاعفات تتطلب عمليات جراحية عاجلة. كما أحلنا المرضى إلى مركزنا القائم في عدن والمتخصص في علاج الإصابات البليغة، حيث أجرت فرقنا أكثر من 5,400 عملية جراحية كبرى خلال 2018 كانت 90 بالمئة مرتبطة بالعنف.

msf155207_medium_yemen2.jpg

وعقب محادثات السلام الفاشلة، بدأ في أواسط سبتمبر/أيلول هجوم جديد على الحديدة، حيث أدت الاشتباكات اليومية إلى قطع جزئي لطريق الحديدة صنعاء وأثيرت المخاوف من حصار المدينة. وبدأنا في سبتمبر/أيلول بتوفير الرعاية الطبية والجراحية الطارئة في مستشفى السلخانة الواقع في شمال شرق المدينة بعد أن أعدنا تأهيل غرفة الطوارئ وغرف العمليات. وفي أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، في ظل اشتداد القتال، بات مستشفى السلخانة واحداً من ثلاثة مستشفيات عامة فقط تعمل في المنطقة.

في الوقت ذاته، وفي ظل تسبب القتال بنزوح أعداد هائلة من الناس وحرمانهم من الحصول على الرعاية الصحية، بدأنا بإعادة تأهيل مستشفيات أخرى في المحافظة، في كل من العدين وفرع العدين والضحي، وقدمنا لها التبرعات والدعم الفني.

اتفقت الأطراف المتحاربة في أواسط ديسمبر/كانون الأول على وقف إطلاق النار. وقد شملت اتفاقية ستوكهولم تبادل السجناء وإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول الحديدة وانسحاب قوات أنصار الله. وتشكلت لجنة لمناقشة مستقبل مدينة تعز التي لا تزال بعد مرور أربع سنوات مقسمة بخطوط القتال ومثالاً سوداوياً على الحاجة الملحة إلى المزيد من المساعدات الطبية.

الهجمات على المدنيين والطواقم والمرافق الطبية

أفاد مشروع بيانات اليمن، وهو مجموعة مراقبة مستقلة، بأن 17,729 مدنياً قد جرحوا أو قتلوا في الغارات الجوية التي شنها التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في الفترة من عام 2015 وحتى 2018، علماً أن محافظة صعدة كانت الأسوأ في عام 2018، حيث استهدفتها 1,306 غارات جوية شكلت 39 بالمئة من مجمل الغارات المسجلة وكانت أكثر من أي سنة أخرى منذ 2015. وقد استمرت فرقنا في العمل في مستشفى حيدان في صعدة، بعد أن أعيد بناؤه بالكامل عقب تدميره في ضربة جوية نفذها التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات سنة 2015.

كما تعرض مركز لعلاج الكوليرا تابع للمنظمة للقصف في عبس التابعة لمحافظة حجة بتاريخ 11 يونيو/حزيران، أي في أقل من سنتين من تعرض مستشفى عبس لضربة أدت إلى مقتل 19 شخصاً وجرح 24 آخرين. وكانت هذه سادس مرة تضرب فيها الأطراف المتحاربة مرافق تابعة لأطباء بلا حدود منذ 2015.

إضافةً إلى ذلك، فقد أجبرنا على إقفال مشاريعنا في محافظة الضالع بعد استهداف مقر سكن طواقمنا بالمتفجرات مرتين في أقل من أسبوع خلال نوفمبر/تشرين الثاني. يشار إلى أن فرقنا كانت تعمل في المحافظة منذ 2012 حيث دعمت مرافق صحية في الضالع وقعطبة والأزارق ودمت لعلاج أكثر من 400,000 مريض. وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول، أنهينا كذلك دعمنا لمستشفى رازح في محافظة صعدة نظراً لقربه من خطوط القتال وتعرض المرضى والطواقم هناك لمستويات كبيرة من المخاطر.

msf150494_medium_yemen.jpg

الفجوات الأكثر إلحاحاً في الرعاية الطبية

لقد أضحى نظام الرعاية الصحية في اليمن أنقاضاً في كافة أنحاء البلاد، لكن بالأخص في المحافظات الشمالية التي اشتدت فيها الضربات الجوية من قبل التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات أواخر 2017 وخلال 2018.

وقد غادر الكثير من الطواقم الطبية بسبب عدم دفع رواتبهم منذ أغسطس/آب 2016، ولم يتبق سوى مستشفيات قليلة عاملة، فيما يكافح اليمنيون للحصول على السلع الأساسية وتحمل تكاليفها، وهذا يشمل الوقود والغذاء والأدوية وذلك في ظل تدهور الاقتصاد وإقفال مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية والذي يحرم الناس من طلب العلاج في الخارج.

واستجابةً للفجوة الهائلة في الخدمات التي تحصل عليها النساء والأطفال بالتحديد فقد عملت فرق أطباء بلا حدود على توفير خدمات رعاية الأم والطفل في محافظات الضالع وعمران وحجة وإب وتعز خلال 2018.

أما على الساحل الغربي للبلاد، فإن نقص القدرات الجراحية لا يزال يشكل واحداً من أهم المشاكل الطبية في 2018. حيث أن مستشفى أطباء بلا حدود الموجود في المخا يعتبر المرفق الوحيد الذي يتضمن غرفة عمليات لخدمة السكان المقيمين في المنطقة التي تمتد على مسافة 450 كيلومتراً بين الحديدة وعدن والتي يستغرق السفر بينهما من ستة إلى ثمانية ساعات. وقد عالجت فرقنا المتواجدة في المخا بين أغسطس/آب وديسمبر/كانون الأول 2018 أكثر من 150 جريحاً نتيجة ألغام أرضية وعبوات متفجرة يدوية الصنع وذخائر غير متفجرة، علماً أن ثلثهم كانوا أطفالاً يلعبون في الحقول. وفي سبتمبر/أيلول، أشار تقرير صادر عن منظمة أبحاث تسليح النزاعات إلى الإنتاج الضخم واسع النطاق الذي ينفذه أنصار الله لصناعة الألغام والمتفجرات يدوية الصنع وكذلك استخدامهم للألغام المضادة للأفراد والمركبات والألغام البحرية.

تفشي الأمراض

عالجنا عدداً أقل بكثير من حالات الكوليرا مقارنة بعام 2017 لكن الظروف مهيأة لموجات جديدة من المرض ولا يزال الخطر قائماً. وقد افتتحنا مركزاً جديداً لعلاج الكوليرا للتعامل مع زيادة الحالات المؤكدة والمشتبه بها في إب أواخر 2018.

استمرت فرق أطباء بلا حدود خلال 2018 برؤية حالات إصابة بالخناق (الدفتيريا) وقد عالجت 570 مريضاً في عبس والضالع وإب وتعز. هذا ولا تزال الحصبة مصدر قلق وبالأخص في محافظات صعدة وحجة وعمران. وقد عالجت طواقم أطباء بلا حدود خلال العام 1,981 حالة. كما لا يزال التحصين باللقاحات تحدياً هائلاً في ظل تأخر حملات التحصين الواسعة أكثر من مرة وتعرضها للعراقيل التي تعيق الوصول إلى المناطق النائية، بالإضافة إلى غياب الموافقات في بعض المناطق.

535,600
استشارة خارجيّة
24,600
عملية جراحية
63,100
مريض تمّ إدخالهم إلى المستشفى
12,700
مريض تلقى علاج الكوليرا
24,400
ولادة